قرارات اللحظات الأخيرة القاتلة

بانوراما 2023/11/16
...

 ريان متسلاشلان

 ترجمة: شيماء ميران

قد يراجع الجميع قراراتهم على الأقل مرة ويتساءل "ماذا لو....؟"، فكان من الممكن أن تبدو حياتك مختلفة فيما لو خالفت حدسك تجاه امر معين، وربما تكون إلى الأفضل أو الأسوأ. والتاريخ مليء بسيناريوهات مختلفة لقرار "ماذا لو؟"، ويوجد الكثير من قرارات اللحظات الاخيرة التي غيّرت التاريخ إلى الابد.

في العام 1865، اقدم "جون ويلكس بوث" على اغتيال الرئيس الاميركي "ابراهام لينكولن" في مسرح فورد وسط العاصمة واشنطن. ماذا لو قلنا انه كان من الممكن تجنب وفاته، لولا ان القرار اتُخذ في اللحظات 

الاخيرة؟.

في بادئ الامر، كان من المقرر أن يحضر "لينكولن" وزوجته مسرحية "ابن عمنا الاميركي" برفقة الجنرال "يوليسيس غرانت" وزوجته. لكن تلك الخطة فشلت، إذ كانت "جوليا غرانت" لا تستلطف "ماري لينكولن" ولم تكن تود الذهاب. وبذلك اختارت هي وزوجها عدم الانضمام للرئيس لمشاهدة المسرحية، والسفر إلى نيوجيرسي بدلا من ذلك لزيارة اطفالهما.وبقيَّ الرئيس راغبا بحضور العرض، ويعود ذلك جزئيا، إلى أن الجمهور كان يتوقع رؤيته هناك، لذلك لم يغيرا خطتهما وحضرا المسرحية.


"لدي حلم"

هو عنوان الخطاب الذي ألقاه "مارتن لوثر كينغ جونيور" أواخر آب من العام 1963 من على درجات نصب لينكولن التذكاري، وأمام حشد جماهيري فاق عدده 250 الف شخص واثناء مسيرة واشنطن، ليصبح أحد أهم واشهر الخطابات في التاريخ الاميركي.

تحدث "كينغ" عن الأحلام في خطاباته لسنوات. مع ذلك، لم يكن ينوي قول جملة "لدي حلم" بالتحديد، حتى صرخت منشدة الانجيل "ماهاليا جاكسون" قائلة: "اخبرهم عن الحلم يا مارتن"، فقال كلماته الشهيرة.


الحرب العالمية الأولى

في أواخر حزيران 1914، اقدم "غافريلو برينسيب" على اغتيال الارشيدوق "فرانتس فرديناند"، الحادث الذي زاد من توتر وتشنج الاوضاع في جميع انحاء أوروبا، ليقدح شرارة الحرب العالمية الاولى. وما لا يعرفه الكثيرون أن القرار تم اتخاذه في اللحظات الأخيرة والذي حوّل نداء قريب إلى عملية اغتيال.

تمركز "برينسيب" وخمسة من المتآمرين الاخرين صباح الثامن والعشرين من حزيران، على طول الطريق، الذي كان من المقرر ان يسلكه الارشيدوق وزوجته عبر سراييفو. وفي الساعة العاشرة وعشر دقائق صباحا تقريبا، ألقى أحدهم قنبلة يدوية على سيارة فرديناند، وحين رآها السائق زاد من سرعته لتنفجر العبوة اسفل السيارة التي كانت تسير خلفهم.

بعد أن فشلت عملية الاغتيال، ذهب "برينسيب" إلى محل لبيع الاطعمة المعلبة، وما ادهشه هو توقف سيارة الارشيدوق في الخارج، إذ كان فرديناند وزوجته قد قررا التوجه إلى المستشفى لزيارة ضحايا الانفجار، لكن السائق اخذ منعطفا خاطئا، وحين حاول العودة إلى الخلف توقف محرك السيارة، ما سمح للقاتل بسحب مسدسه واغتيال الزوجين.


فشل اغتيال كاسترو

وضعت الولايات المتحدة عدة خطط لاغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، وكان من بينها وضع السم في الآيس كريم المفضل لديه، والخطة الأخرى إرسال إمرأة جذابة تستطيع إغراءه وقتله. لم يستمر الامر بحسب المخطط له. إذ اختارت المخابرات الأميركية "ماريتا لورينز" لتنفيذ المهمة، فسافرت إلى كوبا ومعها حبوبا سامة، ورغم لقائها بكاسترو والخلوة به لكنها لم تستطع قتله. وبحسب ما ذكر ان كاسترو ذهب إلى الحد الذي منحها سلاحا لتخرجه معها، ومع ذلك لم تستطع اغتياله. وفشلت مهمتها، لا بل إنها بقيت معه بضعة اشهر، لتكتشفت 

لاحقا أنها كانت حاملا. اُطلق على تاريخ الثالث من شباط عام 1959، تسمية "اليوم الذي ماتت فيه الموسيقى". إذ لقي فيه الموسيقيون "بودي هولي" و"ريتشي فالينز" و"جي.بي. ريتشاردسون" حتفهم جميعا في حادث تحطم طائرة بولاية أيوا. إذ كان لديهم خيار آخر للسفر بالحافلة، لكنهم قرروا الطيران بدلا من ذلك. وبينما ذكر البعض ان "هولي" استاجر الطائرة لان له الافضلية بالطيران قبل بقية الفرقة، لكن قد يكون هناك سبب اخر اكثر وضوحا وراء قراره. كان الموسيقيون في رحلة لبعض الوقت، ويُذكر أن "هولي" أراد ملابس نظيفة. ولغرض الوصول إلى المحطة التالية بسرعة، ليتمكنوا من غسل ملابسهم وكيّها، استقل هولي وفالينز وريتشاردسون الطائرة، وتسبب هذا القرار في نهاية المطاف بمقتلهم.


أحدهم أنقذ العالم

كان "ستانيسلاف بيتروف"، الضابط في قوات الدفاع الجوية السوفييتية موجودا في 26 ايلول 1983 داخل محطة المراقبة الخاصة به، وكونه ضابط مناوبة في نظام أوكو للانذار النووي المبكر، تم تكليفه بمراقبة التهديدات القادمة، ومنها الصواريخ التي تنشرها أميركا. وإذا ما رصد هجوما مسلحا، فقد يكون الرد النموذجي هو اطلاق الصواريخ، وكاد يحدث كل ذلك في التاريخ اعلاه. إذ أطلقت الأنظمة إنذارا بوجود هجوم صاروخي قادم، لكن في هذا الظرف لم يكن الامر على ما يرام. اشار النظام إلى أن أميركا اطلقت ما يزيد عن ستة صواريخ، لكنه اعتقد بانه كان إنذارا كاذبا، ولم يفعل اي شيء. لحسن الحظ، بالنسبة لـ"بيتروف" ولجميع سكان الارض، أن الانذار كان كاذبا وان الاتحاد السوفييتي لم يطلق اية صواريخ.


عن موقع ذا فينتج نيوز