إحياء ليلة يلدا {شه و يه لدا} لغاية شروق الشمس

ثقافة شعبية 2023/12/28
...

 أربيل: سندس عبد الوهاب

أحيت أغلب الأسر الكردية في عموم محافظات إقليم كردستان العراق ليلة يلدا " شه و يه لدا " بالكردية التي تعد الليلة الأطول في السنة وإيذانا ببدء فصل الشتاء وانتهاء الخريف، وتقام فعاليات واحتفالات خاصة في جميع أنحاء كردستان لغاية شروق الشمس ولها أهمية كبيرة وتعد فرصة لإحياء التراث وتوطيد العلاقات الاجتماعية.
وقال المختص بالشأن التاريخي دشتي زنكنه في حديث لـ " الصباح " تعتبر ليلة يلدا التي تقام في 20 من الشهر الحالي من كل عام وتستمر لمدة 14 ساعة لغاية شروق الشمس إحياء للتراث الكردي القديم حيث يحتفل بهذه الليلة الكرد والفرس وغيرهم من الأقوام الآرية بالتجمع للدعاء والابتهال للخالق والرقص والغناء وتحضير الأطعمة وإحضار الفواكه الطرية كالرمان والمكسرات والفواكه المجففة بمختلف أنواعها والبطيخ حتى شروق أشعة الشمس في الصباح ويمنع طبخ اللحم في هذه المناسبة.

مبينا ان" الرمّان في مائدة "يلدا" يرمز إلى البركة والولادة وقدسية مكانة الأسرة وصلة الرحم، كما أن البطيخ الأحمر يدل على الفرح ودفء الصيف. وهناك قناعة شعبيَّة بأن أكل القليل من هذه الفاكهة في ليلة "يلدا" يقي من نزلات البرد طوال فصل 

الشتاء.

وأضاف، أغلب العوائل المحتفلة بالمناسبة تدعو بأن يكون فصل الشتاء مليئا بالأمطار والثلوج لإرواء الأرض بالمياه لتنبت الخيرات في الربيع في هذه الليلة ويتم الاحتفال بها من خلال ارتداء ملابس زاهيّة ويقام الاحتفال وسط أجواء تراثيّة منها إيقاد الشموع بدلا من مصابيح الكهرباء وتقديم الأغاني الفولكلورية وقصائد الغزل فضلا عن تقديم أكلات تراثيّة وممارسة الألعاب الشعبيَّة منها لعبة الصينية والمحيبس وغيرها، منوها تعتبر ليلة يلدا من التقاليد القديمة المتوارثة للشعوب الكردية والفارسية منذ آلاف السنين، ويعتقد أن للاسم " ليلة يلدا " صلة بكلمة "يلد" السريانية أي 

الولادة.

يذكر أنّ شب يلدا، أو ليلة يلدا" ، أو ليلة تشلّه، أسماء أطلقها الإيرانيون القدامى قبل أكثر من 2500 سنة على أطول ليلة في التقويم الفارسي، إيذانًا بالانقلاب الشتوي وبدء فصل 

الشتاء".

وتوافق "شب يلدا" آخر أيام الخريف ليلة أول أيام الشتاء (يوم 21 ليلة 22 كانون الأول)، ويحييها اقليم كردستان العراق وأبناء الدول المجاورة (أذربيجان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان وايران)، حتى بزوغ الشمس، رمزًا للنور وزوال الظلام؛ إذ تبدأ ساعات النهار في اليوم التالي في الزيادة على حساب ساعات الليل. وبحسب الأساطير الإيرانيّة القديمة يشار إلى أنّ "يلدا" ليلة ولادة آلهة الصدق والمحبة الموسومة بـ"ميترا"؛ وهي مأخوذة من مفردة "مهر" الدالة على الشمس، فيحتفل الإيرانيون القدامى بها، ويرقصون ويشعلون النيران لإبعاد 

الشرور.