بغداد: محمد إسماعيل
تضافرت بيوت عقرة حول جامعها المشيد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب 21 هجريَّة، منسرحة مع سفح جبل لا قمة له، إنَّما يستوي رأسه مثل منصة استراحة للغيوم البيض الشاردة من غزل غمام أسود تقريباً، إنها نصف جميلة ونصف حسناء متكاملة الفتنة.
يحدها من الشمال نهر الزاب، وقضاءا العماديَّة وشقلاوة شرقاً والحمدانيَّة والموصل جنوباً ونهر الخازر وقضاء الشيخان غرباً، نشأت عند الفتح الإسلامي وتأسست إدارياً في عهد الدولة العثمانيَّة عام 1877، ومركزها قصبة عقرة.
تطلُّ على واديين فسيحين يقطعهما شلال سيبه، الذي يؤمه السياح مأخوذين برهافة برودته صيفاً، بينما الدراويش والصوفيَّة ينتظمون رهطاً في حضرة ضريحي سيدي مجذوب ومقام الشيخ عبد العزيز الكيلاني، اللذين يتوسطان مياهاً غزيرةً تسقي كثافة أشجار دائمة الخضرة.. يَصْفَرُّ الخريف من حولها بينما فروعها تشف نسغ ربيع ينبثق من الجذور صاعداً الى نهايات الأغصان يغذيها بألوانه الزاهيَّة ورقة ورقة.
قال مؤرخ عقرة فارس أبو داوود: "اسمها مشتقٌ من كلمة "ئاكري" أي النار باللغة الكرديَّة، منذ سبعمئة عامٍ قبل الميلاد.
وأكد المهندس فالح الداودي: "تشيد البيوت فيها من صخر يَثْبُتْ عند صفه بانتظام، من دون حاجة لاسمنت؛ فالمادة المتوفرة هي الصخر الجيري، ينتشر في بيئة عقرة ممتداً من أعلى الجبل الى أدنى السفح".
مضيفاً: "الصخر الجيري مهما كان حجمه يلتصق ببعضه متحولاً الى كتلة واحدة لا تحتاج اسمنتاً أو أي نوعٍ من المثبتات في البناء".
ويعتمد السكان على الزراعة الموسميَّة.. فاكهة وزيتون ورمان وتين واجاص مستفيدين من مياه العيون المنتشرة في وديانها، وتزرع فيها أجود أنواع الرز.. وهي حالياً إحدى مدن دهوك في إقليم كردستان.