كما يعلم الجميع فان المدرب هو المحور الأهم في صلب العملية التدريبية بصفته حلقة الوصل بين أداء اللاعبين والنهج الخططي المراد تطبيقه خلال الموسم أو المسابقات المحلية، وباختصار شديد فان مهمته تتلخص في كيفية إرساء وترسيخ المفاهيم التكتيكية وأساليب اللعب والمهارات الأخرى والارتقاء بالمستويين الذهني والبدني والنهوض بواقع اللاعبين بغية الوصول إلى القمة والجاهزية انتهاء بما يعرف بهوية الأداء او البريستيج الخاص والمميز في اللعب.
إضاءات مميزة
وعلى الرغم من الانتقادات المستمرة التي تطول دوري الكرة خلال هذا الموسم والمواسم السابقة من حيث الأداء وضعف المستوى الفني الا ان هناك اضاءات يجب التوقف عندها على غرار مسيرة نادي الكرخ الذي يمضي بثبات مع المدرب عبد الكريم سلمان وقد اوجد لنفسه طريقة لعب مميزة تميل الى تفعيل طرفي الملعب وسرعة استرداد الكرة في وسط الملعب وقد خطف فوزا مهماً في الجولة الاخيرة على الطلبة بهدفين مقابل هدف وحيد وأيضا لا يزال نفط ميسان يبهرنا بمستواه الفني بقيادة مدربه احمد دحام الذي امتاز بالنزعة الهجومية الفعالة والتنويع في التحضير وإيجاد التوازن الدفاعي الذي يبدأ في منتصف الملعب وكان نداً قويا في مواجهته الأخيرة امام متصدر الدوري القيثارة التي انتهت بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما وكان بطلها الحقيقي الجمهور الوفي الذي ملأ مدرجات ملعب ميسان الأولمبي. فرحان وحمد ولا نزال نراقب بإعجاب مسيرة المدربين رزاق فرحان وحسام فوزي مع الديوانية اللذين حصدا النقاط وحققا نتائج ايجابية وتحملا الأزمات المادية لهذا النادي الفقير، وذات الحال يقال عن مدرب نادي امانة بغداد عصام حمد الذي وظف قدرات لاعبيه بالشكل الأمثل وغيّر من نظام اللعب بإعادة توزيع لاعبيه وتكليفهم بادوار مركبة وكانت نتائجه طفرة واضحة،علما انه في وقفات سابقة أكدنا ان العملية التدريبية تبنى على أربع ركائز أساسية وعلى ضوئها يتم تقييم الطواقم الفنية لكن شريطة منحها الوقت الكافي وكما يلي
الركيزة الاولى:
المهمة التقليدية» أساسيات التدريب والتعليم ونقل المعلومات وإرساء الفكر الخططي نظرياً وعملياً من ضمنها العمل الفردي والجماعي مع اللاعبين لاسيما خلال اعداد الفرق في فترتي التحضير العام والخاص استعدادا للمسابقات والاستحقاقات المقبلة.
الركيزة الثانية:
«المهمة الإبداعية» التفكير الدائم في احداث التغيير وفي تطوير التدريب والارتقاء بمستوى الشكل العام للفريق لدرجة الالهام والابداع في العمل عن طريق توظيف اللاعبين بشكل مميز، واختيار نوعية محددة ومعينة من اللاعبين فضلا عن اكتشاف البعض في مراكز جديدة او جلبهم من اندية أخرى كأوراق وخيارات خططية ومنحهم الحرية المطلقة في الابداع في اظهار مواهبهم ضمن الرسم الخططي.
الركيزة الثالثة:
موهبة القيادة الايجابية المحفزة ضمن الاطارين التربوي والأخلاقي التي تكون السبب الرئيس في زيادة تركيز اللاعبين في التدريب او اثناء المباريات والتي تضع نصب عيونها انها همزة الوصل بين المعلومات والتطبيقات وبين اللاعبين بانتهاج أساليب خاصة.
الركيزة الرابعة:
هو الشق المتعلق بالملاحظات المستمرة او التوجيهات المعلوماتية والتقييمات الآنية وهو ما يسمى بـ “feedback « «التغذية الراجعة « أي تقييم الحالة وإيجاد الحلول والمعالجات العملية لها عن طريق التدريبات الواقعية لتشخيص الأخطاء عن طريق الأداء والحركة لا بالكلام الشفوي المسترسل او بواسطة احياء الذاكرة التخيلية لدماغ اللاعب التي تسمى بـ Mental image بواسطة عرض مقاطع التحليل لحالات اللعب والتوقف عندها لزيادة ما يسمى ثقافة اللعب او إدراك
اللعب.
إرساء الأفكار الخططية
لقد طور هؤلاء المدربون المحليون من واقع عملهم مع اندية الكرخ ونفط ميسان وامانة بغداد والديوانية وقاموا بترسيخ أفكارهم الخططية عبر مراحل معينة رغم تفاوت فترات تواجدهم وهنا نعود الى نقطة مدى تفهم إدارات الأندية لواقع العملية التدريبية التي تتطلب الاستقرار ومنحهم فترة زمنية طويلة وبالفعل لقد اجتهدوا وعملوا على رفع عطاء اللاعبين وتحسين مستوياتهم الذهنية وقدراتهم البدنية والفنية في الملعب والتدريب وبحثوا عن البدائل المتاحة في حالة غياب اللاعبين المهمين واهتموا بصقل مهاراتهم ولياقاتهم وزرع الثقة في نفوس اللاعبين قياسا بالأندية الجماهيرية التي تمتلك النصيب الأكبر من النجوم ولاعبي المنتخب الوطني والمحترفين وكانت لهم قراءات دقيقة لواقع المواجهات وامتلكوا خططاً بديلة ومعالجات فورية حدت من خطورة المنافسين في اللقاءات فضلا عن التغييرات الطارئة في التشكيل سوف تظهر قدراتهم اكثر متى ما حصلوا على الزمن الكافي لتطبيق بقية الأساليب
الاخرى.