عمر طلال حسن: أعمالي قريبةٌ من الكاريكاتير، وأميلُ أكثر لمدرسةWALT DISNEY

منصة 2023/10/19
...

  حاوره: رحيم رزاق الجبوري

    كانت للبيئة الأدبيّة، والفنيّة دورٌ كبيرٌ في بزوغ موهبته.. كيف لا، وهو الذي تذوق - منذ طفولته- رحيق مجلات الأطفال، وجمال رسومها، وبريق ألوانها! فعاش، وغامر، مع قصص الأساطير والحيوانات وحكاياتهم الملهمة والشائقة؛ التي كان والده يغذيها لمكتبة الطفل عراقيا، وعربيا. ومن بين ثنايا هذا الفضاء المعرفيّ؛ ظهر لنا رساما محترفا، يمتلك خطوطا، وحركة رشيقة في رسم أبطال القصص والحكايات بأسلوب فريد! سنحلق مع (عمر طلال حسن) في هذا الحوار، ونتعرّف على تجربته في عالم "فن الكوميكس" الجميل والساحر.

• البدايات هي من ترسم ملامح الموهبة، وانطلاقتها.. كيف انجرفتْ لعالم الرسم؟

 - كانت بدايتي متواضعة مع الرسم، حيث اتّسمت بتقليد الشخصيات الكارتونية. وبعد دخولي إلى معهد الفنون الجميلة، كانت الصدمة أكبر؛ حينما رأيتُ أعمال الطلاب الجميلة والمبهرة؛ مُعلّقة على جدران المعهد. فلمْ أتصوّر يومًا من الأيام سيكون باستطاعتي أن أرسم مثلها؟

وبالأخصّ الأعمال التي تدخل ضمن المدارس الحديثة. وبفضل الله، ومع استمراري بالعمل، ودراستي على يد أساتذة رائعين، تمكّنتُ من الإلمام بها. 

وبعد انتقالي لمرحلة الكُلّيّة الرائعة, أصبح لدي خزينًا من المعلومات، والحرفيّة، وصَقلتْ موهبتي؛ بسبب الاطّلاع على مدارس الرسم والفنّانين والتعرّف على تجاربهم الفنّيّة.


• عنصرُ التأثّر، ملهمٌ لدى الكثيرين، من هم الفنّانون الذين أثروا تجربتكم؟

- تأثرتُ كثيرًا بالمدرسة العراقيّة، وخصوصًا فترة الرواد، أمثال: فائق حسن، وجواد سليم، وكاظم حيدر، وعامر لعيبي، وماهود أحمد، وضياء العزّاوي، وفيصل لعيبي. وكنتُ مولعًا كثيرًا بتجربة الفنان صلاح چياد، المُبدع في رسمه للكبار، والصغار. وتفاجأتُ بعد حين، إن معظم هذه الأسماء؛ قد مارستِ الرسم في دار ثقافة الأطفال. وكم تمنيتُ أن أنشر عملًا واحدًا فيها؛ لأقول إنَي قد سلكتُ طريقهم، ومشوارهم الفنّيّ.

• رسوم الأطفال، من الفنون الصعبة، كيف جذبتك واستطعت هضم أساسيّاتها؟

- في مرحلة الكُلّيّة، لمْ يدر في مخيّلتي أن أرسم للأطفال. وكنتُ أعتبرها مجرد وسائل إيضاح؟ البداية كانت حينما طلب والدي (القاصّ طلال حسن)؛ أن أرسم له قصّة للأطفال، وبكلِّ صدقٍ، لمْ تعجبني الفكرة؟

كون أحد أبطالها كانتْ "بطّة صغيرة". 

فتشابكتْ، وتعثّرتْ لدي المفاهيم والأساليب؟! ففشلتُ بهذه التجربة، ولمْ أستطع أن أعبّر وأترجم ما موجود بالنصّ، وأحوّله إلى رسمة؟ واتّضح لي بأن هذا المضمار واسع، وليس من السهل دخوله. ومن هنا بدأتْ مرحلة الدراسة الجديدة لهذا الفنّ، وتيقّنتُ أنّ السحر الّذي يكتنزه؛ لا توفّره اللّوحة التقليديّة. 


