باسم مُغنية لـ { الصباح }: صعوبة اللهجة العراقيَّة لن تقف عائقاً لأداء دور مميز

منصة 2023/11/16
...

 بيروت: غفران حداد 

يعد باسم مغنية من الذين تميزوا بالتمثيل والإخراج، وأثبت بجدارة اتقانه أداء الكثير من الأدوار الصعبة.. التحق بالمعهد العالي للفنون الجميلة في لبنان، وتخصص في اﻹخراج، وفي آواخر التسعينيات بدأت انطلاقته الفنية في التمثيل المسرحي، كما كانت له تجارب في الغناء الإخراج والإعلانات، والعديد من الأعمال الملفتة، مثل (ثورة الفلاحين، درب الياسمين، ياسمينة، كل الحب كل الغرام، سكر زيادة، للموت، أسود، 24 قيراط، قيامة البنادق، العشق المجنون) وغيرها، وقد تمكنت جريدة "الصباح " من الحديث معه هاتفيا عبر هذا الحوار:

 كيف وجدت أصداء دورك في مسلسل (الأجهر)؟ ولماذا نجد سطوع نجومية الفنان اللبناني فقط في الدراما العربية المشتركة؟

- تجربة مسلسل (الأجهر) كانت جميلة جداً، وكان المخرج والمنتج الاستاذ أنور الصباح قد طلب مني أداء هذا الدور، وهو من الأدوار المهمة جدا، وأنا أحب المشاركة بدور مصري مع النجم العربي، وتصنيف الاشتراك بعمل "لبناني مصري" أو "لبناني خليجي" لا اعتبرها دراما عربية فقط، مثلا مسلسل (للموت)، الذي كان من بطولتي والنجمتين ماغي بو غصن ودانيالا رحمة. 


 قدمت دوراً ارستقراطيا ظالما في مسلسل "ثورة الفلاحين"، الذي يروي جزءًا من تاريخ لبنان في القرن 19، برأيك لماذا تعلق الجمهور بهذا العمل، ولازالت نسب المتابعة عالية عبر منصة "اليوتيوب"؟ ولماذا الأدوار الشريرة والرومانسية تجذب الجمهور أكثر؟

- شخصية (رامي) التي مثلتها في مسلسل (ثورة الفلاحين) هي تحدٍ بالنسبة لي، لأنني أحاول دائما أن أتحدى ذاتي بالأدوار الجديدة. صحيح هو دور شرير، لكن من الممكن للممثل أن يعمل عشرة أدوار شريرة، إلا أن كل شخصية هي مختلفة عن الأخرى، والشخص الشرير له ظروفه من نشأته التي تجعل هذا الشخص شريرا ومختلفا عن الآخر. وكانت شخصية (رامي) شريرة لأن لديه مشكلة نفسية. 

المسلسل "الحمد لله" لاقى نجاحاً باهراً، لأن جميع عناصر العمل متكاملة من ناحية النص، الاخراج، الإنتاج، الممثلين، الأزياء.. وقريبا سوف يعرض على منصة شاهد، لذا أنا أعدّه من أجمل الأدوار التي انجزتها في حياتي.. وأنا فخور بهذا الدور كثيراً. 


 هل لديك تحضيرات وتصوير لعمل يعرض نهاية العام أو لرمضان 2024؟

- لدي أكثر من عمل سيتم تصويره بما تبقى من عام 2023، لكن لا تزال قيد القراءة، وأيضا هناك أعمال تحضّر لرمضان 2024 إلا أنني سأتحدث عنها في وقتها. 


 شاركت بأفلام جميلة مثل، (السر المدفون)، و(33 يوم).. أين أنت اليوم من السينما؟ لماذا هذا الغياب؟ 

- إذا وجدت أعمالًا سينمائية مهمة، فيها رسالة وأهداف فبالتأكيد سأعمل في السينما، فأنا لا أعمل في السينما لمجرد أنه عملٌ يطرح عليّ، خصوصا الآن، لأن السينما في حالة ركود بعد موجه "فيروس كورونا"، وكذلك الأزمة الاقتصادية التي نعيشها منذ العام 2019 . 

