ليلة دامية.. الاحتلال الصهيوني يرتكب مجازر جديدة في غزة

قضايا عربية ودولية 2023/10/24
...

 القدس المحتلة: وكالات

شهد قطاع غزة ليل الأحد / الاثنين ليلة هي الأعنف منذ بدء العدوان الصهيوني قبل 17 يوماً، حيث ارتقى مئات الشهداء والجرحى جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي نفذه جيش الاحتلال الصهيوني باستهداف منازل المدنيين والمساجد، بالإضافة إلى استهداف محيط مستشفى كمال عدوان، وفي وقت أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن وعدة زعماء أوروبيين دعمهم المطلق للدولة العبرية؛ أفادت تقارير من تل أبيب أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يواجه أزمة كبيرة تتمثل بعزم 3 من وزراء حكومته تقديم الاستقالة.
وذكرت تقارير خبرية، أن أكثر من 500 شهيد ارتقوا خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن "طائرات الاحتلال شنت عشرات الغارات، الليلة الماضية، على مختلف محافظات القطاع"، وبيّن أن "بعض هذه الغارات استهدف بالقصف المباشر أكثر من 18 منزلاً وبناية سكنية مأهولة بالمدنيين، ما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الإصابات، أبرزها كان استهداف منزل شمالي القطاع، نتج عنه ارتقاء 17 شهيداً"، وأشار إلى أن "استهداف الاحتلال لمنزل بدير البلح وسط القطاع صباح أمس الاثنين، أدى إلى ارتقاء 10 شهداء على الأقل".
وأعلنت وزارة الداخلية في القطاع استشهاد 6 أطفال وسيدة، في قصف استهدف منزلاً في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وتحدّثت عن وقوع إصابات إثر تدمير طائرات الاحتلال مسجد "النور المحمدي" في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
كذلك شن جيش الاحتلال سلسلة غارات على مناطق بيت لاهيا والشيخ رضوان وحي التفاح وجباليا وعزبة عبد ربه، كما شنت طائرات الاحتلال 7 غارات على الأقل، خلال 20 دقيقة على منطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عدم دخول الوقود إلى القطاع منذ بداية العدوان، "ما ينذر بكارثة صحية تودي بحياة 140 جريحاً ومريضاً تحت أجهزة التنفس الصناعي" بشكل فوري، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة.
وعدّت الليلة الفائتة (الأحد / الاثنين) الأعنف على قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني، حيث ارتكب الاحتلال أكثر من 25 مجزرة أدت إلى استشهاد نحو 400 شهيد ومئات الجرحى، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 4741 شهيداً و15898 جريحاً من جراء العدوان  المتواصل على غزة لليوم الـ 17 على التوالي.
وفي الضفة الغربية، أعلنت سرايا القدس - كتيبة طولكرم، أمس الإثنين، استهداف قوات الاحتلال على محور الشراقة، بصليات كثيفة من الرصاص ضمن معركة "طوفان الأقصى".
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة عنبتا شرقي مدينة طولكرم، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع أهالي البلدة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد فلسطينيين، وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة برصاص الاحتلال خلال عدوانه على مخيم الجلزون شمالي رام الله.
وشنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، فجر أمس الاثنين، شملت أكثر من 70 شخصاً، كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مخيم الجلزون، حيث اعتقلت أكثر من 20 فلسطينياً من المخيم.

دعم غربي لتل أبيب
في المقابل، أعلن البيت الأبيض في بيان مشترك لقادة كل من: الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا وبريطانيا، تجديد دعمهم للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.
وأجرى كل من: الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار الألماني أولاف شولتز، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مكالمة مشتركة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكدوا في بيانهم المشترك دعمهم للاحتلال الإسرائيلي تحت ذريعة ما يسمونه "الدفاع عن النفس"، داعين إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، في الوقت الذي يرتكب فيه الكيان الإسرائيلي مجازر بحق المدنيين في غزة.
كما أعربوا عن التزامهم بالتنسيق "لدعم مواطنيهم في المنطقة، وخاصة أولئك الذين يرغبون في مغادرة غزة"، وأشاروا إلى أنهم سيلتزمون مع "شركائهم" في المنطقة على "ضمان وصول المساعدات إلى غزة".

