مواقع الطمر غير الرسمية تهدد بغداد

العراق 2023/10/26
...

 بغداد: حيدر الجابر ورلى واثق

بينما تعاني بغداد وبقية المحافظات من ظاهرة التلوث، التي زادت من وطأتها عمليات الطمر غير الصحي، كشفت عن أن البلد يطرح نحو 40 مليون طن من «النفايات الصلبة» سنوياً.
وقال وكيل وزارة البيئة، الدكتور جاسم الفلاحي، لـ”الصباح”: إن “قطاع النفايات مهم وحيوي جداً، ونستطيع عن طريقه تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ يطرح العراق سنوياً نحو 40 مليون طن من النفايات الصلبة”، مشيراً إلى أن “الفرد الواحد يطرح بين 750 - 1.250 كيلو يومياً وهو الأعلى في كل دول العالم، لوجود ظاهرة الهدر في المجتمع» .
وبيّن، أن “العراق منتج كبير للنفايات التي باتت ذات قيمة، إذ يتم  التركيز على الإدارة الرشيدة للنفايات”، لافتاً إلى أن “هناك ما يسمى بـ(الاقتصاد الدائري) الذي يبدأ من جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها انتهاءً بتحويلها إلى طاقة، وهو أهم المتبنيات، إذ يمكن لهذا القطاع استيعاب نحو 100 ألف يد عاملة» .
وتابع الفلاحي، أن “الدولة يجب أن تخرج عن تقديم الخدمة ويتولى القطاع الخاص ذلك، كما معمول به في كل دول العالم، لوقف بوابة الهدر بالمال العام ومحاربة الفساد وإعطاء دور كبير في استدامة حياة المجاميع الشبابية في كل منطقة، كما لابد من وجود جهة أو لجنة أو شركة صغيرة مرتبطة بمصنع أو محطة تحويلية ومن ثم تنقل لمعامل تدوير النفايات”، مؤكداً على “ضرورة وضع كل وزارات الدولة في خططها مبالغ خاصة لوحدات المعالجة» .
وتشكّل مواقع الطمر في بغداد الأكبر على مستوى البلاد، بسب عدد السكان الكبير في العاصمة، وهو ما يقرع جرس الإنذار على المستويات كافة، مع انحسار الغطاء الأخضر، وانتشار الكتل البنائية.
وانتقد رئيس مهندسين أقدم، أحمد عبد الإله، معاون مدير دائرة البيئة في محافظة بغداد، عدم وجود رقابة وحسم تجاه مواقع الطمر الصحي.
وقال عبد الإله لـ”الصباح”: إن “أكبر موقع للطمر غير الصحي يوجد في معسكر الرشيد إضافة إلى الرستمية وأطراف بغداد، ونحن نخاطب قيادة العمليات لمنع دخول سيارات النفايات لهذه المواقع، ولكن من دون رد”، وأضاف أن “الحل الأمثل لهذه المشكلة هو تفعيل الرقابة في الدوائر البلدية وتفعيل عمل القوات الأمنية”، مبيناً “وجود موقعين رسميين لطمر النفايات في النهروان والنباعي» .
وحول كيفية طمر النفايات أوضح عبد الإله: “توجد معامل طابوق تقوم بحفر التربة مما يؤدي إلى حدوث تكهفات، نستغلها بدورنا ونقوم بفرش أنواع محددة من اللدائن وأنابيب خاصة لصرف العصارة المترسبة إلى المجاري”، وبيّن “نقوم بطمر النفايات بسمك 30 - 50 سم ثم فرش أتربة بالسمك نفسه، ثم نفايات ثم أتربة» .
من جهته، حذّر الخبير البيئي، ثائر يوسف، من مخاطر الطمر غير الصحي، داعياً إلى الاستغلال الأمثل للنفايات.
وقال يوسف لـ”الصباح”: إن “الطمر غير الصحي له تأثير سلبي وخطر على البيئة، ويقوم الكثيرون بتجميعها ثم حرقها، وهو ما يؤدي إلى غازات ودخان تلوث البيئة، في الوقت الذي نفتقد فيه للغطاء النباتي الذي يُسهم في تنقية الجو”، وأضاف “النفايات المتراكمة أغلبها من مواد كيمائية وصناعية تنزل إلى باطن الأرض وتلوث المياه الجوفية، ما يؤدي إلى تفشِّي الأمراض في المناطق القريبة» .
وانتقد الخبير، “انعدام الوعي البيئي والصحي والتعامل الأمثل مع هذه النفايات”، وتابع: “توجد تربية بيئية تبدأ من رياض الأطفال وصولاً إلى أعلى المستويات في العديد من دول العالم، التي تستثمر النفايات الصلبة مثل البلاستيكية والمعدنية والغذائية، وتوجد حلول جذرية تستخدمها دول العالم تحولها من مضرة إلى مفيدة من خلال تصنيع البتموس والأسمدة والأعلاف الحيوانية”، ولفت إلى أن “سعر كيلو مخلفات المنازل يصل إلى 11 دولاراً، وأن دول أوروبا تواجه شحّاً في المخلفات المنزلية، لذلك تقوم باستيرادها واستخدامها في الصناعة وتوليد
الطاقة» .

تحرير: محمد الأنصاري