نمطيات صورة الذات بين {الإسرائيليين} والعرب

قضايا عربية ودولية 2023/11/22
...

• جواد علي كسار


بعد (69) يوماً من حصار بيروت عام 1982م، كان نهب الإرشيف الفلسطيني وأوراق مؤسّسة الدراسات الفلسطينية أو اتلافها، هو واحد من أبرز أهداف قائد القوات الغازية أريل شارون؛ وكانت السيطرة على ثمار العقل الفلسطيني المفكّر، وتدمير بِنيته التحتية وهياكله التخطيطية والمؤسّسية ورموزه الإنسانية، هي من بين أهمّ أولويات الغزو الإسرائيلي للبنان في ذلك العام؛ ضمن دلالة تكشف ليس فقط عن تقدّم العقل الفلسطيني في معرفة عدوّه، بل خشية "إسرائيل" من هذه المعرفة، ومن الوعي الناشئ عن أسس علمية ومعرفية ومنهجية عميقة ورصينة، ومن ثمّ إخراج الفلسطينيين والعرب؛ من أسلوب الشعار والجهل والارتجال والاعتباط في التعامل مع عدوّهم، إلى نهج العلمية والهدفية والعقلانية والواقعية.

هذا المقال متابعة لبعض صور وعي الآخر الإسرائيلي، عبر المؤسّسات الفلسطينية والعربية، والذوات المعرفية.


اعرف عدوّك

بتصوّر الكثيرين، يرتبط الفعل المعرفي للكيان الإسرائيلي بمختلف أبعاده الوجودية؛ مع شعار: "اعرف عدوّك" الذي انطلق من القاهرة، غداة هزيمة عبد الناصر عام 1967م، وما صاحبها من دعوات نظرية لتجاوز الجهل بالعدو، ومغادرة الشعارات والوعي الثوري البدائي الساذج والمسطّح، إلى تأسيس وعي بديل، قائم على ركني العلمية والمنهجية، ومعرفة الواقع وقراءته كما هو، كما شهدنا ذلك لاحقاً في الأعمال الجادّة لمركز الدراسات السياسية والستراتيجية في الأهرام، ودوريته الرصينة "السياسة الدولية"، مضافاً إلى الكثير من الكتابات الفردية، التي جاء كتاب السيد ياسين: "الشخصية العربية بين مفهوم الذات وتصوّر الآخر" مجرّد مثال لها.

لاحظنا في هذا الاتجاه أيضاً، تحوّلاً حتى في لغة الكتابة الصحفية، وقد اتجهت للتزوّد بالبطانة المعرفية والفكرية، والمتابعة التأريخية، وبالرؤى التنظيرية، بدلاً من انغماسها السابق بلغة الشعارات، واستغراقها بتدوير الألفاظ والمعلومات والأخبار المتداولة والمعروفة. وربما كانت كتابات الصحفي المصري أحمد بهاء الدين، هي محض مثال دال على مسارات هذا التحوّل.


مؤسسات المعرفة الفلسطينية

لكن من الظلم إهمال الجهد الفلسطيني في مؤسّساته العلمية البحثية، والتجافي عن ريادته الباكرة وإنجازاته الضخمة، في توفير المعرفة العميقة بكلّ ما له صلة بشأن الكيان الصهيوني. ففي وقتٍ باكر يعود إلى الشهر الأخير من عام 1963م، أُعلن عن إنشاء: "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، وقد كان لهذه المؤسّسة دورها الكبير في إرساء بِنية تحتية للمعرفة العلمية، وإعداد الباحثين على هذا الصعيد، إذ يكفي أن نعرف مثلاً أن هذا المركز أصدر نحو ألف كتاب، مع مجموعة مجلات مثل مجلة "شؤون فلسطينية"، و"الدراسات الفلسطينية"، وسلسلة "أوراق بحثية"، ونشرة "مختارات من الصحف العبرية"، بالإضافة إلى مكتبة تخصّصية ضخمة، يصل تعداد كتبها إلى (80) ألف كتاب، ترافقت مع متابعة حثيثة للصحف والمجلات والنشرات والدراسات الإسرائيلية.

