حراك دولي لاحتواء التوتر في حدود لبنان الجنوبية

قضايا عربية ودولية 2023/11/08
...

بيروت: جبار عودة الخطاط 

اتصالات دولية كثيفة تجري مع لبنان، من أجل احتواء الوضع المتفجر على حدوده مع فلسطين المحتلة، بعد التصاعد الملحوظ في الاشتباكات النارية بين حزب الله والجيش الصهيوني، فبعد مرور شهر على انطلاق شرارة المعركة في فلسطين، ما زالت الأوساط المعنية دولياً ولبنانياً تسعى لعدم تطور الوضع بحيث يغادر قواعد الاشتباك بين الطرفين المراعى سقفها منذ عام 2006.

في وقت قام فيه الكيان الصهيوني بعمليات قصف تجاوزت هذه القواعد واستهدفت أهدافاً مدنية وصحفيين، وذهب ضحيتها عدة شهداء، كان آخرهم الأطفال الثلاثة وجدّتهم، بعد استهداف سيارتهم في جنوب لبنان. حزب الله من جهته حذّر تل أبيب من معادلة المدني مقابل المدني، وكانت له ضربات صاروخية استهدفت مستوطنة "كريات شمونة" ومناطق أخرى ردًا على العدوان الصهيوني. لبنان الرسمي من جهته أكد في رسائل موثقة للأمم المتحدة، أن جرائم الكيان الصهيوني في جنوب لبنان لا يمكن قبولها، وهي تنذر بتطور الوضع لمواجهة لا يمكن استيعاب عواقبها.

وسجّلت الساعات الأخيرة سخونة لافتة في حراك القلق الدولي حيال الجبهة اللبنانية، وكشفت مصادر لبنانية أمس الثلاثاء، عن أنّ "أطرافًا دبلوماسية دولية، حرصت على الإبقاء على خط التواصل ساخنًا مع الجهات الرسمية في لبنان، في مسعى لاحتواء التوتر المتصاعد على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وصولاً لتجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة". 

هذا وقد شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، على أن "لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي المرقم 1701، وبالتنسيق مع (اليونيفيل)، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على (إسرائيل) لوقف التعديات والانتهاكات (الإسرائيلية) اليومية على أرضه وسيادته برًا وبحرًا وجوًا".

في الأثناء، نشر الإعلام الحربي في "حزب الله"، مشاهد لعملية استهداف آلية لوجيستية تابعة للجيش الصهيوني في موقع البياض العسكري عند الحدود الجنوبية، وإصابتها بشكل مباشر، بينما أفادت المعلومات في جنوب لبنان، بأنّ "مسيّرة صهيونية شنّت غارة على أطراف بلدة محيبيب في جنوب لبنان، كما قصف جيش الاحتلال أطراف بلدة عيترون الجنوبيّة، كما أغار الطيران الحربي الصهيوني، صباحًا، على جبل اللبونة قرب بلدة الناقورة، في حين حلّق الطيران الاستطلاعي فوق قضاء صور والساحل البحري".

بدوره، زعم المتحدّث باسم الجيش الصهيوني، أفيخاي أذرعي، أمس الثلاثاء أنّ "طائرات حربيّة للجيش أغارت على أهداف لـ(حزب الله)، ردًّا على إطلاق القذائف الصّاروخيّة من لبنان نحو (إسرائيل) في وقت سابق أمس، وذلك بالتّزامن مع قصف مدفعي نفّذه الجيش"، موضحًا أنّ "من بين الأهداف المستهدَفة، مواقع عدّة تحوي على وسائل تكنولوجيّة ومستودع أسلحة وموقع إطلاق قذائف". 

في حين، أشارت وسائل إعلام صهيونية إلى أن السلطات المعنية طلبت من المستوطنين في الجليل البقاء قرب الملاجئ بسبب حادث أمني محتمل، بالإضافة إلى استمرار قطع العديد من الطرقات في الجليل. 

إلى ذلك، نشرت منصات "حزب الله" على مواقع التواصل الاجتماعي لائحة بـ 63 شهيدًا من الحزب ارتقوا خلال المواجهات مع الجيش الصهيوني في جنوب لبنان، وقد توزع الشهداء على امتداد خريطة لبنان من ناحية الانتماء الديموغرافي، في وقت شهد فيه جنوب لبنان أمس الثلاثاء تشييعًا حاشدًا وغاضبًا للشهداء الأطفال الثلاثة وجدّتهم ممن ارتقوا بعد الاستهداف الغادر لسيارتهم المدنية في منطقة عيترون مساء أمس الأول، وقد رفع المشيعون هتافات ساخطة تطالب بلجم العدوان الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود.