عبد الهادي مهودر
إذا لم تكن جائزة نوبل هي أعلى الجوائز في العالم، فالأطباء ومساعدوهم في مستشفى الشفاء يستحقون أعلى جائزة عالميَّة في مجالات الطب والعناية الصحيَّة والعمل الإنساني، ومعهم الطواقم العاملة في بقيَّة مستشفيات غزة، لكنَّ مستشفى الشفاء المشيّد في العام 1946 خلال الحكم البريطاني قبل الانسحاب بسنتين، كان الأشهر بين أقرانه من المستشفيات التي لم تسلم من القصف والاقتحام وأولها (المعمداني) في حربٍ يمكنُ وصفها بحرب المستشفيات، التي لم يحدث مثلها في تاريخ الحروب والانتهاكات بهذا الشكل السافر والممنهج.
وإذا كان لمخترع الديناميت (الفريد نوبل) ما يخفف عن خطيئة هذا الاختراع المدمّر الذي أهلك ملايين البشر، فهو منح جائزته لهؤلاء الشجعان، في هذا الوقت العصيب الذي يشهدُ فيه العالم على عملهم البطولي وتضحياتهم بأرواحهم، وتحمّلهم لشدة التفجيرات والقنابل الثقيلة.
وفي زمن المناشدات، حيث العرب والمسلمين والشعوب الآسيويَّة والأفريقيَّة والأوروبيَّة والأميركيَّة، يناشدون بوقف مجازر القتل الجماعي وهدم المنازل، نناشد بلغتنا العربيَّة الأكاديميَّة السويديَّة النرويجيَّة، بكسر القاعدة والتقليد السائد بمنح جائزة نوبل، وتحويلها، - ولو لمرة واحدة - الى الطواقم الطبيَّة الذين يؤدون واجبهم الإنساني مع فقدان أبسط ظروف العمل الآمن والمستلزمات الحياتيَّة، الاتصاليَّة والطبيَّة والدوائيَّة والغذائيَّة، وتحت قصف الطائرات الحربيَّة، وحصار الجنود والآليات الحربيَّة، ومن دون أنْ يجبرهم أحدٌ على الدوام والعمل في هذه الظروف القاتلة، ومن دون حماية ولا رواتب.
وإذا لم تكن مناشدتنا باللغة العربيَّة تُفهم وتصل الى أكاديميَّة جائزة نوبل، فنناشد (اتحاد الأطباء العرب) الذي جاء في ديباجة تأسيسه (نحن الأطباء العرب وانطلاقاً من إيماننا بوحدة أمتنا العربيَّة تاريخاً، وواقعاً، ومصيراً فقد تمَّ تكوين اتحاد الأطباء العرب الذي يهدفُ إلى المساهمة في تحسين الأوضاع الصحيَّة، والطبيَّة، والإنسانيَّة في دولنا العربيَّة)، نلزمكم بما ألزمتم أنفسكم به ونناشدكم بلغة الضاد.