تأجيل الهجوم البري
إلى ذلك، ذكرت إذاعة الجيش الصهيوني أمس الاثنين، أن تل أبيب وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري إلى قطاع غزة حتى وصول قوات أميركية إضافية إلى المنطقة، وسط دخول العدوان الإسرائيلي على القطاع أسبوعه الثالث.
وأضافت الإذاعة، أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أنها تعتزم إرسال قوات أميركية إضافية إلى الشرق الأوسط استعداداً للمناورة البرية، وذلك خوفاً من تزايد الهجمات ضد قواتها في المنطقة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مصادر مطلعة قولها، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حمل إلى تل أبيب نصيحة واشنطن بتأجيل عمليتها البرية في القطاع. كما ذكرت الإذاعة العبرية أن المسؤولين الصهاينة قالوا إن هذا السبب لا يعد الوحيد لتأخير العملية البرية، فهناك أسباب أخرى مثل شحذ الجاهزية العملياتية لقواتهم، فضلاً عن محاولة إيجاد حل لقضية الأسرى لدى حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وإمكانية تنفيذ صفقات إطلاق سراح إضافية، بحسب زعمهم.
وأوضحت الإذاعة، أن إرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط يصب في مصلحة (إسرائيل)، لأن ذلك سيساعد على التعامل بشكل مشترك مع الهجمات في مختلف الساحات التي قد تتزايد في المراحل المقبلة من الحرب.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال أمس الأول الأحد إن بلاده تتوقع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" من خلال تورط من وصفهم بوكلاء إيران في المنطقة، بحسب زعمه.

