بغداد: نورا خالد

بدأت علاقة العازف حسين فجر مع الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقيَّة، ذلك الصرح المهم الذي تخرج منه كبار الفن العراقي، أمثال الفنان كاظم الساهر والموسيقار نصير شمة وغيرهما من الفنانين المهمين، حيث تعلم العزف على آلة العود.يجيد فجر العزف على عدة آلات موسيقيَّة، منها الكمان والجوزة، إلا أن العود هو الأقرب إلى قلبه كونه {الحب الاول} كما يقول لـ{الصباح}، مستدركا {الكمان كان سبب شهرتي، وكذلك الجوزة، لأنها تمثل الإرث الموسيقي العراقي}.

للموسيقي فجر تجربةٌ لافتة، وهي العلاج بالموسيقى، سألناه عنها فأجاب :" من التجارب التي أعتز بها كثيرا هي "استخدام الموسيقى في العلاج النفسي"، تعاونت فيها مع قسم التأهيل النفسي في مستشفى الرشاد، وتمَّ اختيار عينات من المرضى وإخضاعهم الى برنامج محدد من العلاج بالموسيقى، وكانت النتائج رائعة، التجربة مستمرة، ولدينا أيضا خطة لاستخدام الموسيقى في علاج السرطان والأمراض الأخرى، حيث ثبت علميًّا أنَّ الاستماع للموسيقى يسهم في تسريع عملية الشفاء وتحسن حالة المريض، ولكن يبقى السؤال هو ما نوع تلك الموسيقى؟، وما هو التوقيت المناسب للاستماع؟، وهذا ما يحدده المعالج الموسيقي".

محطات عديدة أثرت في مسيرة فجر الفنية بدءًا من محطة الدراسة إلى احتراف العزف، إلى قيادة الفرق الموسيقيَّة، ومرحلة البحوث الموسيقيَّة، آخرها محطة  تسنمه إدارة مدرسة الموسيقى والباليه في العام 2022 - 2023 ، والتي يعدّها من أهم محطاته كما اشار خلال حديثه لصفحة "موسيقى".

وتابع "تعاملت مع معظم الفنانين العراقيين والعرب منهم فؤاد سالم، حسين نعمة، ياس خضر، حميد منصور، طالب القره غولي، وغيرهم الكثير، والآن هناك الكثير من الشباب المبدعين، الذين يعزفون الكمان وبقية الآلات الموسقيَّة بشكلٍّ رائع، فبلدنا ولّادٌ بالمبدعين دائما، أرى لهم مستقبلًا زاهرا في ظل وجود حراك موسيقي نشط في العراق في السنوات الأخيرة".

تأثر فجر بالمدرسة العراقيَّة، فهو كما يبين "متعصب جدا لتراث العراق بكل أشكاله وألوانه الموسيقيَّة، من الشمال وإلى الوسط والجنوب، ويقول بهذا الصدد "ومع ذلك فأنا على إطلاع بالمدرسة المصريَّة والتركيَّة وغيرهما".

للموسيقي فجر العديد من القطع الموسيقية التي ألفها، ولكل قطعة يؤلفها قصةٌ يقوم بترجمتها إلى خواطر موسيقيَّة، فله عددٌ غير قليلٍ من المؤلفات الموسيقيَّة، التي يعتز بها، بعضها يكون من القوالب الموسيقيَّة الشرقيَّة الكلاسيكيَّة، كالسماعي واللونكا، والبعض الآخر ينتمي للموسيقى التعبيريَّة المعاصرة. 

وختم عازف الجوزة " أقوم بالتحضير لتسجيل ألبوم موسيقي جديد يحمل عنوان "عروس دجلة".

درس الفنان حسين فجر آلة العود في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد (1995 - 1998)، ثم اضطر الى ترك الدراسة، بسبب الاوضاع الاقتصادية والسياسية في العراق انذاك والسفر الى سوريا في 

العام 1998.  

عاد إلى العراق في العام 2010  ليكمل دراسته في معهد الدراسات الموسيقية، وحصل على شهادة الدبلوم بدرجة امتياز العام 2012  كباحث موسيقي عن بحثه "الغجر في وسط وجنوب العراق" ، يجيد الفنان حسين فجر العزف على آلات العود والجوزة والكمان والفيولا، وبعض الآلات الوترية الأخرى، ألّف العديد من القطع الموسيقية بقوالب متنوعة ولحن ووزع مجموعة من 

الأغاني.