%70 من سكان غزة نزحوا قسراً عن منازلهم
القدس المحتلة: وكالات
القاهرة: إسراء خليفة
بينما تتواصل غارات العدوان الصهيوني على غزة، ذكر مكتب الإعلام الحكومي الفلسطيني أن 70 % من سكان القطاع المحاصر نزحوا عن منازلهم منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول الماضي، وفي وقت أبدت فيه وزارة الخارجية الروسية استغرابها من تصريحات وزير التراث الصهيوني بشأن إلقاء قنبلة نووية على غزة، مبينة أن ذلك يدعو للتساؤل بشأن امتلاك الكيان لهذا السلاح الفتّاك، صبّت بعثة تل أبيب في الأمم المتحدة جام غضبها على الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، متعهدة باقتلاعه من منصبه.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فجر أمس الثلاثاء، أن 70 % من سكان القطاع باتوا نازحين قسراً عن منازلهم.
وقال المكتب في بيان صحفي تحت عنوان: "أرقام وإحصاءات إنسانية مخيفة" إن 70 % من سكان قطاع غزة (2.3 مليون نسمة) باتوا نازحين قسرا عن منازلهم بسبب القصف والغارات الصهيونية المكثفة.
وأكد أن قطاع غزة قُصف بألف طن من المتفجرات بمتوسط 82 طناً لكل كيلومتر مربع، وذكر "المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان" - في وقت سابق- أن حصة الفرد الواحد من المتفجرات بفعل الهجمات الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة تتجاوز 10 كيلوغرامات.
إحصائيات مرعبة
وأضاف، أن نحو 2 % من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جراء هذا العدوان، إما شهداء أو جرحى بمتوسط: جريح كل دقيقة، 15 شهيداً كل ساعة، 6 شهداء من الأطفال كل ساعة، 5 شهداء من النساء كل ساعة، ولفت إلى أن: نصف مستشفيات قطاع غزة و62 % من مراكز الرعاية الأولية خرجت عن الخدمة، و50 % من الوحدات السكنية تضررت جراء القصف و10 % هدمت كلياً، و33 % من المدارس تضررت جراء القصف و9 % خرجت عن الخدمة، و14 % من مساجد قطاع غزة تضررت و5 % هدمت بشكل كامل.
ومنذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول الماضي، شن جيش الاحتلال الصهيوني حرباً مدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 10 آلاف فلسطيني، منهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وأصيب أكثر من 25 ألفا، كما استشهد 160 فلسطينياً واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
اقتحامات الضفة
واقتحمت قوات الاحتلال، أمس الثلاثاء، مناطق عدة من الضفة الغربية دارت خلالها مواجهات مع مقاومين فلسطينيين، كان آخرها اقتحام مدينة جنين ومداخل مخيمها حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال الصهيوني.
ويشهد المخيم، الواقع في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، أشكالاً جديدة وواسعة من اعتداءات جيش الاحتلال والاغتيالات منذ أحداث "طوفان الأقصى"، في محاولة لتقويض حالة المقاومة ومنع انتشارها إلى بقية أنحاء الضفة.
مهاجمة غوتيريش
من جانب آخر، هاجم المندوب الصهيوني لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أمينها العام أنتونيو غوتيريش، بعد انتقاده للقصف الصهيوني لقطاع غزة، معتبراً أنه "فقد بوصلته الأخلاقية".
وقال إردان في منشور على منصة "إكس": "لقد مر أكثر من 30 يوماً منذ أن تم ذبح أطفال جنوب إسرائيل عمداً على يد حماس، لكنك يا غوتيريش لم تقل شيئا عن مقبرة الأطفال التي حدثت في جنوب إسرائيل"، من دون أن يقدم أي أدلة على مزاعمه.
وتابع: "لقد فقدت بوصلتك الأخلاقية، ولا يمكنك أن تظل أميناً عاماً، ولو لدقيقة أخرى"، وأشار إلى أن أي ممثل للأمم المتحدة، يعقد مقارنة زائفة وغير أخلاقية، يثبت أنه يعاني من "تعفن أخلاقي"، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق أمس الأول الاثنين، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة إطلاق الأمم المتحدة وشركائها نداء مساعدات إنسانية بقيمة 1.2 مليار دولار من أجل 2.7 مليون فلسطيني.
وأضاف غوتيريش أن غزة أصبحت مقبرة للأطفال، حيث يُقتل أو يُصاب المئات من الفتيات والفتيان يومياً، وأعرب عن قلقه العميق إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي في غزة.
تساؤلات روسية
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الثلاثاء، إن تصريح وزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو الذي بدا وكأنه منفتح على فكرة شن كيانه ضربة نووية على غزة، يثير العديد من التساؤلات، منها أسئلة عن وجودها في البلاد.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية تصريحات للمتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا قالت فيها، إن تصريح وزير التراث الصهيوني المتطرف، عميحاي إلياهو، يثير عدداً كبيراً من الأسئلة، وأضافت أن السؤال الأول "هو ما إذا كانت (إسرائيل) تملك أسلحة نووية بالفعل".
