الأغنية العراقيَّة من الوحدة الكبيرة إلى {صمون عشرة بألف}

ثقافة 2023/10/18
...

 بغداد: محمد إسماعيل

تداعت الأغنيَّة العراقيَّة، من رفعة الذوق السبعيني.. وما سبقه وما تلاه.. والتي اتسقت مع إيقاع الوحدة الكبيرة.. {البنفسج} و{دوريتك} وسواهما.. أغان لا تقل عنهما جمالا.. {مرينا بيكم حمد} و{البارحة} والقائمة تطول، بنماذج ناغمت فطرة الذوق العراقي، بإسلوب أكاديمي مدروس... صنعة احترافية تكتب الأنغام على نياط القلب الشجي، وليس على ورق النوطة فقط.
وقال رئيس اتحاد الأدباء الشعبيين العرب الشاعر الغنائي د. جبار فرحان العكيلي: "جزء من حتمية تاريخية فقدان بعضٍ من مميزات الأغنيَّة؛ بحكم مقدم أجيال تؤسس نهجها الذوقي والمعرفي وفق معطيات مرحلتها".
مؤكدا فرحان إلى جانب النماذج التي نتحفظ عليها، هناك كتّاب أغنية وملحنون ومطربون، اشتغلوا بنضج نفخر به.. قدموا أعمالاً استوفت المرحلة محلياً، وانتشرت عربياً من العراق إلى المستمع العربي.. بجدارةٍ
وامتياز".
أضاف الفنان طلال علي "الأغنيَّة الشبابية، أنموذج متطور لما سبقها من قوالب غنائية، ثمة شوائب.. لن نقف عندها؛ لأن الزبد يذهب جفاءً"، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
وتابع.. للأغنية الحديثة وهنا أجمل عقدي.. التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.. شكلٌ متطورٌ عمّا سبقها من غناء ثمانيني وسبعيني، القائم على التحولات النغمية والإيقاعات
الثقيلة".  
لافتاً إلى أن "الحداثة تميزت بالسرعة في الإيقاعات والإضافات الإيقاعية واللحن المتميز.. اشتغال جديد على اللحنية العراقيَّة، ذو توزيع موسيقي معاصر لم تالفه الذائقة العراقيَّة سابقاً، ومن أهم الموزعين: هلال متي وغزوان القيسي وماسيس فارتان وحسام كامل ومصطفى السوداني، وملحنون منهم قاسم ماجد وعلي سرحان وحسن فالح".
واصلت المطربة أديبة "الأغنيَّة الشبابية تنحصر بين التسعينيات.. امتداداً إلى الآن.. فهي رصينة ومهذبة وذات رسالة تبعثها إلى الأسر
المحترمة".
متابعة: "أستمع بشغف لألحان علي سرحان وصباح زيارة وضياء الدين ومحمد هادي والراحل صباح القريشي وعدد من شباب جدد، بدؤوا يحققون حضوراً لافتاً بين الفنانين العرب نفخر بهم كعراقيين.. قاسم السلطان وهيثم يوسف ومهند محسن وحاتم العراقي وصلاح حسن وجلال خورشيد وصباح محمود".
ذوقياً.. أفادت الإعلامية صابرين الشيخ.. من تلفزيون العراقيَّة في شبكة الإعلام العراقي: " للإغنية الحديثة التي بدأنا نستمع لها منذ مطلع التسعينيات إلى الآن، بصمة في الكلمات والغناء، وفعلٌ، وجد فيها الجيل المعاصر من الشباب، ما يغذي روحه ويبعث فيها استرخاءً نفسياً إيجابياً.
منوهة بأن "الأغنيَّة جزء من التنويع، الذي يحث ذائقتنا إلى العودة إلى الغناء القديم نتفاعل معها بالقوة
نفسها".
بينما يجدها الفنان مكصد الحلي قاصرة عن بلوغ جمال الأغنيَّة السبعينية، ويراها الشاعر كامل العتابي منقطعة عن رفعة الماضي قائلا"في السبعينيات كانت الأغنيَّة راقية، أما التسعينيات فلم تحمل لنا فناً غنائياً وتداعت هابطة إلى
الآن".
واختتم الشاعر الغنائي سالم الحمداني: "الأغنيَّة التسعينية وما تلاها إلى الآن، أوجدت نمطاً جديداً يمتاز بالسرعة التي استهوت أجيالاً، وهو نمط تتحفظ عليه الأجيال السابقة؛ مشيرا إلى أن كل جيل بما لديهم فرحون.
لكن ظهور الجيل الجديد خلق امتزاجاً رائعاً بين معطيات الماضي الجميل وقوة الانفتاح على  المستقبل".