بغداد: نورا خالد
تصوير: نهاد العزاوي
أعطت الغربة للمطرب والموسيقي أنور أبو دراغ الكثير من التجارب، سواء على المستوى الشخصي والإنساني أو على المستوى الفني حسب قوله. وأضاف أبو دراغ لـ "الصباح" : "حياتي الفنية بدأت في العراق، سواء خلال دراستي للموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية أو كلية الفنون الجميلة"، مستدركا "ازدادت بشكل فعلي بعد مغادرتي لبغداد الحبيبة، فالغربة رغم قساوتها والابتعاد عن الوطن والأهل والأحبة، لكنها أعطتني مساحةً كبيرةً لخوض التجارب والسفر وتقديم العروض الفنية مع مختلف الفنانين، سواء في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية واستراليا".
لأبي دراغ تجربة لافتة وجديدة للمقام العراقي، تحدث عنها قائلا "بدأت تجربتي لطرح رؤية جديدة للمقام العراقي في سن مبكرة قبل خروجي من العراق، اذ كان لدي تصور واضح بأن آلة الجوزة، تستطيع أن تقدم أكثر مما تعطيه كآلة رئيسة مصاحبة للمقام العراقي، اذ قمت بتأليف مقطوعات موسيقية مع آلات مختلفة كانت أول مرة تسمع في العراق، وهذه كانت من خلال طرح ألبوم موسيقى (صوفيات الهمايون)، حيث اشتهر على نطاق واسع في العراق والعالم العربي وتلتها 8 ألبومات، بعض منها وصل للعراق".
مواصلا " أما رؤيتي كغناء للمقام، فقد خضتها مع صديقي الموسيقار نصير شمة بداية العام 2011 بمشروع ورؤية مشتركة، لتقديم المقام برؤية جديدة، وكانت التجربة الأولى في أوروبا (بلجيكا)، وتلتها عدة عروض في العالم العربي، وآخرها كان في كندا ( تورونتو ) سنة 2022 في افتتاح أكاديمية مقامات الدولية للفنون
والتراث".
كان للموسيقار الراحل منير بشير والفنان القدير نصير شمة الدور الكبير في تكوينه الموسيقي، حينما عمل أبو دراغ كعازف لآلة الجوزة في الفرقة، التي أسسها الفنان منير بشير، وأشرف عليها الفنان نصير شمة، كما عمل أبو دراغ كعازف لآلة الكمان في الفرقة السيمفونية الوطنية العراقيَّة.
عن سؤالنا له كيف استطاع الاستمرار في اللون العراقي والتراثي في بلد أوروبي؟ اجاب : " تراث الشعوب يأخذ أهمية كبيرة في أوروبا والعالم بشكل عام، فكيف إذا كان هذا التراث عراقيا، فاذا قلنا المقام العراقي فهو يمتد لألف عام ويرجع للعصر العباسي، أما الآلات الموسيقية العراقيَّة، فيعود تاريخها للعصر السومري والبابلي والأكدي والعالم على دراية كبيرة بتاريخ وموسيقى بلاد ما بين النهرين، والدليل هو القيثارة السومرية الموجودة حالياً في المتحف الملكي البريطاني في لندن والمنحوتات الطينية، التي وجدت في بلاد ما بين النهرين، والتي ذكرها العالم الآثاري المتخصص بالآثار الموسيقية العالم العراقي الراحل صبحي أنور
رشيد". آلة الجوزة كانت أول آلة موسيقية تعلمها أبو دراغ على يد الفنان القدير محمد حسين گمر، عشق صوتها وشعر بها وأحسَّ بالشبه بينها وبينه، من أول مسكة لها، حيث تعلمها قبل دراسته في معهد الدراسات الموسيقية.
كان لأبي دراغ هدفٌ يسعى له وهو كيفية المزج بين الموسيقى العراقيَّة، سواء الآلات الموسيقية أو المقام والموسيقى الكلاسيكية العالمية.
مبينا أن "وجودي مع الفرقة السيمفونية بوقت مبكر أعطاني الرؤية والتصور، لكيفية غناء المقام بمصاحبة الفرقة السيمفونية، وهذا هو مشروعي الجديد، الذي أعمل عليه حالياً في كندا مع صديقي وزميلي الفنان القدير الدكتور عبد الله جمال بتوزيع بعض المقامات والأغاني مع فرقة
أوركستيرالية ".
ويؤكد أن "الموسيقى الشرقية لها جمهورها الخاص، مثلما الموسيقى الكلاسيكية العالمية لها جمهورها الخاص سواء في أوروبا والعالم".
غنى أبو دراغ مقام البهيرزاوي بالطريقة البغدادية والبصرية، لكنه كما يشير " مع الخشابة له تأثير مختلف ".
ينشغل أبو دراغ الان بشكل كبير في أكاديمية مقامات الدولية للفنون والتراث، التي أسسسها في كندا العام 2019، اذ يوجد الكثير من النشاطات والمشاركات لجميع أنواع الفنون والموسيقى بشكل خاص. أما عن آخر نشاطاته فأشار إلى أنَّ "المهرجان العراقي الأول للفنون والتراث في تورونتو - أونتاريو – كندا الذي أقيم في ايلول 2023 وحفل لي مع فرقتي في متحف أغا خان في تورونتو، وهناك حفلات مقبلة لي في أمريكا ( تكساس ) و(سياتل) الشهر المقبل".