منى مرعي: بوحٌ ملوّنٌ من ذكريات الطفولة وملاعبها

ثقافة 2023/10/24
...

  علي إبراهـيم الدليمي

على قاعة حوار للفنون، أفتتح مؤخراً المعرض الشخصي الخامس عشر، للفنانة منى مرعي بعنوان (بوح ملون)، الذي ضمَّ (26) لوحة مختلفة الأحجام، و(4) منحوتات مختزلة، وهي نتائج تجربتها الجديدة، وبحثها المتواصل مع أعمالها السابقة.. وقد حاولت في هذا المعرض استلهام ذكريات الطفولة وملاعبها الجميلة، والبيئة البغداديَّة، وبعض من التقاليد الاجتماعية، فيما كانت الدراجة الهوائيَّة (البايسكل) القاسم المشترك في جميع لوحاتها.. بلغة التجريد والاختزال الكبير، فضلاً عن ألوانها
الهادئة.
وهي في كل معرض، تقدم تجربة أو نتائج بحث متجددة ومتغايرة عن سابقاتها، في الاستلهام والطرح والرموز، والألوان.. وحتى في اختيار عنوان المعرض، يتم وفق تدقيق موضوعي خاص وله ارتباط بماهية اللوحات المقدمة.
وقد باحت مرعي في مقدمة دليلها، قائلة: حين يحمل البوح سرّاً.. ويرتدي صمتاً.. ويبوح الكل بالكل.. والبعض بالبعض.. وتضيءُ الكلمات على القوافي.. ويرتدي العشق ثوب الحياء.. ويخيط المبدأ كساءً من الرفعة.. هنا تبوح ذاتي للأنا.. فتشرق أخرى.. لتجاور القمر.. بلون... ورمز... وهنا يكون (بوح ملون).
منى مرعي، التي تنتمي أعمالها إلى المدرسة "التجريديَّة" التعبيريَّة، تحاول في معرضها هذا، أن تستعيد بعضاً من ذكريات طفولتها الشخصية، وهي ذكريات يشترك معها العديد من المبدعين في العالم، لأن ذكريات الطفولة لها طعم خاص، حيث بدايات بلورة الشخصية الإنسانيَّة في الحب والخير والطموح والأماني.. فكانت مرتع طفولتها، الأزقة والبيوتات واللعب البلاستيكية والأصدقاء الذين غادروا المكان، هنا وهناك، كما أنّه لا يخلو من مأساة متواصلة رافقت هذه الطفولة من ويلات الحروب اللعينة التي أحرقت الزرع والضرع.
تأثرت، مرعي في بداية مسيرتها الفنيَّة، بحكم دراستها على أيديهم، بكل من الفنانين: سلمان عباس، ومهين الصرّاف، ووليد شيت، ومحمد مهر الدين، والفنان العالمي بيكاسو، ولكنّها حاولت أن ترسم لها هوية وأسلوباً فنياً متميزاً. حيث الخطوط المختزلة في الشخصيات والعمارة والشوارع والفضاء وغيرها.
الفنانة منى يحيى مرعي، مواليد بغداد، دبلوم معهد الفنون الجميلة - رسم/ بغداد/ 1995، بكالوريوس/ فنون تشكيلية/ 1998، أستاذة في معهد الفنون الجميلة/ بغداد، رسامة كاريكاتير لجريدة العراق 1997، عضو في كل من: نقابة الفنانين العراقيين، جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، جمعية المصورين العراقيين، نقابة المعلمين، والمركز العراقي البلجيكي.
أقامت معرضها الشخصي الأول (تجريد x تجريد) في وزارة التربية 2001، والثاني (بسمات بغداديَّة) في وزارة الثقافة 2011، والثالث (خفايا) في قاعة مدارات بغداد 2012، والرابع (أشباه مغايرة) في المركز العراقي البلجيكي 2013، والخامس (ظل آخر) الأردن\ عمان 2014، والسادس (ما بعد الآخر) قاعة حوار بغداد 2015، والسابع (نبض آخر) غاليري EXODE لبنان\ بيروت 2015، والثامن غاليري ارت تيديو فرنسا باريس 2016، والتاسع في وزارة التربية (تجريد في تجريد) 2000، والعاشر (أسود مضيء) لبنان\ بيروت 2017، والحادي عشر (ضوء آخر) المعهد الفرنسي 2019، والثاني عشر (انعتاق) غاليري ارت هوب أبو ظبي الامارات 2020، والثالث عشر (ضوء آخر) دار الأوبرا المصرية القاهرة/ مصر 2021، والخامس عشر (أنا وأنا) غاليري المعهد الثقافي الفرنسي 2022. فضلاً عن مشاركاتها في العشرات من المعارض الفنيّة داخل العراق وخارجه.