هل يغير الفيلر والبوتوكس فكرتنا عن الجمال؟

اسرة ومجتمع 2023/10/22
...

  ترجمة: ثريا جواد

قد نرى أشخاصًا يبدون غريبين بعض الشيء بعد المبالغة في استخدام البوتوكس أو حشو الوجه، وهناك قصص مرعبة لأشخاص أصيبوا بالعمى أو أصيبوا بجروح متقيحة بعد الحقن التجميلية الفاشلة، ونتيجة لذلك ازدادت شعبية العلاجات التجميلية غير الجراحيَّة في الآونة الاخيرة في جميع أنحاء العالم، ولكن ما مدى أمانها؟ وهل يغير الفيلر والبوتوكس فكرتنا عن الجمال؟
- يشهد سوق العلاجات التجميلية غير الجراحية ازدهارًا كبيرًا، وتبدو أن الرغبة في الحصول على بشرة ممتلئة وذات مظهر شبابي أو «وجه إنستغرام» المثالي تتفوق على أي مخاوف من نتائج سيئة أو مضاعفات طبية، حيث أصبح حقن توكسين البوتولينوم والحشوات الجلدية الآن أكثر الإجراءات التجميلية غير الجراحية شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن ينمو سوق مثل هذه «التعديلات» طويلة المدى بنسبة 15.4٪ أخرى بحلول العام 2030 ويصر المؤيدون على أنه من الممكن إنجاز العمل بأمان والحصول على نتائج جميلة  لكن الأبحاث الحديثة تدفع بعض الأطباء إلى التساؤل عن مقدار ما نعرفه حقًا عن التأثيرات طويلة المدى لمثل هذه التحسينات القابلة للحقن، ومع استمرار تزايد شعبيتها، يدرس المنظمون أفضل السبل للحفاظ على سلامة الناس.
- الحشوات الجلدية هي مواد تشبه الهلام تستخدم لملء الخطوط والتجاعيد وملء المناطق، مثل الخدين أو الشفاه وتم استخدامها منذ السبعينيات، عندما بدأ حقن الكولاجين البقري في وجوه الناس، لكنها انطلقت فعليًا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما تمت الموافقة على الحشوات الأولى التي تعتمد على حمض الهيالورونيك، وهي مادة تجذب الماء موجودة في جميع أنحاء جسم الإنسان، وفي لوقت  نفسه تقريبًا بدأ أيضًا استخدام حقن توكسين البوتولينوم  أشهر (علامة تجارية هي البوتوكس) في مستحضرات التجميل بعد سنوات من استخدامها لعلاج التشنجات العضلية، وتعمل هذه عن طريق إرخاء عضلات الوجه مؤقتًا، التي يتم حقنها فيها  مما يساعد على تلطيف خطوط التجاعيد وخطوط العبوس والتجاعيد.
- منذ عرض مسلسل Love Island   في العام 2015 هو برنامج مواعدة بريطاني حقق نجاحاً كبيراً، وأصبح مؤثراً في الثقافة البريطانية واصبح الحصول على شفاه أكبر نوعًا من طقوس العبور بالنسبة للشابات، وكانت مثل هذه العلاجات في الأيام الأولى على الاغلب سرًا يخضع لحراسة مشددة للنساء الأكبر سناً اللاتي يبحثن عن حل سري لشيخوخة الجلد، ومع ذلك فإن النساء الأصغر سنًا (والرجال) يستخدمونها على نحو متزايد لتعزيز ميزاتهم مستوحاة من وسائل التواصل الاجتماعي والمتسابقين في برامج تلفزيون الواقع.
 -يقول أشتون كولينز مدير برنامج Save Face (سجل في المملكة المتحدة لممارسي التجميل المعتمدين) الذين يقومون بحملات من أجل تحسين معايير السلامة، إنه تلقى 2824 شكوى خلال العام 2022 - ارتفاعًا من 2436 في العام 2021 و2083 في العام 2020 ويتعلق أكثر من ثلثي هذه الشكاوى بحشوات الجلد وما يقرب من ربعها للعلاجات الشبيهة بالبوتوكس، وأضاف أن هذه الأرقام تعكس العدد الهائل من عمليات الحشو التي تحدث، فضلاً عن طبيعة الحقن - والتي يمكن أن تؤدي في أيدي غير ماهرة إلى الإصابة بالعدوى أو انسداد الأوعية الدموية أو موت الأنسجة، أو قد يؤدي ذلك ببساطة إلى تبدو متكتلة، أو مبالغ فيها ويتم تقليل مخاطر أي من هذه المضاعفات إلى حد كبير، وإذا حدثت، فسيكون لدى الممارس الخبرة اللازمة لتحديد العلامات في وقت مبكر حقًا وإدارتها بفعالية
 - بدأ قلق الباحثين يتزايد  من احتمال أن يصبح الناس مدمنين على مثل هذه العلاجات، وأجرى البروفيسور ديفيد فيل من جنوب لندن ومودسلي NHS Trust، وزملاؤه مؤخرًا دراسة لتقييم دوافع 24 امرأة خضعن لعمليات حشو الشفاه التي تركت لهن شفاه منتفخة بشكل كبير والذين زعموا أنهم سعداء  بنتائج هذا العلاج، ولكن الباحثين يشعرون بالقلق من أن مثل هذه الإجراءات قد تغذي اضطراب تشوه الجسم،  وهو اضطراب القلق المتعلق بصورة الجسم « والتحدي الكبير الذي نواجهه هو أن العديد من الأفراد يلتحقون بدورات تعليمية محدودة، حيث يحضرون لمدة يوم أو يومين وهذا يوفر الأساس الذي يحصلون على التأمين من أجل ممارسة المهنة بشكل مستقل وهناك الكثير من المعالجين الذين يقومون بالحقن دون تقديم استشارة طبية ومما يثير القلق أكثر أننا نشهد زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يشترون سموم البوتولينوم الرخيصة على الإنترنت ويضيف كولينز: لقد رأينا بعض الحالات المروعة، حيث تم حقن الناس بما يعتقدون أنه البوتوكس ولكن تبين أنه كان عبارة عن جيلاتين لحم بقري  مما تسبب في إصابة بعضهم بردود فعل تحسسية خطيرة حقًا.
- في وقت سابق من هذا الشهر أطلقت حكومة المملكة المتحدة مشاورة حول كيفية جعل إجراءات التجميل غير الجراحية أكثر أمانا، قبل خطة الترخيص الجديدة المخطط لها، ويمكن أن يشمل ذلك تقييد من يمكنه إجراء بعض الإجراءات عالية الخطورة، أو وضع حدود عمرية لأولئك الذين يخضعون للعلاج.
عن الغارديان