يسرقُ رغماً عنه

منصة 2023/12/07
...

مشكلتي يا دكتور أنني أسرقُ رغم أنَّني لست بحاجة للشيء الذي أسرقه، فقبل يومين سرقت من أحدهم ورقة مئة دولار رغم أنَّ لدي منها العشرات، وأمس سرقت مسبحة صديق ما تسوى الفي دينار رغم أنَّ عندي مسبحة كهرب بذاك السعر.

والمتعبني، أنَّني أعاقب نفسي على ما فعلت، ولا أستطيع أنْ أردَّ ما سرقته الى صاحبه، ولا أستطيع أنْ أتوقفَ عن السرقة.. ساعدني أرجوك.

أخوك ابو جواد – بغداد 

عزيزي ابو جواد

داء السرقة هو فعلٌ قسريٌّ يتضمنُ العجزَ المتكرر لدى المصاب به عن مقاومة الرغبة الملحَّة في سرقة أشياءٍ لا يحتاج إليها عموماً، وغالباً ما تكون الأشياء المسروقة ضئيلة القيمة.

وهوس السرقة هو نوعٌ من اضطرابات السيطرة على الاندفاع ينطوي على مشكلات في التحكم الذاتي في الشعور أو السلوك، يواجه المصاب به صعوبة في مقاومة الإغراء أو الرغبة الملحّة في سرقة أشياء لو أنه رآها في الشارع لما أخذها.

وبعكس السرّاق المحترفين الذين يسرقون بدافع الحاجة أو الانتقام من شخصٍ معين، فإنَّ المصاب بداء السرقة القسري يسرق لأنَّ لديه شعوراً ملّحاً وقوياً يعجز عن مقاومته. 

ومن طريف ما يحصل أنَّ بعض المصابين بداء السرقة يخفون ما سرقوه في مكانٍ بعيدٍ ويتفقدونه من وقتٍ لآخر، وبعضهم يتبرع بما سرقه، وبعضهم يعيدها سرّاً الى المكان الذي سرقها منه!. ولا نعرف عنك عزيزنا (ابو جواد) من أي صنفٍ أنتَ منهم.

أما العلاج فيكون على نوعين: الأول دوائي يعمل على رفع هرمون السيروتونين الذي يخفض التوتر ويريح الجسم ويشيع انفعال الفرح، يحدده لك الطبيب النفسي. والثاني علاجٌ نفسيٌ يكون في حوار بينك واستشاري نفسي يعمل على تشخيص وضبط أفكارك التي تدفعك الى السرقة بعددٍ من الجلسات، وما عليك سوى إعلامنا عبر جريدة الصباح ونحن حاضرون لمساعدتك.