أفاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل بأن نظام الابتعاث لم يكن ذا فائدة مجزية فأوقفنا العمل به مفضلين عليه العمل بنظام الزمالات البحثية، مبيناً أنه بدأت تردنا زمالات من جامعات دول متقدمة عديدة منها بريطانيا وروسيا ودول عربية، في حين أكد أن طريق مكافحة الفساد ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً.
وقال السهيل، في الجلسة الرمضانية الأولى من جلسات المركز العراقي للتنمية الإعلامية التي حملت عنوان «خطط الوزارة لرفع مستوى التعليم العالي ومواجهة الفساد»: بدأنا بوضع كل ما يستوجب لإدارة الوزارة ضمن محاور خمسة اساسية منذ اليوم الأول لتسنم المنصب وأولها في إدارة التعليم وفي أداء المسؤولين عنها بعيداً عن محسوبية أو مرجعية الانتماء لهذا المسؤول أو ذاك، مبيناً أن الذي كان يهم هو الأداء والمسيرة والعطاء للمسؤول وبمراجعة جمعية وليست فردية والتزام بالمنهج الحكومي ومن خلال ما يثبت الصحيح والخطأ في الأداء.
وأضاف السهيل: قمنا بتغيير غير الصالح وتقديم كل الدعم للناجحين في أدائهم الوظيفي وفي المناهج والبحث العلمي وفي الجودة وفي البعثات ونظام الابتعاث الذي لم يكن ذا فائدة مجزية فاوقفنا العمل به مفضلين عليه العمل بنظام الزمالات البحثية لمدة ستة اشهر يتوجب على الباحث فيها تقديم بحث واحد وبحثين للموفد بالزمالة لمدة سنة، مشيراً إلى أنه بدأت تردنا مثل هذه الزمالات من جامعات دول متقدمة عديدة منها بريطانيا وروسيا ودول عربية ونسعى الى أن يكون لدينا تفاعل في هذا المجال وتعامل بالمقابل في وضع الزمالات بين العراق والدول الأخرى.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أنه لا يمكن أن يبقى العراق هو الذي يطلب الزمالات من الدول الأخرى، وقد عملنا على تأسيس مركز تدريبي للغة العربية لغير الناطقين بها من دول العالم كافة وكذلك قمنا بانشاء مراكز بحثية مشتركة مع دول اخرى وقد تبرع الرئيس الايراني بانشاء مركز مع اساتذة عراقيين وحصلنا على 200 زمالة مدفوعة التكاليف الغاية منها تطوير وتدريب الجانب العراقي وخاصة في مجال العلوم الطبية ومراكز خلايا السرطان ومركز متقدم باستزراع الكبد في جامعة بغداد وسنرسل وفدا لايران للتدريب في هذا المجال في جامعة طهران المتقدمة بهذا الشأن، موضحاً أنه من الاساسيات في أداء واجبنا أن نرفع الغبار عما تم عمله في المرحلة السابقة للمسيرة التعليمية والعلمية والبحثية لنعيد العراق قدر ما نتمكن للوضع العلمي الذي يستحقه من الناحيتين العلمية والادارية ساعين الى ربط الجامعات العراقية بالمنظومة العالمية من جديد مركزين الجهد على التصنيف العالمي والسعي للتصنيف العراقي الوطني أولاً.
وتابع السهيل: لقد شددنا على الجامعات بضمان الجودة وبادارة اساتذة متميزين ولنا نشاطات متوازية في جانب التعليم العالي وفي اليات مكافحة الفساد من دون تردد، واصفا التعليم في الجامعات الأهلية بـ»النقطة السوداء» وبانه استحداث غير حقيقي لكثير من الجامعات والكليات لأن هناك طاقات متلاعباً بها وغياباً للتنسيق مع الوزارة وهي الوزارة الرائدة في كل ما يهم العملية التعليمية وليست استهلاكية.
ونوه السهيل بأنه تم استحداث مجلس التنمية البشرية ويرتبط بمجلس الوزراء بعضوية عدة وزارات ذات صلة بالمسيرة التعليمية كوزارة الصحة والشباب والثقافة، لافتاً إلى أن الذوق العام يجب أن يعود الى عمل الوزارة للتخلص من هذه الأزمة باعادة وعينا الثقافي والرياضي واحياء المواسم الثقافية في الكليات من دون تحزب.
وأكد السهيل أن طريق مكافحة الفساد ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً، لافتاً إلى أنه يتابع كل الرسائل التي ترد عبر موقعه المفتوح لهذا الغرض ويقف على كل ما يأتي بها من خلال لجان تحقيقية وأخرى بمتابعته الشخصية للوقوف على صحتها كما حصل في زياراته لهذا الغرض لجامعة بغداد وجامعة بابل واتخاذ الاجراءات المناسبة بشانها.
وفي الختام أجاب وزير التعليم العالي على جميع المداخلات والتساؤلات التي طرحها الحضور الذين أثنوا على ما قدمه في عرضه من عمل دؤوب يمكن أن يكون مفتاح نجاح الوزارة في تحقيق أهدافها النبيلة.
بدوره، أكد رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج، في الجلسة التي أدارها كل من الدكتور علي الجبوري والدكتور اسامة السعيدي، الجهود التي يتوجب على الإعلام أن يكون شريكا فيها بكل ما يتعلق ببناء المجتمع والدولة وتصحيح المسار لأجل الوصول لهذا الهدف ومن هذا المسار بنية التعليم العالي والبحث العلمي، مبينا أن اللقاء مع وزير التعليم العالي كان لهذا الغرض انطلاقا من الشراكة بين الاعلام والوزارة بكل عملها وطموحاتها لخدمة المسيرة في التعليم العالي والبحث العلمي.
وشكر السراج السهيل على تلبيته الدعوة وهو الجامع بين الاستاذية الأكاديمية كتدريسي جامعي وبين عمله النيابي لدورة كان هو فيها نائب رئيس المجلس‘ وبين كونه رجلاً تنفيذياً حكومياً من خلال منصبه وزيرا للتعليم العالي، مرحبا بالحضور المميز من النخب الاعلامية والاكاديمية والمثقفين ورؤساء تحرير الصحف والمراكز البحثية إذ بتواجدهم وبعقولهم النيرة تستكمل اشراقات ونشاطات المركز في كل جوانبها وبحرية وبافواه غير مكتومة ونسمو جميعاً بحب الوطن والحرص عليه ببناء دولة خالية من الفساد وتليق بعراقنا الغالي. وأوضح السراج أن هذا النشاط وبهذا الحضور تأكيد على أهمية تفعيل وترسيخ مفهوم العمل الجمعي وابراز دور الاكاديميين والمثقفين والاستفادة من خبراتهم للنهوض بواقع البلد لا سيما ونحن مقبلون على مرحلة من أهم مراحل الاستقرار ألا وهي مرحلة البناء والاعمار.