بغداد: الصباح
كانت الأغنية هي الضماد الذي يداوي جراح الفلسطينيين، ويعيد في نفوسهم التوازن والأمل، بأن هناك من يقف بجانبهم ويخفف عنهم آثار الحيف والظلم فكان المطربون الكبار يتسابقون على تقديم الأغاني الوطنية المساندة لفلسطين.
فيصدح صوت أم كلثوم " أصبح عندي الان بندقية إلى فلسطين خذوني"، ويغني عبد الحليم حافظ "فدائي"، وتغني فيروز التي ظلت وفية للقضية الفلسطينية :"زهرة المدائن"، و"القدس العتيقة"، و"سنرجع يوما".. وغيرها من الأغاني.
كل هذه الأغاني التي كانت تحرك المشاعر القومية للشارع العربي، كان مصدر إشعاعها هو الشعور القومي تجاه أخواننا الفلسطينيين، فظهر هذا الإبداع الغنائي، الذي يجسد جمال المشاعر العربية بالتضامن والتماهي مع القضية الفلسطينيَّة.
وبعد أحداث غزة ظهر على سطح الساحة الفنية لون من التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة من قبل الفنانين العرب، لكنه ما زال خجولا ولا يرتقي إلى مصاف الفنانين الرواد، ولا يرتقي لمستوى الأحداث المروعة والوحشية، التي تستهدف المدنيين الأبرياء في غزة.
ويبدو أن الشاعر السوري نزار قباني حدس تضاؤل الشعور العربي وانغماس الشعوب العربية بمشكلاتهم وهمومهم اليومية، واتساع أزمة الثقة مع سلطاتها وتخاذل بعض الحكام.. فرد على السيدة فيروز بالأبيات التالية:
عفواً فيروز ومعذرة
أجراس العودة لن تقرع
قازوق دق بأسفلنا
من شرم الشيخ إلى سعسع
وعودة إلى الساحة الفنية العربية بالوقت الراهن، فقد كانت لبعض الفنانين مواقف أخلاقية وإنسانية وتضامنية في الصراع الدائر في غزة نذكر منها: إعلان الفنان لطفي بو شناق عن تخليه عن لقب سفير النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة، وذلك احتجاجا على الصمت الرهيب لهذه المنظمة أمام ما يحدث في حق المدنيين الأبرياء.
ودعمت الفنانة الإماراتية احلام حملة أطلقتها دولة الإمارات بعنوان "تراحم من أجل غزة"، لإغاثة المتضررين من الشعب الفلسطيني.
ونشرت أحلام عبر حسابها الرسمي بموقع إنستغرام، صورة تطالب فيها الجمهور بالمساهمة لإغاثة أهالي غزة.
ايضا كان للفنانة المصرية أنغام موقف مشابه، اذ طلبت من جمهورها التبرع لأهل مدينة غزة في ظل الانتهاكات، والتي راح ضحيتها أكثر من أربعة الاف شهيد حتى الآن.
وحثت أنغام، عبر حسابها بالانستغرام مساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر قائلة "في الأيام الصعبة نقع فريسة لقلة الحيلة، أدعوكم كلكم لنجدة أهل فلسطين ليس بالدعاء فقط، إنما بالمساعدات التي تمكنهم من الصمود".
أما الفنانة التونسية هند صبري سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الغذاء العالمي وأحد أعضاء الفريق الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 2020، أصدرت بياناً باللغة الإنكليزية لتشرح للعالم كله ما يتعرض له أطفال غزة من
أخطار.
ورفضت هند في بيانها أن يدفع الأطفال والنساء والشيوخ الثمن في كل أزمة لمجرد أنهم فقراء، وطالبت العالم بأن يتوقف عن الصمت تجاه ما يحدث من أفعال غير إنسانية، بحق أكثر من مليوني طفل وامرأة ورجل وصحفي وعاملين في المجال الإنساني.
واضافت: ما يحدث إهانة ليس فقط لقيم الإنسانيَّة والمساواة التي كنا نظن أنها موجودة، ولكنها أيضًا إهانة لذكائنا وذاكرتنا وللتاريخ الحديث المشترك للملايين".