بغداد: حسين ثغب التميمي

أعلن البنك المركزي تأسيس المصرف الأخضر للتنمية المستدامة الذي يعد الأول على مستوى الشرق الأوسط، بينما ستكون أهمّ مشاريعه المستهدفة عاصمة الشمس لتوفير الطاقة الكهربائيَّة.
ويُعنى هذا المصرف بتقديم خدمات مصرفية خضراء مستدامة، ويعمل على توفير 100 ألف فرصة عمل للشباب ويدعم النهوض بالقطاعات الإنتاجية وقطاع السكن.  وحضر مراسيم إعلان المصرف كل من وزير البيئة ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار وأعضاء لجنة الصحة والبيئة البرلمانية ووكيل وزير النقل ووكيل أمين بغداد ورئيس الجامعة الأوروبية للدراسات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن ممثلين عن الأمم المتحدة وممثلين عن المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
وقال محافظ البنك المركزي علي العلاق خلال المراسيم التي حضرتها «الصباح»: إنه انطلاقاً من التزاماتنا بالاستدامة المالية والبيئية والاقتصادية عمل البنك المركزي على ترخيص أول مصرف أخضر في العراق والمنطقة والذي سيكون انطلاقة لتقديم الخدمات المصرفية الخضراء، لافتاً إلى أنَّ الحافز الأكبر لتبني هذه الخطوة المهمة التي تسير بموازاة التطورات العالمية، هو الخبرة الكبيرة لرئيس الهيئة التأسيسية لهذا المصرف وتمكنه من جميع الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع والتواصل مع المنظمات الدولية. ولفت إلى أنَّ التغيرات المناخية لها تأثيرات كبيرة في الأسعار والعمل ومختلف جوانب الحياة، ولذلك لم نجد صعوبة في هذا الفهم للسعي إلى التخفيف من الآثار، مشيراً إلى أنَّ البنك المركزي سبق أن أطلق مبادرة واحد تريليون دينار لتمويل بدائل الطاقة المتجددة واعتمدنا هذا المفهوم وبات يدرس من المركزي.
أما وكيل وزير البيئة د. جاسم الفلاحي فأشار إلى أنَّ إعلان تأسيس المصرف الأخضر للتنمية المستدامة يمثل لحظة تاريخية كونه بداية لتأسيس اقتصاد جديد يتوسع في جميع أرجاء العالم لوجود حاجة ملحة لوجوده ترتبط بوجود الإنسان على الأرض التي باتت تواجه تحديات مناخية لها أثر واضح. وأشار إلى أنَّ الاقتصاد الأخضر المستدام يعد ضمان الأجيال المقبلة ويحق لكل عراقي أن يفخر باتجاه البلد صوب هذا الاقتصاد الذي يعمل على خدمة المجتمع الآن ويؤمن مستقبل الأجيال المقبلة.
بدوره قال رئيس مجلس إدارة مؤسسي المصرف الأخضر للتنمية المستدامة محمد شاكر: إنَّ البنك المركزي العراقي منح إجازة تأسيس المصرف بعد أن لمس حاجة العراق إلى الخدمات الجديدة التي يقدمها والتي تتناغم مع التحولات المناخية التي يشهدها العالم، إذ يعمل على تأمين متطلبات الحياة بمنتجات صديقة للبيئة ولا تخلف أيَّ انبعاثات كربونية مضرة، ويعد أول مصرف متخصص بهذه التوجهات على مستوى الشرق الأوسط.  وأشار إلى أنَّ وجود العراق بموقع جغرافي مميز عالمياً بين المناطق الحارة والباردة يعد تميزاً له عن سواه من بلاد العالم ويمنحه أهمية خاصة، في وقت تعاني البلاد نقصاً بإنتاج الطاقة، وهنا لابد أن يكون لدينا مزيج من الطاقة التي تنتج من الوقود الأحفوري مع الطاقة المتجددة.
وأكد أنَّ خطة عمل المصرف التي اطلع عليها البنك المركزي ووزارة البيئة والجهات المعنية والمنظمات الدولية تعمل على تعزيز البرامج المتطورة لنواكب التطورات العالمية، كما أنَّ الإدارة العامة وفروع المصرف سوف تعتمد الطاقة المتجددة المستدامة وباعتماد ألواح شمسية تعتمد لأول مرة في الشرق الأوسط، ويكون بشكل مقبول وإنتاجي في ذات الوقت لنثبت أننا بدأنا من مواقعنا ونتوسع بشكل مرحلي.
وبين شاكر أنَّ من أهم المشاريع المستهدفة (العراق عاصمة الشمس)، إذ تنطلق شركة وطنية مساهمة معنية بهذا الأمر تهدف لإنتاج 100 ميغا واط، تمول بطريقة جديدة، بهدف تحقيق أكبر عدد من المحطات الشمسية. وذكر أنَّ المشاريع التي سوف يتم العمل عليها إنشاء المدن المستدامة، إذ يوجد مطورون يملكون تجارب رائدة في هذا المجال، ويهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع السكن.
وأوضح أنَّ هدف المصرف خلق 100 ألف فرصة عمل في هذا القطاع خلال 5 سنوات، وهذا يتم وفق دراسات خاصة أعدت بشكل دقيق، لافتاً إلى عمل مشاريع للشباب بشكل مختلف عن التقليدي، حيث نوفر المعدات وفرص العمل ونوفر الرعاية لهم والانطلاقة الصحيحة، مؤكداً أنها مشاريع غير ربحية للمصرف تكون جزءاً من المسؤولية الاجتماعية للمصرف تجاه المجتمع المحلي.
ولفت إلى أنَّ المصرف لديه خطة لتوطين الصناعة، إذ يتوجه إلى تأسيس مدينة متخصصة بالصناعات المتجددة، فضلاً عن دعم شركات الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة وهذه متطلباتها أكثر سهولة ونتائجها كبيرة وتستهدف استثمار الثروة البشرية المتوفرة في البلاد.
وتابع شاكر أنَّ الزراعة العمودية تمثل أحد أهمّ المشاريع المستهدفة، إذ يشهد العالم زيادة سكانية وتراجعاً في الأراضي الخصبة في بعض مناطقه، وهذا النوع من الزراعة يعالج شحَّ المياه وتراجع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، كما أنه لا يحتاج إلى كميات مياه كبيرة وبإنتاجية عالية.
وقال شاكر إنَّ إصدار السندات الخضراء عام 2021 كان بواقع 859 ملياراً ونحن لم نستفد منها إطلاقاً، مبيناً أنَّ الفرص متوفرة وواعدة وعلينا
أن نحسِّن استخدامها.