السوداني يتابع ميدانياً

الصفحة الاخيرة 2023/11/22
...

زيد الحلي 



أمس، كان عندي أحد الأصدقاء، وهو موظف بأحد المصارف الخاصة، حدثني  قائلا: إن  إدارات المصارف الخاصة، تشعر حالياً أن السيد رئيس الوزراء، بدأ  مؤخراً  يقترب من شجونهم بشكل مباشر، وأن توجهاته بشأن معاناتهم وتفهم معالجتها، ستسهم في حل تذبذب اسعار الدولار أمام الدينار وغيرها من الأمور المالية، وحين سألته عن  سر تفاؤله، توسع بالقول.. إن هذه المصارف كانت تصطدم يوميا بتعليمات وتوجيهات متباينة، لكن الإحساس بأن رئاسة الوزراء، أحذت تستفهم  مباشرة من المصارف الخاصة عن آرائها بشكل العمل الذي تقوم به، وفق مفهوم المسؤولية الوطنية، هو الذي سيعطي دفعاتٍ في بعث الطمأنينة المجتمعية في سوق المال. 

لقد أخذني، قول صديقي  إلى  ظاهرة  فرضت نفسها على المتابعين للشأن المحلي الذين بدؤوا  يلاحظون، منذ تسلم رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني مهام مسؤولياته، نمطا جديدا في إدارة  الدولة، حظت بإعجاب المواطنين، وهي الدخول في التفاصيل الدقيقة لحركة الدولة، من خلال الاجتماعات المكثفة، لحل مشكلات المشاريع المتلكئة واتخاذ القرارات السريعة لتذليلها، ومنها مشاريع مضى على توقفها اكثر من 15  سنة، ومعظمها من المشاريع الاستراتيجية ذات الاهمية القصوى، وفي مقدمتها المستشفيات الكبرى، وغيرها من المشاريع المهمة المكدسة فوق رفوف المسؤولين طوال أعوام مضت، دون الالتفات اليها، او البت فيها، مثل زحام المرور، والاختناقات التي صاحبت هذا الزحام، فاتخذ قرارات شجاعة بتوسعة الشوارع، وانشاء المجسرات، التي ستسهم في فك اللغز المحير، الذي عانى  منه المواطنون طوال الحقب الماضية .

هذه المتابعات التي كانت من واجب الوزارات المختصة، وليس من مهام الرجل الأول في الجهاز التنفيذي للدولة المتمثل برئيس الوزراء، لكن السيد السوداني، من تجربته الشخصية في الإدارة، كان يدرك أن المسؤولية العليا رسالة ومشكاة هداية، ومبدأ وقضية تعكس جوهر المسؤولية. 

إن الادارة التي تلامس الواقع اليومي للمواطن هي أمانة كبيرة، وأجمع الفلاسفة والعلماء وأهل البلاغة العظماء، على ثقلها، وقدسيتها هي مقياس تقدم الحضارة الإنسانية ورقيها، وبعض قادة العالم نجحوا بصدق  اتمامهم امانة المسؤولية، وبعضهم سقط بنحر تلك الأمانة.