بغداد: كاظم لازم
تصوير: نهاد العزاوي
متعة العودة لموسيقى وموشحات أستاذ الأجيال الموسيقار روحي الخماش التي لحنها قبل نصف قرنٍ، استعادها بصوته الفنان المغترب إحسان الإمام من خلال حفلٍ كبير أقامته دائرة الفنون الموسيقيَّة على قاعة الشعب. الحفل الذي حضره عددٌ كبيرٌ من الفنانين والموسيقيين ومتذوقي الغناء.. ابتدأه المايسترو علاء مجيد المدير العام لدائرة الفنون الموسيقيَّة بالحديث عن "أهميَّة وتأثير موسيقى وألحان روحي الخماش في ذاكرة أجيال موسيقيي العراق"
، ليتطرق بعدها الى "افتتاح قاعة الشعب بعد إغلاقها الذي دام سنواتٍ طويلة لتشهد خلال الأيام المقبلة العديد من الحفلات الموسيقيَّة منها إقامة حفلٍ كبيرٍ تضامناً مع الشعب الفلسطيني، إذ شاركت فيه فرقة لبنانيَّة وفلسطينيَّة ومن المقرر أنْ يقام الحفل في العشرين من شهر تشرين الثاني الحالي".
الفرقة التابعة لدائرة الفنون الموسيقيَّة بقيادة المايسترو أحمد عبد الجبار شاركت الفنان إحسان الإمام ليغني موشحات الراحل روحي الخماش منها: "اجفوة ام دلال"، "حبيبي عاد لي" كلمات خالد الشطري، كذلك موشح "ياهلالا" كلمات الشاعر محمد سعيد الحبوبي وموشح "أيها البدر" لتقدم الفرقة الموسيقيَّة بهذه الأثناء معزوفاتٍ ومقطوعاتٍ لروحي الخماش وهي سماعي نهاوند وأفراح الشباب وليل بغداد.
الفنان إحسان الإمام قال: "لي الشرف الكبير أنْ أعيدَ هذا التراث الكبير لمعلمي وأستاذي روحي الخماش بعد غربة 30 عاماً خارج العراق شعرت بالحنين الى بغداد واستعادة هذا الفن الجميل الذي تعلمته من معلم الأجيال في فن
الموسيقى".
قالوا عن الحفل
الموسيقي جمال السماوي قال: "بعد دخولي معهد الفنون الموسيقيَّة عام 1974 قام بتدريسي الموسيقار روحي الخماش لأتعلم منه الكثير، فقد كان معلماً محترفاً، يكتبُ النوطة الموسيقيَّة والشعر على السبورة لنتعلم منه صناعة روح التلحين، فقد كان الفنان المغترب إحسان الإمام مع الراحل عامر توفيق من أهم الطلبة الذين أشرف على
تدريسهم".
أما المطرب محمد الشامي فقال "لقد كان معلمي الأول عند تقديمي لأكون أحد أعضاء فرقة الإنشاد الإذاعي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، رفض طريقة غنائي ولم يقبلني بالفرقة، كونه كان فناناً صعباً في الاختيار، وحفلُ اليوم كان متعة كبيرة لاستعادة هذه الألحان
الخالدة".
الخبير الموسيقي حبيب ظاهر العباس أكد "يعدُّ الحفل استذكارا لأستاذ الأجيال روحي الخماش فقد استمعنا لروعة الموسيقى والموشحات وتعلمنا منه الكثير عند وصوله من فلسطين الى العراق 1948 ليسهم في إثراء روح الموسيقى لتتخرج الكثير من الأجيال التي تعلمت منه روعة وروح الموسيقى".
أما الفنان الدكتور سعد الحديثي فقال "كان الحفل رائعاً تعلمت منه الكثير فقد كنت معه في جمعيَّة الموسيقيين العراقيين ومعي الملحن الكبير علاء كامل، ما زالت أعماله وموشحاته حيَّة في ذاكرة موسيقيي العراق منها (يا إله الكون) الذي تعودت عليه الأسرة العراقيَّة عند الإفطار في شهر رمضان
المبارك".
يذكر أنَّ الموسيقار روحي الخماش (1923 – 1998) عازفٌ وملحنٌ من أصل فلسطيني جاء الى العراق وأحبَّه واستقرَّ فيه منذ العام 1948 الى رحيله. كان لـه دورٌ كبيرٌ في تطوير الموسيقى العراقيَّة والحفاظ عليها، وازدهار الحركة الموسيقيَّة في العراق، أسس فرقاً فنيَّة أسهمت بدورٍ كبيرٍ في حفظ التراث الفني العراقي وتطويره، مثل فرقة الموشحات، وفرقة الإنشاد العراقيَّة، وفرقة خماسي بغداد، التي تحول اسمها إلى (خماسي الفنون الجميلة) وغيرها من الفرق التي تركت بصمة واضحة في مسيرة الفن والغناء والموسيقى العراقيَّة خلال النصف الثاني من القرن
العشرين.