بغداد: مهند عبد الوهاب
ذكر مراقبون سياسيون، أن العراق بات يحظى باهتمام وثقة المجتمع الدولي وكذلك الدول العظمى وأصبح مرتكز الاعتدال في هذه المنطقة الستراتيجية من العالم، وبينوا أن سياسة العراق الخارجية تقوم على تهدئة الأوضاع وسحب فتيل الأزمات، وأن هذا الدور قد اضطلع به مؤخراً.
وقال السياسي المستقل، الدكتور عائد الهلالي، لـ"الصباح": إن "الاتصال الهاتفي الأخير الذي حصل ما بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والمستشار الألماني والذي تناول بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وكذلك المستجدات على الساحة الفلسطينية والإقليمية والدولية، أكد بما لا يقبل الشك أن العراق بات يحظى باهتمام وثقة المجتمع الدولي وكذلك الدول العظمى وأصبح مرتكز الاعتدال في هذه المنطقة الستراتيجية من العالم".
وبيّن، أن "التجارب الأخيرة تؤكد بما لا يقبل الشك أن العراق قد دخل كشريك أساسي ممكن الوثوق به دولياً، ومن هنا فإن حلحلة الأزمات يجب أن يكون للعراق دور فيها، عبر تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفاعلة خصوصاً أنه يتمتع بعلاقات متينة مع جميع تلك الأطراف"، مشيراً إلى أن "جولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التي بدأت من طهران أمس من باب السعي لإيجاد مخرج لتداعيات العدوان على غزة بحيث لا تذهب الأمور إلى شكل لا يمكن السيطرة عليه".
وأضاف، أن "عدم إيجاد مخارج للأزمات سوف يضر بالجميع، ولقد أكد رئيس الوزراء موقف العراق الثابت من القضية الفلسطينية وكذلك القضايا الأخرى التي تسبب زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وعليه فلإن جمع الأطراف الفاعلة على طاولة حوار من الممكن يمكن أن تنتج حلول لجميع المشكلات وبالأخص حل القضية الفلسطينية إذا توفرت الرغبة والجدية لدى القوى الدولية الكبرى بمشاركة دول المنطقة".
من حانبه، أوضح المحلل السياسي مجاشع التميمي، في حديث لـ"الصباح"، أن "العراق دولة محورية في المنطقة ويعتمد عليها في تقريب وجهات النظر والوصول للتسويات ومنها أزمة غزة، كون العراق يؤمن بقوة أنه لا يمكن ولا ينبغي السماح لإسرائيل أن تكون منصة يمكن من خلالها شن هجمات مروعة ضد الفلسطينيين، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني يعتقد بأن وقف العدوان على غزة ووقف إطلاق النار قابل للتحقق".
وأضاف، أن "المسؤولية الأخلاقية والشرعية تدفع لدعم الشعب الفلسطيني في غزة في دفاعه ضد العدوان العسكري الحالي، وفي الوقت نفسه، دعم المستقبل السياسي للفلسطينيين وهذا يعني استئناف العمل العاجل المتمثل في إعطاء أفق سياسي للشعب الفلسطيني". وبيّن التميمي، أن "زيارة السوداني لإيران ومحادثاته مع القيادة الإيرانية، ركّزت على المجالات التي يمكن التوافق بشأنها، حيث تحدّث السوداني مع وزير الخارجية الأميركي انتونيو بلينكن ببغداد والرئيس الإيراني في طهران عن ضرورة وقف شامل لإطلاق النار، أو الوصول إلى هدنة لأسباب إنسانية تسمح بتوزيع المساعدات وتسهيل إطلاق سراح مزيد من الرهائن، وإعطاء بعض الراحة لسكان غزة لالتقاط أنفاسهم وسط هذا القصف العنيف".
ونوّه، بأن "زيارة السوداني إلى طهران تهدف لدعم القضية فلسطينية، حيث كان الاجتماع مع الرئيس الإيراني يتمحور بالدرجة الأساس بشأن القضية الفلسطينية، وبيّن السوداني أننا نعمل بكل جد على فتح الممرات الإنسانية، وأن العراق أرسل قوافل من المساعدات لأهالي غزة". فيما أشار المحلل السياسي، محمد صلاح، في حديث لـ "الصباح"،إلى أن "قضية غزة والاحتلال الصهيوني شغلت الرأي العام الدولي، وهناك تخوف من اتساع رقعة الحرب، والعراق له دور بارز في التقليل من التأزم، وللعراق دور رئيس في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وحشد التدخل الإقليمي لتخفيف الضغط عليه".
وأضاف، أن "للعراق دور رئيسي في تهيئة الأرضية المناسبة لتخفيف الضغط ورفع المعاناة، وجولات رئيس الوزراء في هذه الفترة لوضع حلول لهذه الأزمة في الأراضي الفلسطينية، وقد يكون لزيارة وزير الخارجية الأميركي للعراق صدى ورسالة على الوضع الحالي والحرب الدائرة، وهذه الرسالة تؤكد أهمية دور العراق على العمل على تخفيف الوضع العام في المنطقة".
ولفت إلى أن "رئيس الوزراء زار الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتباحث وإيحاد حلول للمشكلات التي تكتنف المنطقة، لاسيما أن العراق البلد المحوري الذي يستطيع أن يلعب دوراً مهماً في التخفيف من اتساع رقعة الحرب وإطفائها".