فضل فرج الله
عندما تطفئ صحيفة الصباح شمعتها السادسة عشرة وهي واثقة من أنها ستوقد شمعتها السابعة عشرة وشموعها اللاحقة، فهذا يعني أنها تستند الى قاعدة مهنية ثابتة، وأنها تعمل وفق تقاليد عمل صحفية راسخة، وأنها تنتمي إلى الكبار من الصحف المحلية والعربية.
فرغم كل الظروف العصيبة التي مررنا بها إلا أن الصباح لم تتوقف يوما ولم تنفك تشاكس قراءها كل صباح وتستثير لديهم فضول الحدث وشغف المتابعة، فظلت تلعب دائما دور الرفيقة التي لا تترك رفيقها.
إن مسيرة الصباح الحافلة بكل ما هو مميز في المعلومة والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية.. وفي كل المجالات، ومن خلال صفحاتها وملاحقها طوال تلك المدة.. لهي مدعاة للشعور بالاعتزاز والفخر لأنها تجربة غنية بما انطوت عليه من مفاهيم وتقاليد، وبما عززت من القيم المهنية للعمل الصحفي في العراق وتجربته السياسية الجديدة التي أتاحت فضاء واسعا من حرية التعبير وتعدد الرؤى وكثرة المؤسسات الصحفية والإعلامية بشكل لم يكن مألوفا فيما سبق، مما جعل التنافس أكبر والمصداقية أصعب والمحافظة عليها والاستمرار بنفس السوية أكثر صعوبة.فضلا عن أن التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني قد سلبت كثيرا من بريق الصحافة الورقية وقضت على الكثير من المؤسسات الصحفية التي لم تستطع المواكبة ولم تقدر على إقناع القارئ ذي المزاج الجديد المنفعل مع هذه التقنية الحديثة بجدوى متابعتها والتحفز تجاهها..
لكننا نستطيع القول بثقة ان الصباح مازالت تحافظ على حضورها لدى المتلقي ومازالت تصل إلى مساحة واسعة من القراء بمستوى لا تحققه كل زميلاتها في المهنة.. كل ذلك لم يكن ممكنا لولا الجهود الكبيرة التي يبذلها زملائي الكرام في صحيفة الصباح جميعا ابتداء من أصغر محرر وفني إلى رئيس التحرير ومن أول كلمة تكتب فيها إلى أن تصل إلى القارئ الكريم مرورا بالتحرير والتصحيح والتصميم والطباعة والتوزيع.لذا فانني أتقدم إليهم جميعا بجزيل الشكر والامتنان وابارك لهم عيد صحيفتهم هذا واشاركهم الفرحة والفخر ايضا. كما أنني أهنئ كل الزملاء الذين مروا خلال مسيرة الصباح الطويلة لاسيما رؤساء التحرير الذين كانت لهم بصماتهم الرائعة على نجاحاتها الكبيرة.