ذي قار: محمد إسماعيل
تفاءل فريق "الصباح" بصمت المسافة بين بغداد وذي قار، متوجهاً لتغطية حفل افتتاح متحف الناصرية.. ماء وخضرة ووجوه حسان، على جانبي الطريق مجسرات وخطوط خارجية فائقة السرعات، تخطتها السيارة، تطوي الدرب حثيثاً، نحو تاريخ عائد من الماضي، محلقاً على جناح الحاضر إلى المستقبل، يروي للأجيال القادمة نبض البطولات وعظمة الإنجاز الخالد.. بددناه لكنه يصر أن يعود.
دخلنا الناصرية من أوسع ترحابها بالضيوف، لنقف أمام لافتة "وزارة الثقافة.. الهيئة العامة للآثار والتراث.. مفتشية آثار ذي قار.. مديرية متحف الناصرية الحضاري، جلسنا في الهواء الطلق بين صفوف المحتفلين.. نصغي لكلمة مدير عام المتاحف د. عباس عبد منديل: "الحفاظ على الآثار، يتطلب وقفة جادة من المنظمات، في ظل الواقع الأمني الهش" مؤكداً: "أخذنا على عاتقنا حماية حرمة الآثار.
شارك في الاحتفال فريق "ازرع لوطن أجمل"، وقدم طلبة وأساتذة معهد الفنون الجميلة، أغاني من التراث: "بو جناغ أريد وياك.. وياك أريدن" وتفرد مطرب شاب.. صولو: "كصري زبونج.. سوي عليه إحسان كصري زبونج.. لو يسئلونج كولي جليل الخام لو يسئلونج"و"إزغيره جنت وإنتزغيرون"و"يالجمالك سومري ونظرات عينك بابلية"، وافتتح معرضان.. تشكيلي وفوتوغرافي وبازار تعاوني لحاجات متنوعة، وعرض أزياء سومري قدمته عارضات من ذي قار.
وألقت الشاعرة تمارا شاكر، قصيدة: "من منا لم يتساءل عما تحويه البيوت، التي فارقناها، لا يسمع بكاء الأمكنة، إلا إنسان فارقها يوماً.. ونسته عند وهمه.. جدرانها".
رحب مدير متحف الناصرية الحضاري سجاد عبد الحسن منجل، بضيوف ذي قار وأبنائها: "في رحاب هذا الصرح العظيم.. موضع فخرنا" وأفاد: "المتاحف مرآة تعكس إرث البلد من بسالة الماضي إلى وهج الحاضر وحتى فضاءات المستقبل.. تعطي صورة عن البلد، أنها وجهة مفتوحة أمام القادم، تنقل مفاصل المجتمع ودولة المؤسسات التي نشأت.. يحفظ حضارة الأولويات... الرافدان أعطيا ما لم تعطه حضارة أخرى" منوهاً: "بإنشاء المتحف تجاوزنا المعوقات على الرغم من الشح، وبنينا قاعات إضافية، بتعاون طوعي من فرق: "زين أبناء أور" و"ازرع لوطن أجمل" و"برنامج تعافي" محققين إنجازات مهمة في ظل حساسية الآثار، إذ إخترنا ناساً موثوقين، والقاعات التي أهلناها ليست عشوائيَّة، إنما وفق دراسة أعدها المتحف.. مكتبة علمية وباحثون وكتابات.. تخرجت فيه دفعة من مندوبي جامعة الناصرية، ونسقنا مع جامعات عالمية من إيطاليا وشيكاغو لترجمة الألواح، وواكبنا التكنولوجيا وقاعات للمقتنيات التراثية والطفولة، ينفرد المتحف بقطعٍ نادرة لا مثيل لها في العالم".