ترجمة: نجاح الجبيلي
نشرت مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس» رسالة موقعة من مئات الكتاب والفنانين من المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية ودول أخرى ناطقة باللغة الإنجليزية. وتضمنت الرسالة التي وقعها 750 كاتباً وكاتبة عبارات مثل «دولة إسرائيل ترتكب جرائم خطيرة ضد الإنسانيّة» واتهمت إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعيّة». وكان من بين الموقعين الروائية الإيرلندية سالي روني، التي تصدرت عناوين الأخبار قبل عامين عندما رفضت السماح لناشر إسرائيلي بترجمة أحدث كتاب لها إلى اللغة العبرية، والمؤلف اليهودي الأمريكي جوناثان ليثيم، وكميلة شمسي، والروائية أن أنرايت وغيرهم.
واستهلت الرسالة: نحن، الفنانين والكتاب الموقعين أدناه والمقيمين في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأمريكا الشمالية، نعلن المطالبة بوضع حد للعنف والدمار في فلسطين.
إنَّ القتل العمد للمدنيين هو دائماً عمل وحشي. إنه انتهاك للقانون الدولي واعتداء على حرمة الحياة البشريَّة. ولا يمكن لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ولا للجماعات المسلحة للشعب الخاضع للاحتلال، أي الفلسطينيون، تبرير استهداف الأشخاص العزل.
وأضاف البيان: لكن أعمال العنف العشوائيّة وغير المسبوقة التي لا تزال تتصاعد ضد أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، بدعم مالي وسياسي من القوى الغربيّة، من الممكن، بل لا بدّ من وضع حدٍّ لها. من خلال قطع إمدادات الكهرباء والغذاء والمياه الحيويّة؛ ومحاولة تهجير أكثر من مليون فلسطيني من منازلهم بالقوة، من دون ضمان العودة؛ ومن خلال شن غارات جويَّة متواصلة ضد المدنيين، بما في ذلك أولئك الذين يحاولون الإخلاء، ترتكب دولة إسرائيل جرائم خطيرة ضد الإنسانيَّة. إن حلفاءها، وحكوماتنا، متواطئون في هذه الجرائم.
وأكد الموقعون على أنّه «لطالما أدانت جماعات حقوق الإنسان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والمعاملة اللاإنسانية للفلسطينيين – ونظام الهيمنة العنصريّة عليهم – على أيدي الدولة الإسرائيليّة. لكننا نشهد الآن حالة طوارئ جديدة وأكثر خطورة. حذرت خبيرة الأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز من أن تصرّفات إسرائيل الحالية في غزة تشكل شكلًا من أشكال التطهير العرقي».
كما وجهوا الدعوة إلى حكوماتهم «للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانيّة إلى غزة من دون عوائق. كما نطالب بوقف جميع شحنات الأسلحة والتمويل العسكري، وهي الإمدادات التي لا يمكن إلا أن تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانيّة المطروحة. ورغم أن هذه التدابير لن تكون كافية لضمان العدالة الحقيقيّة والتحرر والمساواة، إلا أنّها تمثل خطوة أولى عاجلة ولا غنى عنها. إنّنا ندعو إلى وضع حد لجميع أعمال العنف، ووضع حد لجميع أشكال القمع والحرمان من حقوق الإنسان».
من ناحية أخرى قالت رابطة الكتاب العبريين في إسرائيل، التي تمثل نحو 800 كاتب وشاعر ونقاد أدبيين وباحثين، إنّها تدين «مجلة لندن ريفيو أوف بوكس» لفشلها في الرد على رسالة رسميّة أرسلتها بعد أن نشرت المجلة رسالة تُدين إسرائيل.
وردّت رابطة الكتاب العبريين في إسرائيل في رسالة بتاريخ 26 تشرين الأول/أكتوبر، سلطت الضوء فيها على حقيقة اندلاع الحرب، ودحضت نقاطا مختلفة وردت في الرسالة التي نشرتها المجلة. لكن حتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، لم تؤكد المجلة بتلقي الرسالة.
وقال شلوميت أهاروني لير، رئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في رابطة الكتاب العبريين: فضلا عن إرسال ردّهم إلى محرر مجلة لندن ريفيو، تم نشر رسالة الكتاب العبريين على فيسبوك وتويتر. «لا بد أنّهم [محررو مجلة لندن ريفيو] سمعوا عن ذلك. وحتى لو كان ردّهم أنّهم لن ينشروه، فقد توقعنا أن نسمع منهم. أحد المبادئ الأساسية للصحافة هو أنك تسمح لشخص ما بالرد. قال لير: «إنها ثوابت عامة».ورفعت رابطة الكتاب العبريين رسالتها المفتوحة على الإنترنت، لكن تعرضت لهجوم إلكتروني، مما منع الجمهور من قراءة الرسالة في البداية، لكن الرابطة أصدرت بعد ذلك رابطًا لإصدار مستند غوغل.ووقع على رسالة رابطة الكتاب العبريين العشرات من أعضائها، ومن بينهم الروائية المعروفة دوريت رابينيان (مؤلفة رواية كل الأنهار) والشاعر إيلان شينفيلد. وأعربت عن «خيبة أملها المطلقة» في الرسالة التي نشرتها مجلة «لندن ريفيو».وكانت نقابة الكتاب الإسرائيليين قد نشرت الأسبوع الماضي رسالة مماثلة انتقدت فيها فشل نظيرتها الأمريكية، نقابة الكتاب الأمريكية، في إدانة الهجمات التي شنتها المقاومة الفلسطينية.
عن مجلة مراجعات لندن للكتب، وجريدة «جيروزليم بوست»