الشباب لا يفضلون زيارة الأطباء

ولد وبنت 2024/01/15
...

 سرور العلي 

بالرغم من التقدم الهائل الحاصل في مجال الطب واكتشاف علاجات جديدة لمختلف الأمراض، واستحداث معدات وأجهزة حديثة، إلا أن شبابا كثيرين لا يزالون مترددين بإجراء الفحوصات الروتينية، والتي يفترض أن يقوموا بها بين آونة وأخرى، لمعرفة ومتابعة وضعهم الصحي، كإحدى الطرق للوقاية من أي داء وإن لم تظهر أعراض لديهم، بل أن هناك نسبة كبيرة منهم لا يحبذون زيارة الطبيب أصلا، حتى وإن كانوا يعانون من بعض التغيرات بأجسادهم ويشكون الألم إلا أنهم يفضلون مراقبتها فقط ،عسى ولعل أن تختفي بمرور الزمن.

يرى الشاب الجامعي حسن علي أنه ما دام لم يشعر بأيِّ أعراض مرضية مريبة، فلا داعي للذهاب الى الطبيب، لا سيما وأن لديه خوفا وقلقا من دخول المستشفيات أو العيادات الطبية.

وتخالفه الرأي زميلته سارة عدنان، إذ تشير إلى ضرورة الاطمئنان على صحتنا، والتأكد من خلونا من الأمراض، بخاصة أن هناك أمراضا تصيب الجسم وتكون أعراضها صامتة، ولا تظهر علينا إلّا أثناء الفحص، وبعد مرور وقت طويل وفوات الآوان، من تقدم المرض ووصوله إلى مراحله الأخيرة.

مضيفة “كذلك هناك عوامل وراثية وبيئية تنذرنا بزيارة الطبيب بشكل روتيني، كإصابة أحد أفراد الأسرة بمرض نادر أو الامراض السرطانية، فهناك احتمال كبير بتوارث المرض من الإعمام والوالدين، إلى الأبناء والأحفاد”.

ولفت الموظف فاضل حسين إلى أن مراجعة الأطباء تحتاج إلى تكاليف باهظة اليوم، لإجراء بعض الفحوصات ويعزف كثيرون عن ذلك، بسبب الدخل المحدود وتدني المستوى المادي لمعظم الأسر، ما أدى لإهمال صحتهم.

وتؤكد المعلمة شيماء جعفر من أن الوقاية خيرٌ من العلاج، فمن الأفضل لنا تدارك الأمر، والتأكد من سلامتنا قبل الإصابة بالمرض وتفاقم الحالة، لا سيما مع زيادة خطر الإصابة بالفيروسات والعدوى، وكثرة المنتجات الغذائية، وتغيير العادات وقلة المناعة.

وهناك من يرفض ارتياد المستشفى ورؤية الأطباء، وهو نابع من خوف، لكي لا يتفاجأ بأخبار سيئة أو تشخيص مرض خطير فيعكر صفو حياته، ما يجعله مترددا ويخشى من المواجهة، ولدى البعض أيضاً فوبيا من حقن الأبر ورؤية الدماء، والإجراءات الطبية الأخرى، ويعتقد بعض الشباب ممن يتمتعون بصحة جيدة أن كبار السن فقط عليهم زيارة الأطباء بشكل منتظم، للتأكد من صحتهم كونهم يعانون في هذا العمر من هشاشة العظام، وبطء في التئام الجروح والتعرض للكسور، والإصابة بضغط الدم والسكري.

وتشعر الطالبة الجامعية حوراء عباس بالإحراج من زيارة المستشفى لإجراء الفحص الدوري للكشف المبكر عن سرطان الثدي، في حين تذهب بقية صديقاتها من دون تردد، خاصة أن هناك حالات ظهرت فيها الإصابة بأعمار صغيرة 

الدكتور وليد نبيل كاطع بين “أن عدم اهتمام الشباب بصحتهم ظاهرة ازدات انتشاراً في المجتمع اليوم، حيث  انهم يتجاهلون هذه الجوانب الحيوية، بينما يميل كبار السن إلى إيلاء اهتمام أكبر لصحتهم، بسبب الوعي المكتسب من تجاربهم الحياتية، وتسود ثقافة الشباب المعاصرة بالتركيز على التحصيل العلمي والمهني والانصراف نحوها، ويعزى ذلك جزئياً إلى ضغوط الروتين اليومي، وتسارع الحياة الحديثة. 

موضحا: هناك توجه نحو التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يترك الشباب غالبًا في وضع من الجلوس المطول، والابتعاد عن التمارين الرياضية، وقد يتجاهل الشباب علامات الإرهاق والتوتر، ويركزون على التحصيل العلمي بدلاً من التواصل الاجتماعي، ورفع مستوى السعادة الشخصية، في المقابل، يعتبر كبار السن توازن الحياة والرعاية الذاتية أمورًا ضرورية، ويسعون للحفاظ على صحتهم الجسدية.

مضيفاً “لذلك، ينبغي على الشباب أن يدركوا أهمية العناية بصحتهم بشكل شامل، ليحققوا توازناً يسهم في جودة حياتهم الشخصية والمهنية في المستقبل، ويتسبب إهمال الشباب لصحتهم بالكثير من الأمراض والعادات المضرّة، والتي تؤثر بشكل سلبي في جودة حياتهم بشكل عام، ويعيش الكثيرون منهم في زمن مليء بالضغوط والتحديات، مثل قلة النوم، والتغذية غير الصحية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، وهي أسباب رئيسة لتراجع الصحة، لذا عليهم الإدراك العميق بضرورة تبني عادات صحية، كما ينبغي تحسين نمط حياتهم بضبط الغذاء، وزيادة مستويات النشاط البدني، والتخلي عن العادات التي تؤثر سلبًا في صحتهم».