بغداد: فرح الخفاف
تصوير: نهاد العزاوي
في ملف {الباب المفتوح} لهذا الأسبوع ثمة تساؤل، سيتم طرحه أمام الجهات الصحية والرقابية المسؤولة، هل حقاً توجد رقابة على المطاعم؟! هذا التساؤل نطرحه بعدما أجرينا عدة لقاءات ووصلتنا شكاوى مختلفة، وتعرض العديد من المواطنين في مناسبات سابقة لحالات تسمم أدت بعضها لوفيات. وتقسم المطاعم عادة إلى فخمة وشعبية وأخرى مطاعم الشارع كما يطلق عليها، المطاعم الفخمة تتميز بأسعارها المبالغة، ودائما تتباهى بنوعية وجودة الطعام.
إلا أن حالات كشفت سابقاً عن استعمال بعضها لحومًا غير صالحة للاستهلاك أو مستوردة ومخزونة بشكل غير صحيح، أو زيوتا ومواد غير صالحة، وبحسب حديث مواطنين التقتهم “الباب المفتوح”، فإن بعضهم تعرض للنصب أما بأسعار باهظة أو بطعام رديء في مطاعم معروفة.
وقالت ابتسام علي: “ذهبت مع زوجي وابني لمطعم معروف افتتح مؤخراً، ولديه فروع في بغداد، لكننا تفاجئنا باتساخ غطاء الطاولة وتقديم الطعام بأوانٍ مكسورة ومثلّمة أطرافها، وعندما وصلنا الطلب كان غير مطهوٍ بشكلٍ جيد ووجود شعر رأس في الحساء، وعندما اعترضنا، أكدوا لنا أن ذلك بسبب الزخم وأن هذه الحالات نادرة، إلا أن الجالسين على الطاولة القريبة لنا أيضاً اشتكوا من وجود طعم دهون غير صالحة”.
ودعت علي وزارة الصحة والجهات الأخرى إلى متابعة العمل بشكل حقيقي، وليست مجرد زيارة ويتم ترتيب ما سوف يكتب.
بدوره، قال ليث عبد الكريم: “صراحة أتعجب من وجود بعض المطاعم الشعبية وعربات الأكل في مناطق قذرة وتنتشر قربها الحشرات والنفايات».
وأضاف ان “ما يسمى بمطاعم الوجبات السريعة (شاورما.. فلافل.. همبركر) الموجودة على الأرصفة وفي الهواء بشكل ينافي الذوق العام، وتثير الاشمئزاز لتعرضها الدائم للأتربة والغبار وعوادم السيارات ما يفقدها عنصر النظافة، اذ أن كل شيء عرضة للتلوث والفيروسات، فضلاً عما يتركه أصحابها من مخلفات الطعام على الأرض”، مؤكداً أن “كل هذا يحدث بعيداً عن الرقابة الصحية والخدمية».
وعند تجولنا في عدة مطاعم بمنطقة اليرموك، لاحظنا ان أغلب الذين يعدون الطعام لا يرتدون القفازات او غطاء الرأس او الكمامات، وبعضهم يضع الطعام بيده من دون الأدوات الخاصة، في حين الكارثة الحقيقية موجودة في مطاعم شعبية تنتشر قربها الأوساخ، ولا تلتزم بأي إجراءات صحية او للسلامة.
كما شكا مواطنون من ارتفاع أسعار المطاعم بشكل يحرج الزبائن على الرغم أن ما يقدم من مأكولات تبهر العين، إلا أنها باهتة الطعم وهذا لا يتوافق مع الثمن، وبخصوص ذلك يقول المواطن محمد هاشم: “يبدو أن ارتياد المطاعم خصوصاً ذات التسميات المعروفة أصبحت نوعاً من البريستيج الاجتماعي للتفاخر به أمام الآخرين، وليس من أجل الطعام وجودته».
كما تؤكد نور فراس أن “بعض المطاعم تمارس عمليات تلاعب، فتضع مبلغاً كبيراً كضريبة او أجور خدمة لم تكن موجودة عند الطلب، فأحد المطاعم وضع ضريبة نحو 25 ألف دينار، وعند الاعتراض، قالوا إن هذه سياسة المطعم، وإن هذه النسبة تأخذها الدولة، مبينة أن لا مانع لديها في دفع أي ضريبة إن كانت فعلاً تذهب إلى خزينة الدولة.
من جانبه، أكد فهد هيثم أن أي تقصير في الخدمات المقدمة للزبون خاصة في المطاعم ذات الصيت المعروف، يتم عكسها على العامل من قبل صاحب المطعم فيقوم بتأنيبه او إلقاء الخطأ عليه، على الرغم من تواجده (صاحب المطعم) يومياً، فأنه لا يتابع العمل ولا أصناف الطعام وجودتها المقدمة للزبائن.
ويبقى التساؤل المهم هل توجد رقابة حقيقية على المطاعم، في ما يخص النظافة وصلاحية الطعام والضريبة والأسعار؟.