هل للنساء دور في العنف الأسري؟

منصة 2023/12/17
...

 بغداد: نوارة محمد

تعتقد أغلب النساء أن التعنيف اللفظي والجسدي مسائل مفروضة عليهن، ولا علاقة لهن بالأمر، بينما ترى فئة مثقفة أن هذا السلوك العنيف هو بسبب اهمال النساء لأوضاعهن وغياب التعليم والاعتماد الكامل على الرجل في المسائل الماديَّة. وترجع الدكتورة عهود حسين التمادي في السلوك العنيف ضد المرأة إلى خلل عميق في التعليم والثقافة وفي اعتبار المرأة مشروعا خدميا، وأداة لإنجاب الأطفال، ومن ثمَّ فإنَّ الكثير من الحقوق تُضرب عرض
الحائط. وتتابع: من الطبيعي في أن احتياج المرأة إلى العناية بنفسها، وتحقيق نسبة كافية من التعليم، وهذا كفيل بايقاف أساليب التعنيف اللفظي والجسدي، فالمرأة بحاجة إلى أن تكون نداً للرجل وتختار أسلوب الحياة التي تميزها بدلاً من إظهار الخضوع الكامل والقبول بكل الإملاءات التي تفرض عليها في مجتمع ذكوري. أما ابتسام سعد وهي ناشطة حقوقيَّة فترى أنَّ التعنيف والتعامل السيئ يعود إلى ضعف المرأة وعدم قدرتها على تطوير ذاتها، وخاصة عندما تستنزف في الانجاب وأعمال البيت وتهمل نفسها. وتعتقد أنَّ "الرجال ينفرون من المرأة التي لا تعتني بنفسها، وتضحي بكلِّ حياتها من أجل الهدف الأسري، وهذا الأمر لا يصب في مصلحة الحياة المتحضرة وهكذا تنشأ المشكلات وتتعقد". ابتسام تعد الاستقلال المادي والعمل أهم ضمان للمرأة في المحافظة على استقلاليتها، وتكون نداً للرجل الذي سيفكر كثيراً قبل أن يقدم على سلوك غير جيد. وبهذا الشأن تقول الدكتورة ورد الجبوري إنَّ "حصول المرأة على فرصة في العمل والتعليم يقوي وجودها الإنساني، وتحصل على المكانة التي تتيح لها أن تكون فاعلة في المجتمع، أما إذا رضيت بقلة التعليم وآمنت في أنّ مكانها المطبخ فقط، فإنَّ ذلك سيجعلها في نهاية المطاف تتعرّض لكل أنواع العنف، لأنّها ببساطة تخلت عن حقوقها وصارت عبدة للرجل الذي سيجدها متخلفة عن باقي النساء وتفتقر إلى الجمال ولا يطيق منها أي
سلوك". وتشير الدكتورة ورد إلى أنّ "المجتمع الذكوري لا يتقبل دائماً تعليم المرأة، لأنَّ البعض يفضّل أن تكون خاضعة ومستنزفة، وهذا خطر جداً على النساء فنحن نعيش في زمن مختلف عن العقود الماضية، وعلى المرأة الاعتناء بنفسها وبجمالها واكتساب التعليم اللائق، وهنا لا يمكن المجازفة والاعتماد على الحظ في الحصول على زوج يتمتع بخلق سليم ويقدس الحياة الزوجيَّة".