الأهزوجة الشعبيَّة {الهوسة} وحكاية الليرات العشر في الرميثة

ثقافة شعبية 2024/01/04
...

 نافع الناجي


تمثل ثورة العشرين الوطنية التحررية التي خاضتها عشائرنا المجاهدة ضد الاحتلال العسكري الانجليزي المباشر، جـذوة الصراع بين الشعب العراقي والاستعمار البريطاني، حيـث شـحـذت هذه الثورة قرائح الشعراء.
وكـان للشعر والأدب الشعبي القدح المعلّى والتأثير الملهم والفاعل في ساحة الأحداث، وعلى الأخص فن (الأهزوجـة الشعبية)، التـي سـجـلت ووثّقت حـوادث ويوميات تلك الثورة الظافرة، وأوار معاركها الساخنة. ولعلَّ أولى الأهزوجات التي قيلت في بداية الثورة، حينما أمر معاون حاكم بلدة الرميثة السياسي الملازم (هيات)، بتوقيف الشيخ شعلان ابو الجون، ليرسل ابو الجون رسالته الشفوية الشهيرة من محبسه، طالباً ان يأتيه من عشيرته عشر ليرات (يعني عشرة فرسان شجعان) لإخراجه عنوة من السجن، وهذا ما حصل، ليهزج احدهم:
الدولة أتعرف عدهم خوش رسمیات
ما يدري العراق شبيه زلم آفات
من راحن فجر يمشن عشر تفكات
فكوه وتمدد ناطوره..
ويقصد بذلك الرجـال العـشرة الأشـداء، الـذين أرسلهم الشيخ غثيـث الحرجان الى أبو الجون لتخليصه من الاعتقال وهم كل من:
حبشان الكاطع، جنحيت الكاطع، حمود الراضي، عبد العبار، نجم العبدالله، أبو عيون الحرجـان، خضير العبود، عاجل الراضي، ثعبان الحاجم، داخل العبود.
وبعد انتهاء نيران الثورة في منطقة الرميثة في نهاية حزيران، عقد اجتماع عشائري في دار عبد الواحد الحاج سكر آل فرعون، شيخ قبائل آل فتلة في مدينة المشخاب، وتـم شـرح أحـداث الرميثـة، فقـام الحاضرون مـن آل فتلـة وهزجوا في ساحة المضيف (العوجه تعدل كل عوجه).
وفي معركة المخفر (سراي الرميثة) التي دارت رحاها بين الثوّار من عشائر بني حجيم والظـوالم وآل زيـاد مـن جهـة، والجيش البريطاني والمجندين الهنود مـن جـهـة أخـرى، والتـي شـبّ أوارها (23) ساعة وتوّجها الثوار بأكاليل النصر، هزج أحدهم وهو يخاطب زعيمهم شعلان أبو الجون، بتصغير اسمه (يشعيل
يجري الشط هندو).
وقال الشيخ شعلان وهـو يـدعو المقاتلين للهجـوم علـى قـوات الاحتلال الأنجليزي في الرميثة (حل فرض الخامس كومولـه).
وقـد لعب زعماء عشائر الرميثة المشهورون مثل (شعلان أبو الجون) والمرحوم (غثيث آل حرجان) والمرحوم (عبد العباس آل فرهود) والمرحوم (عزارة ال معجون)، دورا كبيراً وبارزاً في مقاومة قوات الاحتلال، ومن بين هذه البيارق هزج أحـد (المهاويل) مخاطبا الجيش البريطاني (ودوه يبلعنـه وغص بينه)...وبعد أن انتصر الثوار قال أحدهم (يعراك البابك فكينه).