بين الانفلات والانضباط

اسرة ومجتمع 2019/05/12
...

حسين الصدر
 
- 1 - 
يفخر المسلم بطهارة مولده ..
وطهارةُ المولد تعني الولادة الشرعية بعيداً عن
 الشوائب .
ومن الطريف هنا :
جواب أحد العلماء لشخص استفزه وقال له : ما هو 
عملكم؟.
وما هو دوركم في الحياة ؟
فقال له : لو لم يكن لنا من دَوْر الاّ أنْ نجعل ولادتَكَ طاهرة لكفانا ذلك ...!
قال ذلك مشيراً الى أنَّ علماء الدين هم الذين يُجرون عقود النكاح بين المسلمين، فتحل هذه (المرأة) لهذا (الرجل) وتكون زوجته الشرعية التي تنجب له الأولاد الشرعيين 
- 2 - 
انّ العلاقة بين (الرجل) و(المرأة) ليست سائبة بعيدة عن التنظيم والخضوع لضوابط شرعية وأحكام مقررة، لا يسوغ بحال مخالفتها والعدول عنها .
- 3 - 
العلاقة بين الرجل والمرأة لا تكون شرعية مالم تؤطر باطار (عقد) شرعي هو عقد الزواج .
وقوام العقد (ايجاب) و(قبول) والايجاب يصدر من الزوجة أو وكيلها (وهو العالم الديني الذي يُجري صيغة العقد ) 
والقبول من الزوج نفسه أو وكيلِهِ ومعنى ذلك :
ان مجرد التراضي والتوافق بين رجل وامرأة لا يجعل العلاقة شرعية بينهما مالم يجر العقد الشرعي بصيغته المحددة شرعاً .
- 4 - 
وأما في ظل حضارة التجريب المعاصرة ، فالباب مفتوح أمام اية فتاة (بلغت سن الرشد ) أنْ تقيم علاقة الصداقة مع اي (رجل) تريد ... وباسم الصداقة والحب تمارس العملية الجنسية وتؤدي الى ولادات لابناء (طبيعيين) ولدوا خارج نظام العقود الشرعية .
- 5 - 
ومن المهازل العجيبة أنَّ الفتاة تحمل وتلد، ثم بعد مرور فترةعلى تلك الولادة قد يتقدم لها صديقها الذي حملت منه طالباً يدها للزواج
 الشرعي..!
- 6 - 
وفي مقابل ذلك فانّ من أكبر الجرائم عندهم هو (اغتصاب الزوجة) وهنا تكمن المفارقة. 
فالعلاقة الشرعية تسمّى اغتصاباً متى ما تمت من دون رضا الزوجة،والعلاقة غير الشرعيّة بين الطرفين لا يثار بشأنها ايُّ
 اعتراض. 
لقد قال لي أحد الأصدقاء – يوم كنّا في المملكة المتحدة – انّ والد صديقي أخبرني بان ابنته وجدت أخيراً صديقاً لها، وكان ابوها شديد الابتهاج بذلك .
الفتاة التي لا تجد صديقاً تعتبر في نظر الناس فتاة (معقدّة) ..!! 
- 7 - 
واذكر اني قلت في احدى قصائدي عام 1967 :
باسم التطور ساغ كلُّ محرّمٍ 
حيثُ الحياة تغيّرُ وتطور
باسم الحضارة والتقدم بُدّلت
قيّمُ الحياة وقد أبيح المنكرُ
إنْ كان من قِيّم الحضارة ما جنوا
إنا بهاتيكَ الحضارةِ نكفرُ .
- 8 - 
وقد كتبتُ هذه المقالة بعد انتشار خبر زواج رئيسة وزراء نيوزيلندا (جاسيندا أردرن) بصديقها (كلارك جايفورد) بعد ولادتها طفلة سميّت (نيفي) وهي على ابواب اكمال عامها الاول ..
- 9 - 
وتجاوزوا الزواج من دون عقد شرعي الى زواج المثليين، في منحىً داعر خطير يكشف عن الافلاس الروحي
 والاخلاقي .
 
- 10 - 
وكل ذلك يرتكب باسم الحرية ... والحرية لا تعني تجاوز الخطوط الحمراء وانتهاك القيم الرفيعة
والضوابط الشرعية والأخلاقية ..