"وإن شاء الله" ستكون لي مشاركة في السينما اللبنانية في عام 2024، فالسينما اللبنانية هادفة وناجحة، وشاركت في مهرجانات محلية ودولية وعالمية مهمة. 


 رغم جمال صوتك، ولكنك لم تستمر في مجال الغناء سوى تقديم "كليبات" بين مدة وأخرى. ما السبب في ذلك؟ 

- صوتي ليس جميلا، لكنه نظيفاً ولديّ احساس جميل إلا أنني لا أمتلك صوتا مطربا وأتمكن من النزول للساحة الغنائية لأغني.. بطبيعتي أنا رجل خجول، وأفضل أن أكون رقما واحدا في مجال عملي كممثل، كان حلمي أن أكون مطرباً، لكني -عن قناعة- لا أمتلك صوتاً جميلا، وبالتالي فأنا أجد نفسي في موهبة التمثيل والإخراج، رغم أن لدي إحساسا عاليا في اختيار الكلمة واللحن، وقد غنيت لأني أحب أن أغني، ولكن ليس هدفي أن أكون مطرباً الآن. 


 صرحت في لقاء سابق أنه في طفولتك عملت في فصل الصيف "ديليفري" في دكان، ميكانيكي و"سمكري" وفران ودهان بالكهرباء، حتى توفر قسط الدراسة ليس فقراً، ولكن كي تتعلم معنى العمل؟ هل تشجع على عمل الأطفال بمهن لا تناسب أعمارهم؟ 

- توجد أعمالٌ كثيرةٌ لا تناسب الأطفال، وهذا الوقت يختلف عن الطفولة التي عشتها.. فالطفل الآن  بعمر عشر أعوام يفهم أكثر من الطفل، الذي كان عمره خمسة عشر عاما في الأجيال السابقة، الآن في زمن العولمة والانفتاح عبر الانترنت وثقافات الشعوب، بات الطفل لديه خيارات مختلفة، كما أن الأعمال التي مارستها بطفولتي علمتني معنى الرجولة والاعتماد على النفس.. الأعمال في طفولتي ساعدتني وعلمتني على الإصرار والنجاح، وألا أضعف أمام أية عقبة أو فشل يمر في حياتي. 


 اليوم، لماذا المرأة في الوسط الفني لديها حظٌ أوفر من الممثل الرجل، حتى أن بعض الوجوه عمرها الفني قصير، ولكن لديها أدوارًا بطولة أكثر من النجوم الرجال؟

- في الدراما العربية المشتركة، المرأة اللبنانية لديها حضور من ناحية الجمال والأناقة والأداء، فوجدت الساحة الفنية العربية من تواجدها في هذه الأعمال ستكون خطوة مميزة، ولكن الاهتمام بالشكل، أصبح موجودا الآن لدى جميع النساء بسبب الانترنت وآخر صيحات الموضة، وأصبحت المرأة العربية أنيقة جدا ولبقة، لكن الممثلة اللبنانية مواكبة أكثر في الدراما، خصوصا مع بدء انتشار الدراما التركية، وما زال لدينا فنانون يجيدون الأداء، كما أنني أرى حالي في ممثلين كثار. 

بالتأكيد يوجد من الممثلين من لا يستحق أن يكون في الوسط الفني، ولكن بمجرد أن تمثل لبنانية في مرحلة الدراما المشتركة تكون لها حصة في البطولة، والشباب أيضا لديهم بطولة سواء في مصر، تونس، سوريا أو الخليج، فلهذا نجد أن البطولة العربية، ليست حصرا على ممثلين لبنانيين فقط. 


 هل من الممكن أن نراك بعمل درامي عراقي وتمثل باللهجة العراقية؟ 

- أنا أعدُّ الوطن العربي كله، وطن واحد، فلا مانع من تمثيلي باللهجة العراقية بمسلسل عراقي لبناني مشترك، لكن أكيد ستكون "اللكنة" عائقاً، لكن إذا كان العمل ضخم ومميز فأنه يستحق أن أدرب نفسي على الشخصية، وأتمرن على اللهجة العراقية.