لقد برزت في هذا الاتجاه أسماء ذوات معرفية كان لها الدور في تنمية مسارات البحث، كما فعل أنيس صايغ (1931 - 2009م) كمثال، سواء من خلال ترؤسه مركز الأبحاث الفلسطيني لعشر سنوات (1966 - 1976م) أو عبر مؤلفاته ودراساته الخاصة، والأهمّ منها مشروعه في إصدار الموسوعة الفلسطينية، التي صدرت فعلاً تحت إشرافه، بعشرة أجزاء، فاستحقّ لقب "حارس الذاكرة

الفلسطينية".

لا يمكن أيضاً التغاضي عن مشروع بحثي آخر، هو مؤسّسة الأرض للدراسات الفلسطينية، الذي أسّسه حبيب قهوجي (1932 - 2023م) في دمشق، وكانت له إسهاماته المهمّة ولاسيّما ما يرتبط بالأحزاب والحركات السياسية في الكيان الصهيوني، وتوثيق وجود عرب فلسطين في ظلّ الاحتلال، وتقديم توصيفات عن الصحافة الإسرائيلية، بالإضافة إلى الدراسات الستراتيجية، ومجلة "الأرض" الفكرية - السياسية الرصينة، التي تتضمّن أعدادها باباً ثابتاً في الترجمة عن الصحف العبرية.


من القرار إلى النكتة

ليس من المبالغة أن نسجّل أن هذا الاتجاه العلمي لمعرفة العدو، لم يعزب عنه شيء في الرصد والدراسة والتحليل. فقد أعطانا صورة تبدأ من بِنية القرار السياسي في "إسرائيل" وتنتهي إلى "سايكولوجية النكتة" في المجتمع الإسرائيلي، وما يقع بينهما من متابعات للنظام السياسي، والأحزاب والكيانات والتيارات السياسية الفاعلة، والصحافة، ومرافق الصحة والتعليم، وتجربة الشغيلة (الهستدروت)، العمل والحياة الجماعية (الكيبوتز) والقرى الزراعية (موشاف)، وللأجهزة الأمنية والعسكرية، ومراكز البحوث والدراسات؛ كلّ ذلك عبر بحوث مختصّة من دارسين فلسطينيين وعرب، أو مترجمة عن مؤلفين إسرائيليين وأجانب.

قد لا أبالغ لو قلت إنني اطلعتُ على المئات من هذه الدراسات والمداخل المعرفية، احتفظ من بينها بالعشرات في مكتبتي، إذ يمكن أن نشير من بينها إلى كتاب: "إسرائيل: البِنى السياسية والاجتماعية" (بقلم موريس برنسون، إسرائيلي من أصول فرنسية، وصل فلسطين عام 1947م). و: "رجال السياسة الأحياء في الكيان الصهيوني"، وقد زوّدنا مؤلفه ناهض منير الريس، بنافذة عامة على الشخصيات الفاعلة في المشهد السياسي الإسرائيلي، حتى وقت صدور الكتاب؛ بلوغاً إلى كتاب: "النكتة الصهيونية: دراسة نفسية اجتماعية" قدّم فيه المؤلف محمد أبو خضور دراسة جديدة ومبتكرة، غاص من خلالها في أعماق التكوين النفسي والاجتماعي للشخصية الإسرائيلية، مستخلصاً مجموعة من النتائج الفردية والاجتماعية، تعين على فهم هذه الشخصية، من خلال أسلوب النكتة وما يُشاع بين الناس على هذا الصعيد.

