الحلة: فاضل العلي 

كشف مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية، عن أن الكثير من البيوت التراثية القديمة الموجودة في مدينة الحلة تعرضت إلى هدم متعمد، وتحول العديد منها إلى أسواق تجارية ومكبات للنفايات، لا سيما التي تقع في محلات المدينة القديمة المعروفة بجبران والتعيس والمهدية والجامعين والأكراد 

والجباويين .

وقال الباحث في المركز علي عبيس حسين المعموري في حديث لـ "الصباح ": إن البيوت التراثية القديمة تشكل واحدا من أهم الكنوز التراثية والمعمارية التي تركت بصماتها في مدينة الحلة، الأمر الذي يؤهلها للتصنيف ضمن التراث العالمي، مؤكدا أنه برغم السنوات الطويلة التي مرت على بنائها وتعميرها، إلا أن أغلبها لا تزال تقف صامدة بوجه العوامل الطبيعية بسبب اختيار مواد البناء وطبيعة التصاميم والزخارف التي تميزت بها، والتي يعود تاريخ بعضها إلى نحو قرن ونصف 

القرن .

وأوضح  أن الدراسة التي قام بها المركز لاحظت أن أشهر الدور التراثية المتبقية التي تحتاج إلى إعمار، والموزعة بين محلات المهدية و الأكراد والطاق والتعيس وجبران والجامعين، لا يتجاوز عددها الـ 37 دارا ، مضيفا أن البنايات التراثية المنتشرة في الحلة سواء تلك التي يسكنها أصحابها أو تلك التي تركت وأهملت، باتت تشكل خطرا على المواطنين، بالرغم من أنها تمثل رمزا لحضارة وطنية تؤرخ للوجود الإنساني وعبقريته في بناء الزخارف والأعمدة والأبواب وغيرها .

ودعا المعموري إلى إحياء الموروث الثقافي والاجتماعي الحلي وتعريف الأجيال بأهمية المحافظة على البيوت التراثية، باعتبارها الإرث الأصيل الذي عرفت به مدينة الحلة التي تعـد مـن ضمـن أكبـر الأنسجة الحضريـة التقليديـة فـي العالم، لا سيما أن جزءاً كبيراً من المناطق القديمة والتراثية ما زال يتمتع بجمال البناء القديم وآثاره الفنية المتبقيـة، لذا مـن المؤلم مشاهدة الهدم المتعمد الذي حل بالكثير من تلك المناطق لتحل محلها أسواق  تجارية أو مكبات 

للنفايات .

وطالب الجهات المسؤولة بتحمل مسؤولياتها من خلال زيادة الرقابة والمتابعة لضمان عدم قيام ساكنيها بهدمها واستثمارها بإنشاء مجمعات تجارية ومشاريع استثمارية، خاصة أن الكثير منها تم تحويله إلى مخازن، ما يعرضها للضرر نتيجة للتحوير في المبنى أو إضافة مواد بناء جديدة لا تتناسب مع طبيعة المبنى التراثي، خاصة البيوت القريبة من سوق المسقف في مركز مدينة الحلة .