السنوات تمر بسرعة وها نحن نجد أنفسنا نحتفل بالعيد الـ16 لميلاد الصباح،تلك الصحيفة التي ولدت مع ولادة العراق الجديد لتكون بذلك صحيفة العراق الأولى،الجميع كان يتمنى ولادة صحيفة مثل الصباح تكون قادرة على أن تستوعب طموحات القارئ العراقي الذي من الصعب إرضائه،وهو الذي يمتلك كل مقومات القارئ الممتاز. لهذا إن أبرز ما يميز مرحلة ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق في نيسان 2003،هو ذلك الانفتاح الإعلامي الكبير الذي شهده البلد مما يعزز الحريات العامة،ومن أبرز الإنجازات الإعلامية المتحققة ولادة جريدة الصباح،هذه الجريدة التي تمثل الدولة العراقية وأيضا تمثل حلم الكثير من المثقفين العراقيين بوجود صحيفة تمثل الدولة لا الحكومة أو السلطة وتقترب أكثر من الناس وتحاكيهم.
الواقع العراقي الجديد فتح الباب واسعا للصحافة العراقية لأن تكون بالفعل السلطة الرابعة وتمارس دورها المتوقع منها في بلد ظلت وسائل الإعلام بجميع أشكالها مسخرة لأفكار شخص واحد يمارس جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في مصادرة واضحة ليس لحرية الإعلام فقط بل لجميع الحريات،مما جعل مفهوم الإعلام كسلطة رابعة أمراً واقعاً في ظل الدولة العراقية القائمة على فصل السلطات.
وجريدة الصباح جزء مهم من الإعلام الحر في عراقنا الجديد،ومهمة الإعلام تحويل القارئ إلى أداة فاعلة لاختيار الأصلح والأنضج للمجتمعات والحكومات،ووفق هذه المعطيات بات العراق الآن يمتلك إعلاما حرا ونزيها يتعاطى مع الشأن العراقي بحيادية ومهنية ناقلا الحقيقية للشعب بشكل يومي وتقف في المقدمة جريدة الصباح التي شقت طريقها بثقة لتحتل الصدارة وشكلت نقطة تحول في الصحافة العراقية منذ أعدادها الأولى وحظيت بمتابعة القارئ في عموم العراق وخارجه عبر إدامة التواصل التكنولوجي واستقطبت عدداً كبيراً من الكتاب العراقيين والعرب الذين وجدوا في صفحاتها متنفسا لهم بعد أن عاشوا سنوات طويلة ينتظرون التغيير وهذا التغيير فتح آفاق العمل الصحفي أمام الجميع واكتظت المكتبات العراقية والباعة المتجولين بعشرات بل مئات الصحف الحزبية منها والمستقلة وبدأت بعض رؤوس الأموال تستثمر في ميدان الصحافة حتى بات العراق أكثر البلدان العربية في عدد الصحف اليومية،إلا إن ما يميز الصباح إنها صحيفة لا تمثل أو تتبنى أي اتجاه سياسي بقدر ما هي صحيفة تأخذ مداها وسعتها من نبض الشارع العراقي المتطلع للخبر الصحيح والتحليل الصادق و لعبت دورا مهما في بناء الفكر الديمقراطي الجديد وساهمت من موقعها كمنبر إعلامي متميز في ترسيخ قيم المواطنة وإعلاء شأنها في المجتمع العراقي،وإن مسؤوليتها كوسيلة إعلام كبيرة جداً في ترسيخ الديمقراطية كنهج ثابت في العراق وبناء إنسان عراقي جديد يؤمن بالرأي والرأي الآخر. وفي الختام يمكننا القول إن الصباح كان لها دور مهم وكبير في دعم مسيرة الديمقراطية في العراق ودورها الكبير أيضا في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف مضافا لذلك إنها اليوم جريدة العائلة العراقية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.