الشعب الفلسطيني بين حياديَّة العرب وانحيازيَّة الغرب

آراء 2023/10/23
...






 أحمد الشطري

منذ نشوء ما يسمى بدولة إسرائيل في قلب الوطن العربي، وهي ترتكب الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، بينما يقف العالم موقف المتفرج واضعا على عينيه عصابة سوداء فهو لا يرى إلا ما تراه عيون (إسرائيل) ولا تجرح انسانيته وتنتفخ أوداجه نخوة وغضبا إلا عندما يحس  الإسرائيليون بالانزعاج أو الخوف، فقد اعتاد على سياسة الكيل بمكيالين 

فإراقة الدم الفلسطيني في أعراف هؤلاء لا تثير إنسانيتهم المتورمة ولا تستثير عواطفهم (المرهفة)، بينما انتفاضة الشعب ومقاومته ضد الاحتلال الاستيطاني وجرائمه البشعة جريمة لا تغتفر لديهم ويجب أن يعاقب عليها ذلك الشعب بكل فئاته فارتعاد فرائص  الإسرائيليون من رصاص المقاومين انتهاك للقيم الإنسانيَّة. 

الرئيس الفرنسي ماكرون في خطابه «يدعو (إسرائيل) إلى رد قوي على هجمات حماس» ويعدّه حقا مشروعًا وعادلا؛ وكأن العصابات الصهيونية بحاجة إلى من يبث فيها روح الحماس لارتكاب جرائمها البشعة، وقبله يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن وقوف أمريكا بكل ما تملك مع إسرائيل، ويرسل البارجات والسفن الحربية إلى المنطقة، تحسبا لأي تطورات، تحت ذريعة المواقف الإنسانيَّة «لما تعرض له المدنيون الإسرائيليون»، بينما بقي هذا الضمير الإنساني (المرهف) يغط في نوم عميق طيلة السنوات والأيام الماضية، وهو يرى بكل وضوح الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الأعزل نساءً وأطفالاً وشيوخاً من قبل (القوات الإسرائيليَّة المدججة بالسلاح)، وتجريفها لبيوت الفلسطينيين ومصادرتها لأراضيهم الزراعية؛ لبناء المستوطنات عليها. 

وإذا كان الموقف الغرب أمريكيا لا يثير الاستغراب والعجب، فالكيان الصهيوني صنيعتهم التي لا بد أن يحرسوها ويحموها ويبرروا لها كل أفعالها الشنيعة. 

فإن العجب العجاب مما صدر عن جامعة الدول العربية وهي ترى الصواريخ والطائرات الإسرائيليَّة تفتك بالفلسطينيين العزل وتحيل منازلهم إلى تراب، ولم تسلم من ذلك حتى المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وتحاصرهم بقطع كل امدادات الحياة عنهم، هذه الجامعة المتواطئة تسارع (كتعبير عن موقفها الحيادي) بإصدار بيان إدانة بما قام به المقاومون الفلسطينيون؛ إرضاء لإسرائيل وأمريكا، في الوقت الذي تقف أمريكا وأتباعها موقف المتفرج بل والداعم لما تقترفه القوات الإسرائيليَّة من جرائم وَثّقت بعضا منها كاميرات وكالات الأنباء العالمية.