القدس المحتلة: وكالات
تواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة أمس الأربعاء، لليوم الـ19 على التوالي مع استمرار القصف المدفعي والجوي الذي تنفذه الطائرات الحربية والمدفعية التي تستهدف منازل المدنيين في القطاع، في وقت وثّقت فيه منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" استشهاد 2360 طفلاً فلسطينياً في غزة منذ بدء العدوان.
وذكرت تقارير خبرية، أن نحو 100 شهيد ارتقوا خلال الساعات الأخيرة الماضية بعد غاراتٍ نفّذها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً في مخيم الشاطئ غربي غزة، ومنزلاً في شارع العجارمة في مخيم جباليا، فيما شنّت أكثر من 15 غارة عنيفة على مناطق متفرقة بمدينة رفح بقطاع غزة.
وأفادت بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، بأنّ حصيلة شهداء العدوان على القطاع تجاوزت 6000 شهيد، ونحو 20 ألف جريح، وسط ظروفٍ صحيةٍ كارثية يُواجهها السكان.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي دمّر مسجداً في شارع الجلاء في مدينة غزة، ولفتت إلى أنّ الاحتلال دمّر حتى الآن أكثر من 40 مسجداً، إضافة إلى كنيسة، خلال عدوانه المُستمرّ على القطاع.
ومساء أمس الأول الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ الاحتلال ارتكب 47 مجزرة بحق عائلات فلسطينية في الساعات الماضية، راح ضحيتها 704 شهداء.
من جانبه، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف: إنّ إجمالي عدد النازحين بلغ نحو مليون و400 ألف مواطن بنسبة تصل إلى 70بالمئة من سكان القطاع يتوزعون في أكثر من 222 مركز إيواء، منها 100 مركز في غزة وشمال القطاع.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أنّ عدد الضحايا الأطفال في غزة بلغ 2.360 طفلاً شهيداً منذ 7 تشرين الأول، وأنّ عدد الأطفال المصابين وصل إلى 5.364.
وأكّدت "اليونيسيف" أنّ "كلّ طفل في قطاع غزة تقريباً تعرّض لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية"، موضحةً أنّ "مئات الآلاف من الأطفال والأسر عالقون في وضع كارثي" .
وقالت "اليونيسيف": إن "أعداد (الشهداء) والجرحى من الأطفال في غزة تشكل وصمة عار متزايدة في الضمير الجماعي"، ودعت إلى "وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق" .
في غضون ذلك، علّقت وسائل إعلام عبرية، أمس الأربعاء، على عملية التسلل البحري التي نفذتها كتائب "القسام" في شواطئ مستوطنة "زيكيم" في عسقلان يوم الثلاثاء، وأكدت "القناة 13" أنّ حادثة التسلل عند شاطئ "زيكيم" هي "الأهم منذ السبت الأسود" . وأمس الأول الثلاثاء، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام أنّ قوة من الضفادع البشرية، تابعة لها، تمكّنت من التسلل بحراً والدخول في شواطئ مستوطنة "زيكيم"، جنوبي عسقلان المحتلة.
وجاء في رسالة من كتائب "القسّام" لمستوطني "زيكيم" عبر الهاتف: (نحن الآن في زيكيم وتحت منزلك وبداخله أيضاً.. اذهب أنت وأطفالك من هنا.. لا نريد أن نؤذي الأطفال والنساء" .
في سياق متصل، كشف مصدر دفاعي أميركي لوسائل إعلام عبرية أنّ الجيش الأميركي يجهد لنشر ما لا يقل عن 12 منظومة دفاع جوي في عدة دول بالشرق الأوسط، في إطار خشية الولايات المتحدة الأميركية من توسّع معركة "طوفان الأقصى"، ومشاركة جبهات أخرى.
ولفت المصدر، إلى أنّ هذه الخطة ستكون قبل الدخول البريّ لـ"الجيش" الصهيوني إلى قطاع غزّة، ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في وزراة الدفاع الأميركية قوله إنّ الولايات المتحدة تخشى توسع رقعة الحرب.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"عن أنّ واشنطن قلقة بالفعل من احتمال التصعيد، ومن "أن يخرج هذا الأمر عن السيطرة"، بالتزامن مع الحديث عن العملية البرية الصهيونية المحتملة، رغم دعمها العلني لـ"إسرائيل" .
وفي وقتٍ سابق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين أميركيين كبار، قولهم إنّ إدارة بايدن تشعر بالقلق من أنّ "الجيش الصهيوني" ليس مستعداً بعد لشنّ هجومٍ بري ضد قطاع غزّة.
بدوره، وجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحذيراً إلى إيران، وقال أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول الثلاثاء: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران. لا نريد اتساع نطاق هذه الحرب. لكن إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها أفراداً أميركيين في أي مكان، لا يساوركم شك في أننا سندافع عن شعبنا، سندافع عن أمننا، بسرعة وحسم"، بحسب تعبيره.
ورداً على ذلك، قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني : إن بلينكن مخطئ في محاولته إلقاء اللوم على إيران في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأضاف أن "التزامنا بالسلام والاستقرار الإقليميين يظل ثابتاً. الولايات المتحدة هي التي أجَّجت الصراع بانحيازها العلني إلى المعتدي على حساب السكان الفلسطينيين الأبرياء" .
في الأثناء، أعلن سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أن تل أبيب سترفض منح تأشيرات لمسؤولي المنظمة الدولية، بعد تصريحات أمينها العام أنطونيو غوتيريش الأخيرة، واعتبر الدبلوماسي الصهيوني أن تصريحات غوتيريش "بدا أنها تبرر هجوم (حماس) على إسرائيل" .
من جانب آخر، اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي زيارات رؤساء الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا للأراضي الفلسطينية المحتلة محاولة للوقوف أمام عدم انهيار كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وهذه المرة الثالثة التي يتحدث فيها المرشد الإيراني عن تطورات الوضع داخل الأراضي الفسطينية المحتلة بعد 7 اكتوبر لكنه لم يتطرق إلى موقف إيران من اتساع الحرب أو إمكانية مشاركتها؛ لكنه قال: إن الدول الغربية تحاول جاهدة مساعدة الكيان ليبقی متماسكاً بعد الهزيمة التي تلقاها من المقاومين الفلسطينيين "عبر مده بالأسلحة والقنابل الفتاكة.
ورأی أن قضية غزة هي قضية المظلومية من جهة، ومن جهة أخرى هي قضية القوة والاقتدار؛ مشيداً بصبر وصمود سكان غزة بعدما تعرض الكيان لهزيمة مصيرية لايمكن ترميمها بهذه السهولة .
في غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان" إن حركة "حماس" خدعت رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع التي سبقت عملية "طوفان الأقصى" .
وذكرت الهيئة أن "حماس" بعثت برسائل لمكتب نتنياهو، وعبّرت عن استعدادها للمضي قدماً في صفقة تبادل أسرى تفرج من خلالها عن الجنديين الصهيونيين (هدار غولدين وشاؤول أورون) المحتجزين لدى الحركة منذ العدوان على غزة عام 2014، بالإضافة إلى الأسير الآخر (أفرا منغستو).