ينبغي أن لا تفوتنا الإشارة إلى ما صدر مترجماً إلى العربية، من مذكرات قادة "إسرائيل" وساستها وعسكرييها والرجال البارزين فيها، مما يكوّن بمجموعه مكتبة فريدة قلّ نظيرها، بدأت من جيل المؤسّسين مثل دافيد بنغوريون وجولدا مائير ودايان، إلى الأواسط مثل شمعون بيريز ومناحيم بيغن ودافييد اليعازر وأريل شارون، إلى الأواخر من واجهات المشهد الإسرائيلي الحالي.


العقلان العربي واليهودي

واحدة من أبرز ما يتكئ عليه اليهود الصهاينة، هي النكاية بالعرب عبر التوصيف الدوني للعقل العربي وما ينجم عنه من سلوك واطئ بحسب الفرضية. وربما كان التنظير الأشهر لهذه التهمة وهذا الاتجاه من الحرب النفسية، هو كتاب: "العقل العربي" لرافاييل باتاي.

نستحضر ابتداءً أن العقل بمعنى القوّة المدركة أو العقل النظري، لا تفاضل فيه بين البشر من حيث القابلية، إنما يقع الاختلاف في العقل العملي المتجه إلى تحديد ضوابط الفعل والنهي. ثمّ يزداد هذا الاختلاف حين نحمل العقل على معنى التفكير والتكوين الثقافي، فيصحّ عندها الكلام عن عقل عربي وتركي وفرنسي، وشرقي وغربي وهكذا، حتى يصل الاتساع في درجة الاختلاف إلى إمكان الكلام عن "عقول" بعدد البشر، إذ لكلّ إنسان ثقافته وطريقته الخاصة في التفكير. وهذه محض تصنيفات إجرائية من أجل الدراسة والتحليل والمعرفة والفهم، وإلا فلا وجود في الخارج لأشياء منفصلة بعناوين العقل النظري والعملي والأخلاقي وهكذا، ما يعني أنها من الاعتباريات التي ينتزعها الإنسان لتيسير الفهم والتفكير.

نسجّل هذه الملاحظة، لكي لا يدفعنا الخصم إلى التشبث بالرفض الاعتباطي لأي تصنيف إجرائي، أو السقوط في هوّة التعالي والإقصاء للآخر؛ فاختلاف الفهوم (أو العقل المكتسب) هو سنّة من سنن الحياة والوجود الإنساني.

لكن ما قصده باتاي هو شيء آخر؛ تجريحي انتقاصي بثقافة العربي وفكره، ولغته ونسق فهمه وتفكيره. وقد ذكرتُ كتاب "العقل العربي" ليس لأنه وحيد دهره، بل لأنه تحوّل إلى تكئةٍ لا تستند إليها "إسرائيل" وحدها، بل تيار ناهض من الغرب السياسي مناهض للعرب، كما حصل عند استحضاره من قِبل اليمين الأصولي الأميركي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وحرب تدمير العراق المسماة تمويهاً بحرب الخليج الثانية أو حرب تحرير الكويت (17 كانون الثاني 1991م). وأيضاً على نحو أشدّ استحضرتُ مفاهيم هذا الكتاب، وتمّت الدعوة لتوظيف أجهزته المفهومية والفكرية، مع تصاعد هيمنة اليمين المتشدّد على السلطة في أميركا، وحروبه التصعيدية البارزة ولاسيّما في أفغانستان والعراق، إذ قيل أن ما حصل في سجن أبو غريب عام 2004م كمثال، هو تنفيذ مباشر لوصايا باتاي في التعامل مع العربي.


الجهاز المفهومي

واحد من منطلقات نقد العقل العربي (بمعنى التكوين الثقافي ونسق التفكير؛ وتالياً ما ينتج عن ذلك من سلوك ومواقف) هو الانطلاق من اللغة، ومهاجمة العربية بصفتها لغة سكونية لا تأريخية، وأنها من ثمّ هي البِنية التحتية المنتِجَةِ للتفكير العربي وليس العكس؛ بمعنى أن تكون اللغة هي التعبير عن الإدراك والتفكير.

