بغداد: مآب عامر
لطالما اقترن اسم الشاعر الراحل محمد علي الخفاجي مع نتاجات المسرح الشعري وجوائزه، لا سيما مسرحيّة «ثانية يجيء الحسين» التي فازت بجائزة الجامعة العربيّة، وكذلك جائزة المسرح العراقيّ في ستينيات القرن الماضي، وجائزة الأونيسكو لمسرحية «أبو ذر يصعد معراجَ الرفض»، وجائزة المسرح العراقيّ عن مسرحيته الشعرية «وأدرك شهرزاد الصباح»، في حين حازت «حين يتعب الراقصون ترقص القاعة» جائزة اتحاد الكتاب المغاربة، مع مسرحيات شعرية أخرى مثل «أحدهم يسلم القدس هذه الليلة، وحرية بكف صغير، ونوح لا يركب السفينة»، وغير ذلك.
هذا الدور الجوهري والمتميز كان فرصة مهمة لاستعادة روح الشاعر محمد علي الخفاجي عبر اطلاق الدورة الأولى من «مهرجان كربلاء الشعري» باسمه. وقد ولد الشاعر محمد علي الخفاجي (1942-2012) في مدينة كربلاء المقدسة، واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، حصل على شهادة البكالوريوس من كلية التربية- جامعة بغداد عام 1965، وقد درسته الشاعرة نازك الملائكة لأكثر من عامين، كما يقال وفقا للمصادر، إن موهبته قد ظهرت منذ أن كان صغيرا، وتمكن من المتابعة والاطلاع حتى أصبح من الشعراء المتميزين، كما وأصدر الراحل العديد من المجاميع الشعريّة منها: «شباب وسراب، ومهراً لعينيها 1965، ولو ينطق النابالم، ولم يأت أمس سأقابله الليلة، يحدث بالقرب منا، البقاء في البياض أبداً، والهامش يتقدّم». وقد اختتم يوم الجمعة الماضي فعاليات مهرجان كربلاء الشعري، دورة الشاعر الراحل محمد علي الخفاجي.. هذا المهرجان الذي يعد الأول من نوعه في محافظة كربلاء المقدسة أقامه إتحاد أدباء المحافظة للفترة من 9/10 تشرين الثاني الحالي في قاعة الإدارة المحلية في مبنى المحافظة، وبرعاية المحافظ المهندس نصيف جاسم الخطابي الذي أكد دعمه للنشاطات الثقافيّة والأدبيَّة، قد شهد حضوراً متميزاً للشعراء والأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في البلاد. وتخلل حفل افتتاح فعاليات اليوم الأول من المهرجان الذي أقيم أيضا بحضور عائلة الراحل الشاعر محمد علي الخفاجي ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية الدكتور عارف الساعدي والأمين العام لإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، تلاوة آيات من الذكر الحكيم على أرواح شهداء الوطن وشهداء غزة الفلسطينية، ومن ثم الاستماع للنشيد الوطني، وكلمات لكل من رئيس إتحاد أدباء كربلاء الشاعر سلام البنّاي، والمحافظ المهندس نصيف جاسم، والدكتور نؤاس نجل الفقيد الشاعر محمد علي الخفاجي، ومستشار رئيس الجمهورية الشاعر عارف الساعدي، والأمين العام لإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، ثم عرضت قصيدة مسجلة بعنوان (إنها كربلاء) للخفاجي، وفيلم وثائقي عن المدينة المقدسة. كما واهتمت أنشطة مهرجان كربلاء الشعري بعقد جلسات خاصة بالقراءات الشعريَّة، فضلاً عن جلسات نقدية ركزت على نتاجات محمد علي الخفاجي من جانبي المسرح والشعر، منها: التداخل النصي في مسرحية “نوح لا يركب السفينة” للكاتب المسرحي محمد علي الخفاجي، وفاعلية المكان في مسرح محمد علي الخفاجي، وجماليّات الصمت في مسرحية “ثانية يجيء الحسين”، وبناء المفارقة في مسرحية الجائزة للكاتب المسرحي محمد علي الخفاجي، الخطاب الموازي في تجربة محمد علي الخفاجي المسرحيّة.