آراء وامنيات

ثقافة 2019/05/19
...

تغطية شاملة 
يقول الكاتب والمترجم الدكتور هيثم كامل الزبيدي إن ثقافية الصباح دأبت منذ بداية تأسيسها على مواكبة النبض الثقافي والأدبي العراقي، ولأن المشهد الأدبي والثقافي العراقي غني متنوع، كان الجهد الذي يبذله محررو القسم الثقافي مضاعفاً ومتواصلاً، ولا أدل على ذلك من تمكّنهم من تغطية كافة الاحداث الأدبية البارزة، فما من مهرجان للشعر أو السرد أو المسرح، ولا معرض فن تشكيلي، أو ندوة فكرية أو محاضرة ثقافية تعقد في أي مكان من العراق إلا ووجدت تغطية صحفية لها، وبأسلوب مهني محترف بعيداً عن لغة التمجيد والتهليل وبمنأى عن السلبية والتربص. 
أرفع قبعتي للأخوة والأخوات العاملين فيها احتراماً وتقديراً وأتمنى لهم كل التوفيق وبوركت جهودكم المضيئة في زمن تناسلت فيه العتمة وتربص فيه الخفافيش بنا نحن عشاق الضياء. كل عام وانتم
بخير.
كما يشير الشاعر مالك المسلماوي إلى أن الجريدة خلال السنوات السابقة حقّقت الكثير في ميادين العمل وبخاصة ما يهمنا نحن في الوسط الثقافي.. و”أنا شخصياً وجدت دعماً وتشجيعاً من هيئة التحرير والأصدقاء العاملين في الصفحات الثقافية، وساهمت بالكثير من المقالات الفكرية والثقافية المختلفة على مدى سنين”. مضيفاً أن الصفحة الثقافية في الصباح هي في المقدمة من حيث التقييم والاستحواذ على اهتمام القرّاء، وكان هذا واضحاً من خلال ملحق أدب الذي كان يصدر كل يوم أربعاء على مدى سنوات طويلة، ليتوقّف بعد ذلك ويصدر محلّه ملحق بين نهرين قبل أن ينفصل ويتحوّل إلى مجلة في المدة الأخيرة. 
ويرجو المسلماوي لـ “الصباح” مزيداً من التقدم والانتشار لتسهم في التحوّلات الاجتماعية والثقافية والسياسية وبناء عراق جديد وشعب واعٍ متنور خالٍ من أسباب التخلف التي جاء بها الظلاميون.
دروس ثقافية
في حين يرى المخرج السينمائي حسين السلمان أنه مذ أشرقت الصحافة العراقية كان للثقافة مكانة متقدمة، ناهيك عن الدور الذي يمارسه المثقف في إدارة العمل الصحفي بشكل عام.. 
وهكذا ولدت الصحافة ومعها ولدت الصفحات الثقافية التي مرّت بمراحل عديدة ارتبطت بالإشكاليات السياسية التي عصفت وتعصف بالبلاد.
ويعدّ السلمان نفسه جزءاً بسيطاً من مسيرة حركة الصفحات الثقافية للصباح، فلقد كانت له مساهمات كثيرة منذ تأسيسها وحتى الآن. ويمكن أن “أشير إلى أن الصباح، على الرغم من التغيّرات الحاصلة في أسماء المسؤولين، إلا أنها ظلت بذات النهج الوطني وهي تؤسس لحركة ثقافية تحمل أسئلة كبيرة تجاه كل الأحداث الرهيبة التي واجهها الوطن 
والأنسان”. 
ويضيف السلمان: أنها صفحات ثقافية غاية في الأهمية، بل إنها دروس في بنائية وتركيب الثقافة العراقية خاصة في هذه المرحلة العصيبة التي نعيشها.. وهنا “أتمنى أن نعود إلى الملاحق الثقافية التي أكّدت حضورها الفاعل وإلى العودة أيضا إلى إصدار الكتب والندوات والحوارات، كما أتمنى للصباح كجريدة بناية ذات تصميم معماري جميل بواجهة انيقة ومدخل أنيق يليق بها”.
فيما يشير الروائي نعيم آل مسافر إلى أنه على الرغم من كثرة الصحف الورقية والإلكترونية العراقية والعربية والعالمية، التي تهتم بالشأن الثقافي، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة أمام الجميع، إلا أن الكاتب العراقي والمتابع للمشهد الأدبي أيضاً، ظل مشدوداً للصفحة الثقافية في جريدة الصباح العراقية الجريدة الرسمية التي انبثقت إبّان التغيير مطلع هذا القرن، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رصانة هذه الصفحة، وما يُنشر فيها من مواد أدبية وثقافية متنوعة ولأجيال مختلفة، كما أن هذه الواحة الغنَّاء لم تعد حصراً على الأقلام الكبيرة المعروفة، بل فسحت المجال لكثير من الأقلام الشابة الذين عرفناهم من خلالها أو مما التفتنا لكتاباتهم من خلال هذه الصفحة، وهذا يُحسب لها، ويُحسب للقائمين عليها الذين يبذلون الجهد لتكون بهذا 
الشكل... 
نتمنى لهذه الصفحة الرصينة الاستمرار لتكون نافذة إبداعية حقيقية للكاتب والقارئ في آن واحد، في زمنٍ اختلط فيه الفيسبوكي بالحقيقي.