فبحسب رافاييل باتاي، تتصف اللغة العربية بالمبالغة والتأكيد والتكرار، ولما كانت العربية هي عقل العربي، والعربي يفكّر بلغته؛ فالنتيجة أن العقل العربي يقع بالمبالغة والتأكيد والتكرار. ومع أن باتاي يسجّل هذه الملاحظة من متابعات جزئية، مثل بعض كتابات طه حسين في مجلة "الهلال" المصرية، ثمّ كارثة خطابات عبد الناصر قبل هزيمته في حزيران 1967م، (وهي ملاحظات قد يكون أغلبها صحيحاً) إلا أنه يلجأ من هذه الجزئيات إلى التعميم، وإصدار "القواعد" الجزمية ضدّ العقل العربي.


لغة التعميم

من هذه التعميمات ولاسيّما ما يتصل منها بـ"إسرائيل"؛ أن العرب كأمة وضعت الأقوال محل الأفعال؛ وقدّمت النوايا على الأعمال؛ وتصدّرت التهديدات اللفظية المشهد بدلاً من الخطوات العملية، وقد حصل ذلك كله تحت الضغط النفسي والتشبّث باللغة لتخفيف وطأة التوتر وتنفيسه، من دون ربط ـ كما يقول ـ بين الكلمات والأشياء، أو الكلمة كموقف ومدلولها العملي. وهكذا عاش العرب في قصتهم مع "إسرائيل" تحت تأثير عقلهم اللغوي؛ ولغتهم الفاقدة للحسّ التأريخي وللإحساس بالزمان في الوقت نفسه.

مرة أخرى كانت خطابات عبد الناصر، ومنهاجيات الإعلام الثوري، لاسيّما إذاعة "صوت العرب" من القاهرة، وشيء من المجلات المصرية؛ هي المعين الذي استقى منه باتاي غالب استنتاجاته على هذا الصعيد.


الرد النظري والعملي

ينبغي أن ننتبه في البداية إلى أن هذا النسق الاتهامي للعقل العربي ليس حديثاً، كما أنه ليس من مبتكرات اليهودي المجري الأصل رافاييل باتاي (1910 - 1996م) بل هو قديم ومن إفرازات النزعة السلالية العنصرية للغرب ضدّ الشرق، أو للرجل الأبيض ضدّ بقية الأعراق. وإلا من الغريب الكلام بالمعنى التبعيضي الهجائي عن عقل عربي مشوّه، من دون أن تنسحب خصائص التشويه نفسها على العقل اليهودي، بحكم القرابة السلالية بين العرب واليهود.

لقد كُتب الكثير في الردّ على أطاريح المؤلف، وقد استنفدتُ شخصياً من مناقشة مبكرة، موضوعية برهانية وهادئة كتبها المفكر السوري محيي الدين صبحي (1935 - 2003م) تعود إلى صيف سنة 1978م (نشرها على حلقات في مجلة الحوادث) أثبت فيها جهل باتاي (رغم عناوينه الكبيرة: مؤرّخ، مفكر، أستاذ جامعي، لا هوتي) بأبسط قواعد اللغة العربية، وكشف عن مغالطاته في الخلط بين المقدّمات والنتائج، واستخفافه بالعقول عبر التعميم، وتقرير قواعد صارمة، من خلال شواهد جزئية بسيطة وعابرة، من قبيل ما ذهب إليه، من أن الأمّ العربية تلقم طفلها ثديها كلما رغب بذلك؛ فانقلب ذلك إلى سمة عقلية ثابتة، مفادها أن الراشد العربي اعتاد على توقّع تحقّق طلباته ما إن ينطق بها؛ وكأن الأمّ العربية هي وحدها من تلبي رغبة طفلها بالرضاعة، أو أن الطفل العربي هو وحده من يرغب بتحقيق مراده من الحليب دون أطفال العالم!.