مستوطنون في المخيمات
في الأثناء، تتجه الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال الصهيوني إلى حالة ارتباكٍ وفوضى، مع استمرار المقاومة الفلسطينية في ملحمتها البطولية "طوفان الأقصى".
وبعد النزوح الداخلي لعددٍ كبير من المستوطنين، سواء من الشمال أو من الجنوب المحتل، تدرس سلطة طوارئ الاحتلال وضع المستوطنين في منشآت عامة، مثل المدارس، في حال اكتظّت الفنادق، حسب ما نقلت وسائل إعلام عبرية.
وفي هذا السياق، أكّدت وسائل إعلام عبرية أنّ  "إسرائيل" غير مستعدة لهذا الحجم من إخلاء المستوطنين من الشمال والجنوب، ولفتت "القناة 13" إلى  وجود 5 آلاف مستوطن من "كريات شمونة" والمستوطنات المحيطة، لم يتم إخلاؤهم، ومصيرهم مجهول، وأوضحت أنّ المستوطنين في الشمال، "يعتمدون على السلطات التي قررت إخلاءهم ولكن هم لا يعرفون ما الذي يحصل"، مؤكدةً أنهم "يعانون من صدمة ممّا حصل في الجنوب ولا يريدون تكرار ذلك".
وعند الجبهة الجنوبية، حيث يعتقد أكثر من 10 آلاف مستوطن من "غلاف غزة" أنّ جيش الاحتلال تخلّى عنهم، ويتوسلون المساعدة، فإنّ حكومة الاحتلال تتطلّع إلى خطة لإقامة مستوطنة من "الخيام" قرب "إيلات" لاستيعابهم، وفق الإعلام العبري.
حالة الفوضى الداخلية، تنسحب إلى ظاهرة تسلح عشوائي للمستوطنين الذين رأوا "إفلاس الخدمات العامة أمام تحدّي الترميم" منذ  "طوفان الأقصى"، وفق موقع "واينت" الإسرائيلي.
وأكّد الموقع تشكيل نحو 600 مجموعة مسلحّة في المدن والمستوطنات، ولفت الموقع إلى أنّ شرطة الاحتلال وزّعت لغاية الآن نحو 5000 قطعة سلاح، مشيراً إلى أنّ هذه التشكيلات المسلّحة ستنتشر في: "الجليل الأعلى، الجليل السفلي، وفي لاخيش، ماروم هاغاليل، مسغاف، رامات نيغف، وشاعر هانيغف".
في الأثناء، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بوجود أزمة ثقة بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وقيادة جيشه، كما أشارت إلى أن علاقته مع وزير الدفاع في حكومته يوآف غالانت متوترة، مما يعرقل العمل المشترك بينهما.
وأشار تقرير نشرته الصحيفة إلى أن 3 وزراء على الأقل في حكومة الطوارئ الصهيونية يفكرون في الاستقالة لإجبار نتنياهو على تحمل مسؤولية الفشل الأمني، وذكر التقرير أن 75 % من الصهاينة يحمّلون نتنياهو مسؤولية الفشل الأمني في حماية بلدات غلاف غزة التي هاجمتها المقاومة الفلسطينية خلال عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن هناك خلافات بين نتنياهو وكبار المسؤولين في الجيش بشأن التقييمات والخطط والقرارات، ونسب تقرير "يديعوت أحرونوت" إلى مصادر سياسية وعسكرية صهيونية قولها إن نتنياهو غاضب من كبار المسؤولين في الجيش، ويتعامل بقليل من الصبر مع الآراء والتقييمات التي يعبر عنها القادة العسكريون، ويتباطأ في تبني خططهم، كما أن العلاقة المتوترة بينه وبين وزير دفاعه غالانت تزيد صعوبة العمل المشترك بينهما.
وقالت الصحيفة إن متحدثا باسم الجيش الصهيوني أعلن على الملأ يوم السبت أنه ينتظر موافقة القيادة السياسية على عملية برية، معلقة بأن هذه هي طريقة كبار ضباط الجيش الصهيوني لرمي الكرة في مرمى الحكومة، خاصة رئيس الوزراء، مضيفة أن أزمة الثقة لا تقتصر على نتنياهو والجيش، بل هناك أزمة ثقة داخل الحكومة.
حشود أميركية في اليونان
وفي سياق مرتبط بالوضع في غزة، أفادت وسائل إعلام يونانية بأن القوات الجوية الأميركية بدأت في استخدام قاعدة "إليوسيس" الجوية بالقرب من أثينا لعمليات في الشرق الأوسط، وأشارت الوكالات إلى أن القاعدة الأميركية التي تتمركز في مدينة سودا على جزيرة كريت أصبحت مكتظة بالفعل بالمقاتلات والطائرات، التي تسببت بسخط السكان.
وذكرت قناة "open" التلفزيونية: "بدأت أولى الطائرات الأميركية الكبيرة في الوصول إلى القاعدة الجوية التابعة للسرب الجوي رقم 112 في إليوسيس (مطار بالقرب من أثينا). من الممكن استخدام قواعد جوية يونانية أخرى، بما في ذلك في جزيرة كارباثوس، إذا وافق الأميركيون على تنفيذ البنية التحتية".
وأضافت القناة: "بالإضافة إلى القاعدة الجوية في سودا، والتي تمتلئ بالفعل بالطائرات الأميركية. وفقا للمعلومات، هناك 30 طائرة، بما في ذلك سبع طائرات تزويد وقود و10 طائرات شحن ضخمة، وطائرة من نوع (كيه سي- 135)، فضلا عن عدد كبير من جنود مشاة البحرية الأميركية".
وبدورها، أشارت بوابة "pentapostagma.gr" إلى أن وصول الطائرات الأميركية إلى قاعدة "إليوسيس" الجوية بدأ بعد ظهر يوم السبت بهبوط طائرة أميركية من طراز "سي- 21" أقلعت بعد ساعتين من هبوطها. ومن الممكن أن يتم استخدام المطار في حالة إجلاء المواطنين من مناطق التوتر، حيث بينت البوابة أن القاعدة الجوية ستوفر مكانا للتزود بالوقود ومواقف للطائرات الأميركية.
ويعارض السكان المحليون تحويل مدينتهم إلى قاعدة عسكرية تابعة للولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتستعد النقابات العمالية والمنظمات العامة في أتيكا لمظاهرة احتجاجية مساء غد الأربعاء.
وناشد المنظمون السلطات مبينين أن "إليوسيس" سوف تتحول إلى "جسر عسكري حقيقي للشرق الأوسط"، حيث "ستتمركز عشرات الطائرات الأميركية".
وجاء في بيان المحتجين: "لا يمكن لوطننا أن يكون قاعدة بحرية أو قاعدة جوية لتنفيذ مخططات عسكرية دموية، ولا هدفاً لضربات انتقامية. إن الأعمال الدموية للدوائر المالية وتنافسها على حصة من الكعكة لا علاقة لها بمصالحنا، إن الحكومة، بدلاً من تنفيذ قرار البرلمان اليوناني بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الحل السلمي الوحيد، تتحمل مسؤولية ثقيلة للغاية، وتشارك بنشاط أكبر في مذبحة شعوب الشرق الأوسط".
وشدد المحتجون على أنه "لا ينبغي أن تكون هناك أي أفكار حول استخدام أمريكا وحلف شمال الأطلسي لقاعدة إليوسيس العسكرية، ويجب أن تعود الفرقاطة اليونانية بسارا التي أرسلت إلى منطقة الشرق الأوسط". وطالب المحتجون بضرورة "وقف أي مساعدة للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل"، وكل أشكال التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري مع إسرائيل، بحسب المصادر.

