الشباب العربي .. مشكلات البطالة وصعوبة العيش

اسرة ومجتمع 2019/05/17
...

سيمون كير
ترجمة : بهاء سلمان
يقول الشباب العرب إن تكلفة المعيشة والبطالة تمثلان القضيتين الكبيرتين اللتين تواجهان منطقة الشرق الأوسط، بحسب الاستبيان الأكبر لآراء شباب المنطقة.
وذكر ما نسبته 56 بالمئة من المستطلعة آراؤهم هي تكلفة العيش، بينما اختار 45 بالمئة من المشاركين البطالة كأهم مسألة تقلقهم ضمن “استطلاع 2019 للشباب العرب”، وهو الآن في عامه الحادي عشر. ويقول “جهاد عزور”، مدير قسم الشرق الأوسط لصندوق النقد الدولي، مع إنطلاقة الاستبيان قبل عدة أسابيع: “معالجة مشكلة بطالة الشباب تمثل أهم جميع الاولويات، فكل السياسات الاقتصادية سوف تبوء بالفشل إذا لم نعمل على تخفيض البطالة.”
أرقام وإشارات
الدراسة الاستقصائية، التي ترعاها وكالة أصداء بي سي دبليو المتّخذة من دبي مقرا لها، تعتمد بالأساس على لقاءات مباشرة أجريت مع 3300 فرد، تراوحت أعمارهم من 18 الى 24 سنة من 15 بلدا، مستثنية سوريا التي مزقتها الحرب، وقطر، الخاضعة لحظر تجاري تفرضه عدة دول، من بينها الامارات
 العربية المتحدة.
ووصلت نسبة البطالة الى أكثر من ثلاثين بالمئة في العديد من الدول عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقول مصادر صندوق النقد الدولي بعدم كفاية معدل النمو المخطط له هذه السنة، البالغ 1,3 بالمئة، لخلق فرص عمل تشغل 2,8 مليون شاب يدخلون الى سوق العمل 
سنويا.
 ويعتقد أغلب المشاركين في الاستبيان ضرورة توفير حكوماتهم للوظائف، واعانات للإسكان والطاقة، موضحين أن التحدي لدول الشرق الأوسط يكمن في كفاحها لخلق موازنة بين الاصلاحات الاقتصادية والاستقرار السياسي.
وظهر هذا الرأي بشكل واضح في دول الخليج، حيث أشار 82 بالمئة من المستطلعة آراؤهم هناك الى وجوب توفير الحكومة فرص العمل لجميع المواطنين. 
وأعرب 78 بالمئة من المشاركين عن قلقهم إزاء مستوى التعليم، حيث حدد صندوق النقد الدولي المنطقة كونها بحاجة ماسة الى اصلاح بهذا القطاع، كما اشار نحو النصف الى رغبتهم بالدراسة في
 الجامعات الغربية.
وقال ثلثا المشاركين، بلعب الدين لدور ضخم للغاية في الشرق الأوسط، بينما قال النصف بكون القيم الدينية تعمل على إعادة المنطقة الى الخلف. وفي الشؤون الخارجية، تم النظر الى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة على أنهما تسعيان لمد نفوذهما أكثر من أي دولة عربية أخرى خلال السنين الخمس الماضية. وقال ستين بالمئة من المستطلعة آراؤهم بعدم تأثير قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول في شهر تشرين الأول الماضي في صورة السعودية أمام المجتمع الدولي، او تلطخها بشكل مؤقت، بينما أشار 35 بالمئة الى أن الحادثة ستؤثر في الأمد البعيد 
على المملكة.
 
تباين النظرة
وزادت نسبة الشباب العرب الذين يعدون الولايات المتحدة عدوا الى الضعف تقريبا منذ سنة 2016، بينما تعزز موقف روسيا بينهم، مع نظر 64 بالمئة منهم على كونها تمثل حليفا للمنطقة. وعد ثلثا المشاركين ايران عدواً، مع نظرة الثلث الأخير لكون الجمهورية الإسلامية 
حليفا. 
وتوصل الاستبيان أيضا الى أن 59 بالمئة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون بتدهور العلاقة بين المسلمين السنة والشيعة خلال العقد الأخير، مقارنة بنسبة 47 بالمئة
 سنة 2016. 
وسلّط الاستبيان الضوء أيضا على المخاوف الاجتماعية التي غالبا ما يتم تجنّبها لكونها تمثل مواضيع محرّمة في المنطقة، فقد أشار ثلث المشاركين الى معرفتهم لأناس يعانون من قضايا تخص الصحة العقلية، مع شكوى الغالبية من عدم وجود وسائل كافية لتلقي رعاية طبية ملائمة لمثل هذه المشاكل. 
وقال 57 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إن تعاطي المخدرات يشهد ارتفاعا، وخصوصا في منطقة بلاد الشام، حيث أن أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين أكدوا تعاطي المزيد من الشباب للمخدرات؛ وأكد 57 بالمئة أيضا سهولة الحصول على
 تلك المواد.
ورحّب الإعلامي السعودي المعروف خالد المعينا بنشر نتائج لمواضيع قلّما يجري نقاش حولها: “إذا لم نحدد مشكلة ما، فلا يمكننا التوصل الى حلها، فقضية المخدرات أكثر ضراوة من قضية الإرهاب، ويمكن للمرء في بعض البلدان الحصول على تلك المواد أسهل من حصوله 
على سيكارة.”
 
مجلة اوزي الأميركية