رسائلُ فنيَّة من بغداد تطالب بوقف الحرب

ثقافة 2023/11/22
...

 بغداد: رشا عباس 

 تصوير: نهاد العزاوي

في أجواء من الغناء المفعم بالسلام الذي تفتقده غزة، أحيت فرقة عشاق الأقصى الفلسطينية بالتعاون مع دائرة الفنون الموسيقية أول امس الاثنين، على قاعة الشعب ببغداد، حفلًا فنيًّا بعنوان "هنا غزة"، ضمن سلسلة فعاليات يقدمها العراق تضامنا مع أخوانهم في فلسطين، واستنكارا للجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم في غزة. السفير الفلسطيني في العراق أحمد الرويضي خلال الحفل قدم شكره وتقديره إلى المساهمين في الفعاليات التضامنية الداعمة للشعب الفلسطيني.

 والتي هي امتداد للموقف الرسمي العراقي اتجاه فلسطين وما يدور فيها من أحداث، متمنيًّا أن تعود فلسطين حرة عربية، لأن نضالها من أجل التحرر ليس الموت. 


صرخات احتجاج

الأغاني التي قدمت كانت عبارة عن صرخات احتجاج تطالب شعوب العالم بالتدخل لوقف تلك الضربات الهمجية، التي تحاول أن تقتل الإرادة الفلسطينيَّة وتقضي على معالم الحياة، فكانت الأصوات حزينة لما يدور في أرض بلادهم، إذ تمنى أعضاء الفرقة الرجوع إلى غزة والقتال مع أخوانهم الصامدين في أرض المعركة، لكن الموسيقى والغناء هي الأخرى كانت سلاحًا يحاربون بها العدو الغاشم، ويوصلون رسائلهم الفنيَّة الهادفة إلى العالم أجمع، مؤكدين أن مهما طال الظلم والاستبداد لا بدَّ لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر، بحسب سامر الوني مدير فرقة عشاق الأقصى للأغنيَّة الوطنيَّة.

أما مريم سليمان من فلسطين، فقد أشارت إلى أن تواجدها بالفرقة يجعلها تحارب بكلماتها التي ترددها وتتغزل بوطنها فلسطين، وهي تطوف بلدان العالم وتطالب بوقف الحرب وتدعو إلى السلام الذي هو من حق البشر أن ينعم به.


رسالة سلام

المايسترو علاء مجيد قال "المقطوعات الموسيقيَّة والأغاني التراثية، التي قدمت كانت عبارة عن رسائل تضامنية تحكي تاريخ فلسطين، وكيف يقاوم المحتل بكل المجالات، فمن خلال الحفل الذي حضر عدد كبير من المهتمين أردنا أن نعلن تضامننا ووقفتنا الوطنية اتجاه هذا الشعب الصامد ونقول لهم "نحن معكم نحترم شجاعتكم وثباتكم وتحديكم للعدو الصهيوني، الذي يحاول قتل إرادتكم وسلب أراضيكم".

وأضاف: الأغنية الوطنيَّة هي أسرع وأكبر رسالة سلام، يوجهها الفنانون إلى العالم، ويطالبون من خلالها بالحياة بدل الموت والسلام بدل الحرب.

المايسترو علي خصاف يوضح أن الكلمة واللحن والموسيقى من شأنها أن ترفع من همم ليس المقاتلين فحسب، إنما تجعل أبناء المنطقة متمسكين بوطنهم، فالكلمة برأي خصاف مثل الطلقة تستهدف الناس وتزرع في نفوسهم روحية القتال، من أجل الحرية والدفاع عن السلام، الذي صار مطلبًا، لا بد منه، واسترسل خصاف بحديثه لـ"الصباح" قائلا "منذ بداية تلك الهجمات الشرسة على الأطفال حاولت تقديم عمل فني يحاكي العالم، ويطالب بحقوق الأطفال المسلوبة تحت راية الحروب، مستحضرا في عمله طفلة تقول "انقذونا نحن أصحاب القضية وارفعوا عنا رصاص البندقية أين أصحاب الضمير، نحن عانينا الكثير دائما نحن ضحية".


قضيَّةٌ إنسانيَّة

أحمد سليم مدير مدرسة الموسيقى والباليه بيَّن من الواجب الانساني على كل عراقي أن يشارك بتلك الوقفات النبيلة مع أخواننا في غزة، لا سيما بعد تسارع الأحداث، مستغربا صمت الدول على تلك الكوارث الإنسانية، من دون تدخل رسمي من شأنه يوقف تلك الهجمات ويحجب العنف عن شرائح مظلومة.

محمد عبد الرحمن مسؤول الفرق الفنية في دائرة الفنون الموسيقية أشار إلى أن حضوره تلك الأمسية يهدف إلى استنكار أشكال العنف والقمع والظلم، الذي يتعرض له أبناء وشباب ونساء وأطفال وشيوخ في غزة، مطالبا الدول بأن تقف وقفتها الجادة اتجاه تلك القضية الإنسانيَّة.