تأثير طه حسين في الثقافات الأفريقيَّة

ثقافة 2023/11/12
...

 القاهرة : إسراء خليفة 

نظم المجلس الأعلى للثقافة المصريَّة بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين ندوة بعنوان “طه حسين وتأثيره على الثقافات الأفريقيَّة” بمشاركة باحثين من الدول الأفريقيَّة.

والندوة التي أدارها أستاذ مساعد بكلية الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة الدكتور سيد رشاد تحدث عنها باحث في الدراسات الأفريقية من دولة “تشاد” صالح إسحاق عيسى عن تراث طه حسين وفكره وثقافته، ووصفه بأنه {شخصية جدليَّة}،.

وقال إن: أول كتاب قرأته له هو كتاب “المعذبون في الأرض” الذي يحاكي حال البؤساء، موضحاً بأنّه “مهما اختلفنا في تقاليدنا وبعدنا التراثي إلا أنّنا جميعا في مجتمعاتنا الافريقية نواجه المشكلات نفسها”.

وأضاف أن: طه حسين اتبع منهجا علميا ديكارتيا “أنا أشك إذن أنا موجود”، ومنهج الاستقراء، يفترض الفروض ويضع المقدمات في صالح فروضه ليصل للحقيقة سواء نفياً أو إثباتاً.

وتابع أنَّ “طه حسين واجه مشكلا، لأنّه أنكر الوجود التاريخي لسيدنا إبراهيم وكذلك اسماعيل، واتهموه بالزندقة، بينما آيات سورة البقرة تدل على وجود حقيقي لكل من إبراهيم وإسماعيل”، موكداً في أن كتابه “الأيام” يعتبر سيرة ذاتية

له. 

من جهته، قال مندوب المنظمة التعليميَّة الأفروسطيَّة الباحث إسماعيل أسف دانكوما من أفريقيا الوسطى إنَّ “طه حسين ما زال حيّاً بيننا، نتوافق معه في بعض أفكاره ونتعلّم منها، وقد كان له تأثير على الثقافات الأفريقية، والدور الكبير في إصلاح شؤون الدولة، والتعليم على الرغم من أنه قد ولد في أسرة فقيرة، والتحق بالكتاب وحفظ القرآن ثم التحق بالأزهر وكان دائما يحاول أن يكون له مكان في إصلاح الثقافة”.

من جانبه، قال الباحث السياسي والمهتم بالأدب الأفريقي أبوبكر عبد القادر كونتا من دولة مالي، إن “الحديث عن طه حسين بعد مرور 50 عاماً على رحيله يحتاج العديد من الندوات، وإذا نظرنا من حيث النشأة والتعليم والإنجازات التي قدمها للعالم العربي والافريقي نجد أننا لا نستطيع أن نوفّي حقه”، موضحاً: أن “طه حسين أثبت لنا أن الثقافة ليست محصورة في المدارس والمعاهد النظاميَّة”، وهذه المقولة تفسر فكر هذا الرجل العظيم.

وقال الأمين الثقافي بالاتحاد العام للطلبة الأفارقة بمصر حسن سويد من تنزانيا: لقد تأثرت بطه حسين في مرحلة الثانوية العامة حيث درسنا كتاب “الأيام” الذي هو سيرة ذاتية له،  ومن وقتها بدأت اقرأ له معتبراً أن  كتابه “مستقبل الثقافة” من أهم الأعمال التي لها تأثير كبير على مستوى الثقافة الأفريقية، إذ أعطى في هذا الكتاب فكراً لو تم تطبيقه على مستوى الدول الافريقية سيحدث تقدم كبير في مجال التعليم.