مواقف دولية
إلى ذلك، اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بالوقوف وراء الحرب الحالية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بقيادة حركة "حماس"، وحمّلتها المسؤولية الكاملة عن الحرب التي وصفتها بالمأساة.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية: إن "أميركا هي التي تقود الوضع في الشرق الأوسط، وإن عمليات القتل الكثيرة في الشرق الأوسط تزداد حدة بسبب التحريض المتحيز والمتعمد من قبل الولايات المتحدة". وكانت بيونغ يانغ انتقدت استخدام واشنطن حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي يدعو إلى هدنة إنسانية بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ورأت بيونغ يانغ أن إجهاض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مشروع القرار قضى على فرصة لمنع تدهور الوضع في الشرق الأوسط، كما رأت في دعم الاتحاد الأوروبي الموقف الأميركي بهذا الشأن دليلاً على تبعيته لواشنطن في الفكر والمبادئ.
وفي المواقف الدولية أيضاً، دعا رئيس بوليفيا السابق، إيفو موراليس، حكومة بلاده لقطع العلاقات مع "إسرائيل" وإعلانها دولة إرهابية، وذلك على خلفية المجازر التي ترتكبها في فلسطين المحتلة، وغاراتها المتواصلة على قطاع غزة.
وقال موراليس: "عندما وصلنا إلى الحكومة بعد فوزنا في الانتخابات في أيلول 2005، قطعنا علاقاتنا مع إسرائيل نتيجة لمبادئنا السلمية والمعادية للإمبريالية"، وذكّر أنّه بعد انقلاب تشرين الثاني 2019، الذي دعمته الولايات المتحدة الأميركية، استعادت بوليفيا العلاقات مع "إسرائيل"، "تنفيذاً لأوامر الإمبراطورية". وطلب موراليس من الحكومة البوليفية الحالية، بالإضافة إلى قطع العلاقات مع "إسرائيل"، أن تدين بشكل واضح وحازم المجازر والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، كما قال: إنّ "من لا يرفض الإبادة الجماعية فهو شريك، ولا يمكن قبول مثل هذه الإبادة في فلسطين".