وقالت:" اتضح أننا نستمع إلى بيان رسمي (كلام الوزير) حول وجود أسلحة نووية (في إسرائيل)"، وأضافت أن السؤال الثاني هو: "أين الجميع؟ أين المنظمات الدولية؟ أين الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ أين المفتشون؟"، واعتبرت الدبلوماسية الروسية أن تصريح الوزير الصهيوني يسلط الضوء على سبب رفض بلاده لوجود شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.
ولم تنس زاخاروفا توجيه الاتهامات إلى الولايات المتحدة، التي قالت إنها تسهم "بكل طريقة ممكنة في وجود هذه الأسلحة في (إسرائيل)، وقدمت لها الدعم الكامل في هذا الشأن".
وأوقف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو - الأحد الماضي - وزير التراث، الذي ينتمي إلى حزب يميني متطرف في الحكومة الائتلافية، عن اجتماعات الحكومة "حتى إشعار آخر"، وكان إلياهو أجاب عندما سئل - في مقابلة إذاعية عن خيار نووي افتراضي - أن "هذه إحدى الوسائل"، وأضاف أنه يؤيد قصف القطاع بقنبلة نووية، معتبراً أن مقتل الأسرى الصهاينة لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جزء من ثمن الحرب.
في سياق متصل، دعت روسيا، أمس الثلاثاء، إلى "هدنة إنسانية" خلال الحرب الصهيونية على غزة وضمان وصول الإمدادات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي دوري: "من المهم جدا أن تكون هناك هدنة إنسانية خلال العملية الإسرائيلية في غزة"، ووصف بيسكوف الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "كارثي".
وأضاف بيسكوف أن روسيا ستواصل اتصالاتها مع (إسرائيل) ومصر والفلسطينيين لضمان إمكانية وصول الإمدادات الإنسانية إلى غزة.
انحياز بايدن
في المقابل، نقل موقع "بوليتكو" عن "مذكرة" اطلع عليها، أن موظفين في وزارة الخارجية الأميركية وجهوا انتقادات لاذعة لتعامل إدارة بايدن مع الحرب بين الدولة العبرية و"حماس".
ووفقاً للمذكرة، قال الموظفون إن على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لانتقاد (الإسرائيليين) علنا، بما اعتبره موقع "بوليتكو" فقدانا متزايدا للثقة بين الدبلوماسيين الأميركيين في نهج الرئيس جو بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط، مضيفة أن ذلك يعكس مشاعر العديد من الدبلوماسيين الأميركيين، خاصة في الرتب المتوسطة والدنيا، وفقا لمحادثات مع العديد من موظفي الوزارة بالإضافة إلى تقارير أخرى من بينها ما أورده موقع هفنغتون بوست.
وإذا اشتدت هذه الخلافات الداخلية، فقد يزيد ذلك من صعوبة صياغة السياسة تجاه المنطقة على إدارة بايدن، ووفقا لـ"بوليتكو" فإن المذكرة تتضمن طلبين رئيسيين: أن تدعم الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، وأن توازن بين رسائلها الخاصة والعامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك توجيه انتقادات للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية ومعاملة الفلسطينيين، التي تفضل الولايات المتحدة عموما الاحتفاظ بها سرا.
وتنص الوثيقة على أن الفجوة بين الرسائل الخاصة والعامة الأميركية "تسهم في التصورات العامة الإقليمية بأن الولايات المتحدة جهة فاعلة متحيزة وغير نزيهة، وفي أفضل الأحوال لا تعمل على تعزيز المصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم، وفي أسوأ الأحوال تضر بها".
وجاء في الرسالة أيضا: "يجب أن ننتقد علنا انتهاكات إسرائيل للمعايير الدولية مثل الفشل في حصر العمليات الهجومية بالأهداف العسكرية المشروعة"، وأضافت أنه "عندما تدعم إسرائيل عنف المستوطنين والاستيلاء غير القانوني على الأراضي أو تستخدم القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، يجب علينا أن نعلن علنا أن هذا يتعارض مع قيمنا الأميركية لكي لا تتصرف إسرائيل من دون عقاب".
وقد تم تصنيف المذكرة بأنها "حساسة ولكنها غير سرية". ويذكر موقع "بوليتكو" أنه ليس من الواضح عدد الأشخاص الذين وقعوا عليها أو ما إذا كانت الوثيقة قد تم تعديلها بخلاف النسخة التي حصل عليها الموقع.
الجامعة العربية
من جانب آخر، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المشاهد المروعة في غزة بأنها لا يُمكن لأي ضمير تقبلها أو تبريرها، ولن تُمحى من ذاكرة الشعوب، محذراً من انعكاسات هذا الأمر مستقبلا على وعي الأجيال القادمة التي لن تنسى سياسة قتل المدنيين بالجملة التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وقال أبو الغيط، لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الثلاثاء، إن الوضع في غزة كارثي ويضع مبادئ حقوق الإنسان والقيم العالمية على المحك، في ظل ما يحدث من انتهاك كافة حقوق الفلسطينيين في غزة على يد القوة القائمة بالاحتلال، وفي مقدمتها الحق الأسمى، وهو الحق في الحياة، فضلاً عن حقوق أساسية كالحصول على الغذاء والدواء والمأوى، وغيرها من الحقوق التي انتهكت مع قصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة ومخيمات اللاجئين، وما يقوم به الاحتلال من تهجير قسري للسكان داخل القطاع الذي صار أكثر من نصف سكانه نازحين.