محمد شريف أبو ميسم
أهم ما يميز علاقة العراق الاقتصادية بمجموعة بريكس هو حجم التبادل التجاري، إذ تشكل صادرات العراق النفطية إلى بلدان هذه المجموعة نسبة تتجاوز نصف الصادرات الكلية لاسيما دولتي الهند والصين. فيما تبلغ الاستيرادات قرابة 70 بالمئة من حجم الاستيرادات الكلية.
وأهم ما يعنينا في هذا الأمر ، أن التبادلات التجارية والتداولات المالية يمكن أن تتم بالعملات الوطنية ضمن برنامج بريكس الذي بشر الدول الطامحة للخلاص من هيمنة “ منصة سويفت” للتبادلات والتعاملات وتحرير العملات المحلية من ضغط هيمنة الدولار بوصفه عملة وحيدة للتبادلات التجارية والتعاملات المالية في ظل دولرة الاقتصاد العالمي، فضلاً عن إمكانية الشراكة التجارية ضمن برنامج “الحزام والطريق” الصيني في إطار برنامج واضح المعالم يتم فيه ضمان الحقوق والمصالح المشتركة لدول المجموعة والدول المشاركة معها دون احتكار أو هيمنة.
ويعد موقع العراق من أكثر المواقع أهمية في خارطة التجارة بين الشرق والغرب بجانب أهميته في خارطة أسواق النفط العالمية، ومن المؤكد فإن آليات هذا التعاون ستدفع باتجاه المزيد من الشراكات مع دول هذه المجموعة وخصوصاً منها الشراكات الاستثمارية في بيئة واعدة وجاذبة بمجرد تحقيق الأهداف الرئيسة من الانخراط في هذه المجموعة .
وبريكس BRICS هي الحروف الأولى لأسماء خمس دول ذات اقتصاديات سريعة النمو تشترك في رغبة التحرر من هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي، ووضع حد لهذه الهيمنة في قضايا السياسة الدولية، وهذه الدول هي (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، ومؤخراً استطاعت هذه المجموعة أن تجذب عدداً من أهم الاقتصاديات الواعدة في العالم ومنها (الأرجنتين وفنزويلا والجزائر، المملكة العربية السعودية، إيران، مصر والإمارات العربية المتحدة).
وأغلب هذه الدول لها مواقع على خارطة مبادرة “الحزام والطريق” الصينية ولها رغبة في التعامل التجاري عبر عملاتها المحلية في شراء السلع ، لضمان التحرر من سطوة وهيمنة الدولار على التبادلات التجارية، فيما يشترك العراق في موقعه المهم وفي رغبة التحرر من سلطة الدولار الذي تسبب في كثير من الاختلالات النقدية والمالية وكان عنصراً من العناصر الطاردة للاستثمار، ما يعني أن مصالح العراق الاقتصادية تدفع باتجاه التعاون الاقتصادي مع دول هذه المجموعة والتطلع نحو استقرار نقدي ونحو مجالات أوسع في تدفق استثمارات دول مجموعة بريكس بما يخدم مستقبل التنمية المستدامة في بلادنا.