بغداد: عمر عبد اللطيف
أشاد السفير التونسي في العراق شكري اللطيف، بكلمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في "قمة القاهرة للسلام"، فيما كشف عن أن مطلع العام المقبل سيشهد انعقاد اجتماع للجنة المشتركة التونسية - العراقية في بغداد.
وقال اللطيف لـ"الصباح": إن "ما يجري من مأساة في غزة لا يمكن إلا أن يوصف بـ (مجزرة) وحرب إبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ومحاولة لإخماد صوت المقاومة بشكل نهائي" .
وأضاف، أن "تونس والعراق يحملان نفس المواقف المساندة المطلقة وغير المشروطة للشعب الفلسطيني لحين تحقيق طموحه وأهدافه وحقه الشرعي ببناء دولة مستقلة عاصمتها القدس"، مشيراً إلى أن "التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني يجب أن تنتهي بهدف واحد وهو بناء دولة مستقلة."
وبيّن، أن "صوت دولة تونس كان قوياً ومعبّراً في جميع الاجتماعات التي حضرتها، وهو التأكيد على وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وهذا لا لبس ولا اختلاف فيه، إذ من حق الشعب الدفاع عن أراضيه وأن يستعيدها بجميع الوسائل، وهذا حق مكفول له بحسب القانون الدولي" .
وأوضح، أن "رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيِّد يؤكد دائماً وأبداً على حمل القضية الفلسطينية في القلب والحديث باسمها ودعمها في كل المحافل الدولية، والرفض بأي شكل من الأشكال للمساواة بين الجلاد والضحية، ولذلك تحفَّظت تونس على قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب، وكان موقفها واضحاً في منظمة التعاون الإسلامي عندما عبّرت عن مساندتها المطلقة للأخوة الفلسطينيين" .
وأعرب اللطيف، عن ارتياحه للموقف العراقي الذي يتطابق مع الموقف التونسي، مهنئاً "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على الكلمة الشجاعة والقوية التي ألقاها في (قمة القاهرة للسلام) والتي عبّر من خلالها عن ما يختلج في صدر كل إنسان عربي يريد أن ينتصر الحق، وهو موقف يستحق الاتفاق معه في كل ما ورد في الكلمة، وهنالك تنسيق متواصل بين الدبلوماسيتين التونسية والعراقية لتجاوز هذا الظرف الراهن والتعبير عن المساندة للأخوة في غزة."
وأكد السفير التونسي في العراق، أنه "وفق نظرة استشرافية للمستقبل وتحقيق مصالح ستراتيجية للبلدين الشقيقين، فإننا لن نكتفي بالتعبير عن الإرادة بل ندخل في التنفيذ، وسنبرمج في بداية العام المقبل 2024 اجتماعاً للجنة التونسية - العراقية المشتركة في بغداد، والاتفاق مع المسؤولين العراقيين على جدول أعمالها ومضامينها، وستكون بالفعل نقطة انطلاق جديدة لتطوير العلاقات في مجالات النقل والسياحة والتعاون الاقتصادي والطاقة."
وأوضح، أن هذه النقاط ستدرس، وستعد قبل انعقاد اللجنة مجموعة من النصوص القانونية والاتفاقيات ومذكرات التفاهم في تلك المجالات وغيرها، وسنرى قريباً النتائج الفعلية لهذه الإرادة المشتركة في تطوير العلاقات" .
ونبه، إلى أن "مسألة النقل بشكل عام والجوي بشكل خاص من الأولويات التي سنعمل عليها، وهناك ربط جوي في الوقت الحالي تؤمنه إحدى الشركات العراقية، إلا أننا نسعى إلى مضاعفة الرحلات الجوية في تطوير التبادل التجاري أو السياحة، إذ هنالك اهتمام كبير لدى العراقيين للوجهة السياحية في تونس والعدد في ازدياد متواصل، وسيُسهم الربط الجوي في ارتفاع عدد السياح العراقيين في تونس" .
وأكد، أن "تونس ترحّب بالطلبة العراقيين الدارسين في جامعاتها والذين يبلغ عددهم أكثر من ألفي طالب، والعدد قابل للازدياد، مما يفرض علينا التفكير في إطلاق رحلات جوية مستمرة بين البلدين" .
وأعرب، عن "استعداد تونس للمشاركة في مجال مشاريع الإعمار في العراق، حيث تمتلك تونس شركات من شأنها أن تُسهم في هذا المجال خاصة في الكهرباء والبنية التحتية"، مشيراً إلى أن "تونس تأمل مساهمة شركاتها في مشاريع تطوير البنية التحتية ومضاعفة عددها وتكثيف اللقاءت الاقتصادية" .
وزاد اللطيف، بأن "الصحافة العراقية عريقة ومتأصلة وكانت دائماً صوت الحق والعقل"، معرباً عن أمله "بالتعاون بين البلدين في مجال الإعلام والصحافة من خلال إجراء دورات تدريبية لتحسين المهارات في مركز تطوير الإعلام والصحافة التونسي وكليات الإعلام بين البلدين، وهي من جملة النقاط التي سنعمل عليها بأن يكون هناك مثل هذا التعاون في المستقبل."
تحرير: محمد الأنصاري