حسن العاني
3 أفكار
1 - بيع وشراء :عرفت البشرية منذ عصر مبكر لنشوء المدن الاولى عملية المقايضة سلعة بسلعة وبضاعة ببضاعة، ثم تطورت عمليات المقايضة الى العديد من الاساليب الجديدة، كالتبادل التجاري والبيع والشراء، وكان كل شيء خاضعاً لهذه العمليات، بما فيها بيع الإنسان وشراؤه، وقد عرفنا هذه الحالة بصورة جلية في بيع وشراء الرقيق، الذي لم يكن يختلف في شيء عن بيع لفة الفلافل أو شراء حمالة الصدر.
الحق لا شيء من السلع والبضائع وابن آدم إلا ودخل الساحة التجارية.
ومع ذلك فالجديد الطارئ على هذه العمليات، هو الذي تم اختراعه أو التوصل اليه في العراق، وقد تمثل ذلك بشراء اصوات الناخبين، ثم تطور الأمر إلى سحب تواقيع النواب لتواقيعهم .. وكل شيء بثمن!.
2 - خسارة: كانا يراهنان على أي شيء، انهما مهووسان حقاً بالرهان الذي يمتد من عدد الاعمدة في الجهة اليمنى لشارع الرشيد، إلى عدد النواب الذي سيحضرون اجتماع البرلمان في جلسته المقبلة، وكان على الخاسر ان يشتري لصاحبه الفائز قنينة مشروبات غازية او قدح (موطا).
المبلغ بسيط جداً ويشجع على المزيد من الرهانات.
في آخر رهان لهما، قال الأول أن الكهرباء حين تستمر لمدة ساعتين، فأنها تنقطع في اثناء ذلك أربع مرات، وقال الثاني: بل تنقطع ست
مرات.
وحين راقبوا ذلك اكتشفوا أن الكهرباء تنقطع في الساعتين خمس مرات، وبذلك خسر الاثنان!.
3 - عدالة الحكومات: ينتهي الأمر بالمسؤول الاداري الى التقاعد، ومن حوله عشرات الشبهات والتهم، بعضها ثابت وحقيقي، ومع ذلك يذهب ويتقاضى راتبه التقاعدي وهو مطمئن البال قرير العين، حيث لاحساب ولاعقاب!.
وقد ينتهي الامر بمسؤول آخر إلى التقاعد وليس في سجله الوظيفي كتاب شكر ولاكتاب عقوبة، وأنه امضى سنوت عمله بصورة روتينية، فهو لم يخرب ولكنه في الوقت نفسه لم يطور ولم يبدع، ومع ذلك يذهب إلى بيته ويتقاضى راتبه التقاعدي.
وهناك مسؤول ينتهي به المطاف إلى التقاعد، وسيرته الوظيفية موشومة بمئات المبادرات الإبداعية، ومع ذلك يذهب إلى بيته ويتقاضى راتبه التقاعدي من غير تكريم أو حتى كتاب شكر.
أشهد أن الحكومة عادلة، فلا فرق لديها بين المقصر والمبدع، لأن الجميع في شرعها سواسية كأسنان المشط!.