سيف العامري.. عالم الانطباعيَّة التعبيرية

ولد وبنت 2023/11/13
...

  سرور العلي

تأثر الفنان الشاب سيف العامري بالمدرسة الكلاسيكية القديمة، لأن أعمالها تحاكي الماضي على طبيعتها الحرة، وقد تطلع بنظرة الثاقب، وذوقه السليم المستند إلى الخبرة الرصينة إلى موضوعاتها، وفنانيها وألوانها، فاستلهم منها قاعدة أولية للانطلاق إلى عالم الفن، إضافة إلى تميز لوحاته الفنية بأنها تنطوي على عالم من الانطباعية المعبرة، وسبب ذلك، لأنه شغوف بالطبيعة إلى حد كبير، ولأنها تحمل نسيجًا من ألوان الطيف الشمسي، كما أن لديه موهبة أخرى، وهي صناعة المصغرات، لإيصال رسالة عن الارث الحضاري، وعمل مجسمات للبيوت العراقية القديمة والتراثية، كالشناشيل والشرفات البغدادية، إضافة إلى شغفه بكتابة الشعر، والمقالات الأدبية.
وأكد أنه دخل عالم الفن من خلال موهبته، ومخيلته بالأشياء المحيطة به، ورسمها في ذهنه، وبدأ حينذاك بالتخطيط اليومي، والتمارين المكثفة، ورسم كل ما حوله، والقيام بتجربة العديد من الخامات الفنية، من الاكرليك، والفحم، والرصاص، والمائي، ومن ثم الزيتي.
ولفت إلى أن رسالته من خلال أعماله الفنية، هي أن المتلقي لا بد أن يتحلى بكل ما هو جميل، ويستطيع كلٌ منا صناعة حياة ممتعة بمفردهِ، فالفنان عن طريق اللوحة الفنية، والموسيقي باللوحة الموسيقية، والشاعر والأديب من خلال اللوحة الكلامية، وهكذا تضمي الحياة بصناعة الجمال، في كُل زاوية من زوايا بلدنا.
وحول فن المصغرات بين “هذا النوع من الفن كبير، ولديهِ شعبية واسعة على صعيد العالم، فمن خلاله يعيد الفنان تدوير المواد التالفة، لذلك يسمى صانع المصغرات بصديق البيئة، كونه يقوم بجمع المخلفات الصناعية، والأخشاب، والأوراق، والبلاستيك وغيرها من المواد، وحتى الحديد منها، ويصنع من خلالها الأعمال الفنية. ويستخدم لهذا الغرض الكثير من المواد والأدوات ومنها، ورق الكرتون المقوى، ومادة الفوم أو الفلين، والخشب، والمواد اللاصقة والألوان، ويقوم بإعطاء واقعية للعمل، بطريقة أو أسلوب بروز الطبقات اللونية، كعمل جدار يوحي بأنه في زمن الأربعينيات أو الخمسينيات.
وأشار إلى أنه واجه الكثير من التحديات في بداية مشواره الفني، لأنه دخل في عالم قابل للنقد، ويتوجبُ عليَه تقبل كل ما يتوجهُ له، من إرشاد فني أو نقدٍ من رواد الفن التشكيلي والكبار منهم، لكي يصقل موهبته على مسار صحيح، ويظهر قدراته الفنية بأبهى صورة.
لديه معرض فني شخصي، تضمن سبع عشرة لوحة بمختلف الخامات الفنية، ومعرض آخر مشترك للشناشيل البغدادية، وآخر لفن الكولاج أقامه على أرضية المتحف المتجول الثقافي في القشلة، ولديه العديد المعارض المشتركة في جامعة بغداد بمتحف التاريخ الطبيعي، ومعرض في قاعة كولبنكيان، كذلك له العديد من الأنشطة ومنها، تقديم ورشات رسم باستعمال الألوان الزيتية للأطفال والكبار، وتوفير رسومات ذات محامل مختلفة لقاعات العرض، واستقبال الزوار، والعمل كمرشد فني، وتقديم عروض تثقيفية باستعمال الباوربوينت، وتنظيم صالات العرض، وترتيب اللوحات بحسب نمط الألوان، والإسهام في زيادة تنمية أعداد الرواد للمعارض الدائمة، ويطمح للمزيد من المشاركات
الفنية.
نال العديد من الشهادات التقديرية ومنها، شهادة من المتحف المتجول الثقافي، برئاسة الأستاذ هاشم طراد، ومن جامعة بغداد بمتحف التاريخ الطبيعي، وأخرى من د.علي عويد في قاعة كولبنكيان، وحاصل على شهادة الإجازة في الرسم باستعمال الألوان الزيتية، من أكاديمية موهوب للفنون. ويسعى العامري ليكون فناناً حقيقياً، بخدمة الفن في العراق، لأننا نعيش وسط الكثير من الأزمات والحروب، وعدم القدرة على النهضة الذاتية، وعدم تلقي الدعم.
وختم العامري حديثه بالقول: “نأمل من الجهات المختصة والمعنية أن تمنح الدعم اللازم للفنان العراقي، لا سيما أنه بالرغم من كل الظروف والارهاصات يصنع المستحيل، فنحن بلدٌ ولآدٌ للكفاءات والعلماء، والأدباء والفنانين على مر العصور».