البصرة: سعد السماك
انتعشت أسواق محافظة البصرة على حدّ سواء الجملة والتجزئة من أدنى مستوى قبل 10 أشهر، بعد ثبات مواعيد تعزيز الحكومة رواتب الموظفين والمتقاعدين مما أسهم بارتفاع الإقبال على متاجر البيع، في وقت عزا فيه مختصون ذلك إلى التحسن في مستوى النمو في دخل الفرد.
وقال تجار في أسواق "العشار، الجزائر، الزبير، القرنة" الرئيسة في المحافظة: إنَّ وتيرة الشراء من متاجرنا تصاعدت بشكل تدريجي منذ مطلع العام 2023، إذ بلغ أعلى معدل للطلب في محال بيع الجملة والتجزئة خلال الشهرين الماضيين، متوقعين نمواً أكثر للطلبات بداية العام 2024 بعد توقيع عقود توظيف جديدة بمعدل 40 ألف مواطن في دوائر المحافظة.
تاجر بيع الأقمشة في سوق الوحيلات بالعشار محمد الحلو أوضح لـ"الصباح" أنَّ الرقابة الشديدة للأجهزة الأمنية بالسوق الموازية في مركز العشار لتبادل العملة الصعبة، أسهمت بالحدّ من المضاربات في سعر الدولار وتدهور أحوال الأسواق التجارية بشكل عام، مما ساعد على استقرار سعر البيع بالدينار في أسواق بيع التجزئة وعلى الأخص في قطاعات الإلكترونيات والذهب والملابس والإنشائيات وأسواق العقارات.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي عقيل الموسوي لـ"الصباح": إنَّ انخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار أدى إلى تدهور أحوال الأسواق التجارية بشكلٍ عام، وأثر في معظم القطاعات التجارية والاقتصادية، ومنها سوق الملابس، إذ شهدت محال الملابس الجديدة ركوداً في أدنى مستوى قبل مدة، في حين تضاعف الطلب في أحيان أخرى لشريحة الدخول المنخفضة نحو الملابس المستعملة.
وبين أنَّ انتعاش الأسواق حالة طبيعية تأتي استجابة للإجراءات الحكومية الأخيرة، ومنها تعزيز رواتب الموظفين والمتقاعدين وإطلاق مبالغ المكافآت وفروقات رواتب المتقاعدين خلال الأشهر القليلة الماضية مما أدى إلى تحسن معدل دخل الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنمو 3 بالمئة من حجم الكتلة النقدية المتداولة في الأسواق ومدخرات المواطنين، ويجعل الاقتــصاد متحرراً من الممارسات الخاطئة، ويتمتع بدرجة عالية من ثبات الأسعار وارتفاع حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي، على الرغم من أنَّ اقتصاد العراق يعتمد اعتماداً كبيراً على الصادرات.
تحرير: علي موفق