توازن الصورة

بديهي لا نقصد نفي النواقص في ثقافتنا وواقعنا وعقلنا العربي، ولا الدفاع الأجوف وتنزيه الذات عن الأخطاء والنواقص والمعائب، وما أكثرها. لكن فرق كبير بين مراجعة تهدف إلى معرفة أخطاء الذات وعيوبها لعلاجها، وبين استهداف الذات العربية بتجريدها من لغتها ودينها وثقافتها وتأريخها ومنجزاتها (وما أكثرها) عبر التضخيم والتشهير، واستنبات ذكي للعجز واليأس والقنوط نفسياً.

فلو عدنا إلى الراحل محيي الدين صبحي، فقد زوّد المكتبة بعدد غير قليل من المؤلفات النقدية، ربما كان أشهرها كتابه: "الأمة المشلولة: تشريح الانحطاط العربي"، بالإضافة إلى كتابه: "عرب اليوم: صناعة الأوهام القومية"، و"التطبيع الثقافي في الوطن العربي" وغيرها.

من الواضح أن العربية كلغة (وحتى كثقافة وأسلوب تفكير أو عقل بحسب باتاي) لا شأن لها بانكسارات الواقع العربي، وهي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف. المسؤول الذي يتخفى عليه باتاي هو النظام السياسي العربي، ولاسيّما في صيغته الثورية التي مثلها عبد الناصر وأضرابه من حكم الضباط والأنظمة الثورية (الأسد، القذافي، النميري، صدام).

دعك عن الفتوحات الإسلامية الأولى التي أطاح بها المسلمون العرب، بامبراطوريتي العالم في الجغرافية الفارسية والرومية يومذاك؛ ألم يكن عبد الناصر نفسه عربياً عندما شنّ حرب الاستنزاف بعد الهزيمة على مدار سنتين وأكثر؟ ألم يكن السادات والأسد وجيشهما عربياً، عندما أبكيا القيادات الإسرائيلية في حرب 1973م؟ ثمّ هل نسيت تل أبيب الأعمال الفدائية المهيبة لمنظمة التحرير وفصائلها؟ وهل تمحو الذاكرة والتأريخ الزائف الرخيص لمثل هذه الأعمال، الانتفاضات الفلسطينية خلال العقود الأربعة الماضية، وقد أوجعت "إسرائيل" حدّ الصراخ؟ وأليس المقاومة الإسلامية في لبنان من أمل إلى حزب الله؛ عربية؟ وهل يشكّ الإسرائيليون اليوم بعروبة الجهاد الإسلامي وحماس؟ وتبقى عملية طوفان الأقصى قصة قائمة بنفسها، لا تُقارن بغيرها.

باختصار شديد، لو كانت العلة هي العقل العربي بحسب توصيفات باتاي وأضرابه، لكان من المفروض أن يُغلق ملف فلسطين منذ عقود.


من ربيع إلى المسيري

أخّرتُ عامداً ذكر حامد ربيع وعبد الوهاب المسيري، ودورهما الكبير ولاسيّما الثاني، في ترسيم مسارات إبداعية للصورة المتبادلة بين العرب والإسرائيليين. فمنذ ما بعد هزيمة 1967م تحوّلت مهمّة بناء وعي علمي عن "إسرائيل" إلى عنوان محوري بل ستراتيجي في فكر ونتاج حامد ربيع (1924 - 1989م).

أما عبد الوهاب المسيري (1938 - 2008م) فله قصة أكبر من قصة أي مفكر عربي آخر في بناء الصور بين العرب واليهود عامة والإسرائيليين خاصة، من خلال نظم إدراكية عميقة، وخطابات مبتكرة، اتسمّت بالتنوّع والتركيب والقدرات الخلاقة الفائقة في عمليات التحليل والتشييد، كما تشهد على ذلك موسوعته الكبيرة عن اليهود واليهودية، بالإضافة إلى ما لا يقلّ عن عشرين كتاباً آخر؛ نأمل أن نعود إليهما ولاسيّما المسيري في مقال مستأنف بإذن الله

العزيز.