بغداد : نوارة محمد
يظن الكثيرون أن الحصول على قبول لدى كليات المجموعة الطبيَّة أمرٌ يحُدد قيمة الفرد ومصيرهُ في بلد مثل العراق، لكن حقيقة الحصول على مقعد في هذه التخصصات بالجامعات الحكوميَّة في غايَّة الصعوبة.
ويرى أغلب أولياء الأمور وحتى الطلبة أنفسهم أن الدراسة في تخصصاتٍ وأقسامٍ أخرى غير مُجديَّة ولا فائدة منها، ويلاحظ المختصون أن أعداد خريجي التخصصات الطبيَّة والتمريضيَّة باتت تفوق الحاجة، قياساً لعدد السكان نتيجة كثرة الكليات الأهليَّة وسهولة آليات الانخراط في مقاعد الدراسة.
وتّعد مديرة إعداديَّة الثورة العربيَّة ابتسام إسماعيل دخول أبنها إلى كليَّة طب الأسنان أمرًا يزيدها فخرًا ووجاهة في المجتمع، وهي مستعدة بحسب تعبيرها "لدفع دم قلبها" حتى تراه من خريجي هذا القسم، وترى أيضا أن هذا يرتبط بنسبة كبيرة بالتعيين المركزي، الذي تضمنه هذه الاقسام على عكس خريجي طلبة الاقسام الأخرى.
وتقول إن "حصول ابني على قبول في كليَّة طب الأسنان، أمرٌ قضيت سنوات عمري أسعى لتحقيقه.. ليست الوجاهة الاجتماعيَّة وحدها فحسب، بل ضمان العمل في القطاع الحكومي والأهلي لحاملي هذه الشهادات، يعزز أهميَّة أقسام المجموعة الطبيَّة في البلاد."
في هذا السياق تأتي مطالبات بتخصيص 15 بالمئة من نسب قبول المجموعة الطبيَّة للمتميزين، إذ خاطبت لجنة التربيَّة النيابيَّة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بتخصيص 15 بالمئة من نسبة القبول بالمجموعة الطبيَّة لخريجي السادس الإعدادي من مدارس المتميزين، فضلاً عن فتح قناة خاصة لقبولهم.
وأفادت بذلك عضو اللجنة زيتون الدليمي عبر تصريح لـ "الصباح"، موضحة أن "الإجراء سيسهم في دعم مدارس المتميزين علميا، لكونهم لا يتميزون بالقبول المركزي عن أقرانهم ونوع الدراسة المركزة والصعبة، التي درسوها طوال مدة تعليمهم في مدارس المتميزين".
واكدت الدليمي أن "هناك اهتماما كبيرا من اللجان النيابيَّة المعنيَّة بهذه الشريحة، كونهم درسوا ست سنوات متواصلة بمناهج صعبة وباللغة الانكليزيَّة، ما يتوجب إنصافهم بمسألة القبول المركزي، ليأخذ كل منهم استحقاقه العلمي"، منبهة على أن اغلبهم حصلوا على معدلات وصلت إلى 100 بالمئة، بالرغم من صعوبة الاسئلة الوزاريَّة .
ونوهت الدليمي بأن أغلب ذوي خريجي مدارس المتميزين يضطرون سنويا إلى تسجيل أولادهم بالكليات الأهليَّة، لتحقيق طموحهم بدخول المجموعة الطبيَّة، بيد أن الاقساط السنويَّة لهذه الكليات ارتفعت بشكل كبير ومبالغ فيه، داعيَّة الجهات المعنيَّة الالتفات لهذا الأمر، كون الأجور لا تتناسب مع دخل الأسر الشهري، ما يضعهم في حيرة أمام مستقبل أولادهم
المتميزين.
من جهته، قال أحمد علي كريم "حصلت على معدل 91 بالمئة.. ولكن رغم ذلك تم قبولي في كليَّة علوم، ومن المؤكد أن امتعاضنا لن يغير من الأمر شيئا، وإلى الآن لم نحصل على استجابة سريعة أو اهتمام مؤسساتي. نعم، عدم رغبتي بهذا الاختصاص حطمت أحلامي، لأنني غير قادر على الانخراط بحشود الجامعات الأهليَّة."
وفي ما يتعلق بالقبول في المجموعة الطبيَّة والمطالبات بزيادة المقاعد أوضح الناطق الاعلامي باسم وزارة التعليم العالي حيدر العبودي أن "القبول المركزي للعام الدراسي الحالي، قد اعتمد على الإجراءات المطبقة ذاتها في الأعوام السابقة، إذ يطبق التنافس بشكل أساسي على برنامج إلكتروني يعتمد بالدرجة الأساسيَّة على معدلات الطلبة وعدد المقاعد الدراسيَّة المتوفرة وأيضاً على التنافس بين الطلبة". ويشير إلى أن الزحم على هذه الاقسام والإصرار عليها وترك المئات من التخصصات الأخرى مشكلة الأساسيَّة تتسبب بحدوث أضرار على التنسيق والموازنة بين الأقسام.