• ما الفرق بين رسّام المدارس المختلفة؛ ورسّام الكوميكس؟

- الرسّام العادي -إذا جاز التعبير- عمله موجّه لفئة معيّنة. 

فهو ينقل حدثًا بمشهد واحد، أو اثنين. أما عمل الكوميكس ينقل الفكرة من 6 مشاهد، إلى أكثر من 80 مشهدًا، ويترجم الفكرة على لسان الحيوانات، أو الطيور، أو الحشرات.. وهذا لا يمكن أن يُنَفّذَ في لوحة الكبار. والجميل بفنّ الكوميكس، أنّه يوصل الفكرة بدون قراءة الحوار!

وهذا ما نجده في القصص الغربيّة.

• ما الذي أضافته أجهزة الرسم الرقميّة الحديثة لفنّكم؟

- أضافتِ الكثير للرسّام. فهي وفّرت الخامات والألوان، وأقلام التحبير، والأهمّ إجراء التعديل على المشهد، مع خاصّيّة الخزن لجميع مراحل العمل من تخطيط، وتحبير، وتلوين في المواد السابقة، فضلًا عن الدقّة العالية. 


• هل كان لوالدك، تأثيرٌ مباشرٌ في دخولك لهذا المجال؟

- بالتأكيد، له فضل كبير. فهو من فتح لي هذا الباب. وأدخلني إلى عوالم رائعة، لا أجدها في رسوم الكبار. والحمد لله أنا وهو، مستمرّون بالتحليق في فضاءات وخيال قصص الأطفال. 


• كيف تقيّم واقع الكوميكس العراقيّ؟

- جيّد جدَّا.. لكن ينقصه توفّر الفرص، والعمل في المجلّات المتخصّصة التي تستوعب هذه الطاقات الّتي يزخر بلدنا فيها. لكن استمراريّة العمل في هذا المضمار ضروريّة جدًّا.


• كيف يتخصّص فنّان الكوميكس بهذا المجال؟

- التخصّص في هذا المجال يحتاج إلى تمرين مكثّف، ومستمرّ. مع الاطّلاع على أساليب الفنّانين ومدارسهم. فأنا أرسم بهذا المجال منذ 20 سنة؛ وفي ظلّ تجربتي الطويلة؛ كلّما بدأتُ بعمل جديد؛ أرى نفسي أخوض التجربة لأوّل مرة! وهذا امتحانٌ مستمرّ لي. كما أن رسّام الكوميكس؛ لا بدَّ أن يعرف مكان حركته، أو الأعمال الّتي تتناسب مع أسلوبه وتقنيّاته. أمّا بالنسبة لي فأعمالي قريبةٌ من الكاريكاتير، وخصوصًا مدرسة "والت دزني".

ومن الجدير بالذكر، إن (عمر طلال حسن) حاصلٌ على شهادتي الدبلوم، والبكالوريوس في الفنون الجميلة، ويعمل أستاذًا في معهد الفنون الجميلة للبنات/الموصل. يمارسُ الرسم في العديد من المجلّات العراقيّة والعربيّة. ومنها: مجلّتي، المزمار، قنبر، الحسينيّ الصغير، حبيبي، شمس الصباح،  بيبونة، الشرارة، في العراق. وسمير، نور، فارس، علاء الدين، في مصر. ومجلّة جاسم، في قطر. وأجيالنا، والعربيّ الصغير، في الكويت. وأسامة، وشامة، في سوريّة، ووسام والإطفائيّ الصغير، في الأردن. وواز، في المغرب. وشليل، في السودان. قام برسم العديد من الكتب الخاصّة بدار ثقافة الأطفال في العراق. والسعودية، وعمان، والإمارات. وله مشاركة مع مجموعة من الرسّامين حول العالم، بكتاب يحتوي على كوميكس، نُشِرَ في أمريكا اللاتينيّة. كما شارك بتصميم شخصيّات كارتون "السحليّة زاحف"، إنتاج سعودي-مصري.