ترجمة: شيماء ميران
وبحسب ما صرح به احد الضباط العسكريين الكبار لمجلة “ديفنس نيوز” بأنه “لا يمكننا ترك طائرات أف–35 من دون استبدال”، كما رفض التعليق على خيارات الاستبدال لان هذا قد يتطلب “مشاورات تكنولوجية واقتصادية وسياسية”.
ويوضح مسؤول مشتريات الدفاع ان “التقييم الجيوستراتيجي” (نوع من السياسة الخارجية الموجهة) قد يجعل الخيارات الروسية تبدو وكأنها بديل طبيعي أول، ويضيف “ان تكنولوجيا الطائرة الروسية المقاتلة قد تكون الخيار الاول والأفضل، اذا ما تصرف حلفاؤنا الأميركان بطريقة غير متحالفة وشككوا بعضوية تركيا في برنامج جوينت سترايك فايتر الذي يهدف إلى استبدال مجموعة واسعة من الطائرات القائمة حاليا”.
وهددت واشنطن بأنها ستقصي انقرة من البرنامج متعدد الجنسيات في حال نشرت تركيا نظام صواريخ ارض-جو روسي الصنع على اراضيها.
وكتبت مجموعة مزدوجة من صنّاع القرار في كل من لجنتي مجلس الشيوخ الاميركية للخدمات المسلحة والعلاقات الخارجية في حال وافقت تركيا على نظام الدفاع الجوي أس 400 “فلن تصل الاراضي التركية اي طائرة مقاتلة من طراز أف35 وستُنهى مشاركة تركيا برنامج أف 35 ويتم إخراج الشركات التركية من سلسلة التصنيع والدعم للبرنامج الذي يتضمن تصنيع بعض الاجزاء وإصلاح وصيانة الطائرات”.
وكان البنتاغون قد أعلن خلال الشهر الماضي عن تجميد عمليات التسليم والنشاط مع تركيا فيما يتعلق ببرنامج أف-35، على خلفية قرار انقرة بشراء نظام الدفاع الروسي أس 400، كما أصرت تركيا على ان اول شحنة من هذا النظام ستصل بحلول تموز المقبل وسيدخل أول نظام أس-400 الدفاعي حيز التشغيل خلال ايلول القادم.
خيارات وعروض
مصدر رئاسي تركي كان قد أوضح امكانية التعاون التركي- الروسي على تكنولوجيا الطائرة المقاتلة تمت مناقشته مبدئيا بين مسؤولي الدفاع لكلا البلدين خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى موسكو مطلع نيسان الماضي. كما صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش اوغلو، أن “هناك طائرات مقاتلة أف–35، وهناك طائرات اخرى مصنّعة في روسيا، فان لم نتمكن من شراء أف-35، سنشتري طائرات مشابهة من بلدان أخرى، وهذا الامر سيستمر حتى نبدأ بإنتاج طائراتنا الخاصة من الجيل الخامس للطائرات المقاتلة”.
قد تجعل خطوة كهذه تركيا اول عضو ضمن تحالف الناتو يستخدم جميع الطائرات المقاتلة الروسية ونظام الدفاع الجوي أس 400 روسي الصنع.
ويقول الملحق العسكري للاتحاد الاوروبي، ومقره انقرة: “ان الخلاف غير مفيد بالنسبة للتحالف، وما نلاحظه اليوم قد يدفع تركيا اكثر تجاه المدار العسكري الروسي، وهذا ما لا نرغب فيه”.
كما زار الرئيس التنفيذي لشركة طائرات الهليكوبتر الروسية أندريه بوجينسكي تركيا لمناقشة امكانية بذل الجهود من اجل الانتاج المشترك. ومع ذلك فان الطائرات المقاتلة الروسية هي ليست البديل الوحيد لطائرات أف-35، فخلال العام 2015 اصدر مسؤولو المشتريات التركية طلبا للحصول على معلومات حول برنامج TF-X المحلي للطائرات المقاتلة، وكانت شركة ساب السويدية للطائرات هي واحدة من مقدمي العروض لمرحلة التصميم الاولي للمشروع لتقديم الخبرة والمعلومات، لكن انقرة اختارت شركة “باي سيستم” البريطانية للتعاقد معها.
وأشار مسؤول تركي الى ان “التزام الشركة السويدية بالتنازل عن التكنولوجيا سخي جدا، لكن سعرها كان باهضا، ويمكن للشركة ان تُعدل عرضها وإدراجه ضمن العمل الجديد بدون مقاتلات اف-35”، مضيفا أن شركة إيرباص تمثل خيارا اخرا بالنسبة لتركيا فهي شريكة لمشروع يوروفايتر الذي مقره هولندا وفرنسا.