مدارسُ تشكو من قلِّة الملاكات التدريسيَّة بانتظار إجراءاتٍ سريعة

الباب المفتوح 2024/01/17
...

 بغداد: فرح الخفاف

 تصوير: خضير العتابي

  ربما تكون الحكومة الحالية هي الوحيدة التي عملت وسعت لحل العديد من المشكلات، التي تواجه المسيرة التربوية والتعليمية في العراق، فجهودها أسهمت في بناء وتأهيل مئات المدارس، وأطلقت حملة كبرى لتجهيز الرحلات المدرسية، وطبعت ملايين الكتب وحلت ملف تثبيت المحاضرين، إلا أن هذه التحركات والمساعي لم تنه جميع الإشكاليات بسبب التركة الثقيلة، خاصة ما يتعلق بالملاكات

 التدريسية. 

 تخصصاتٌ نادرة

وتقول إحدى المدرسات في مدرسة للمتميزين: إن “المدرسة تعاني من نقص في بعض التخصصات بسبب إحالة أساتذة على التقاعد”.

وأضافت “تم تنسيب بعض المدرسات والمدرسين، إلا أن العدد لم يكن كافياً”، مشيرة إلى “ضرورة حل هذه الاشكالية سريعاً”.

ويؤكد خبير تربوي أن “أزمة نقص الملاكات التدريسية في المدارس سببها الحكومات السابقة، اذ لم تقم بأي إجراءات حقيقية لمعالجة هذه الأزمة، خاصة مع إحالة الآلاف على التقاعد، إضافة إلى عدم إدخال المحاضرين في دورات تدريبية داخل العراق وخارجه”. 


ملءُ الشواغر

وأضاف ان “المحاضرين الذين تم تثبيتهم هم كانوا قد ملؤوا أماكن شاغرة وقاموا بالدور المطلوب منهم، إلا أن تزايد أعداد التلاميذ والطلبة يعد أيضاً من أسباب حدوث هذا النقص، بالمقابل الحلول لم تكن على المستوى المطلوب سابقاً”.

وأكد أن “الحكومة الحالية تعاملت بشكل جدي لتطوير المسيرة التربوية والتعليمية، كما خصصت 50 ألف درجة جديدة يمكن لها حل جزء كبير من هذه الأزمة، خاصة أن مدارس الأطراف والأرياف هي من تعاني منها”. 


تسوية الملاكات 

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد قد قال لـ “الصباح” إنَّ وزارته باشرت عملية تسوية الملاكات التربوية للعام الدراسي الحالي 2023 -  2024، لاسيما بعد أن شهد هذا العام تعيين محاضرين وحملة شهادات عليا وخريجين أوائل بصفة معلمين ومدرسين إلى السلك التربوي، الأمر الذي حل أزمة الشواغر ونقص الملاكات التربوية في أغلب المدارس الابتدائية والثانوية وبحسب حاجة إدارات المدارس. 

وأشار إلى أن تسوية الملاكات تسري على جميع المشمولين بالخطة ولا استثناءات منها، مؤكداً وجود متابعة دقيقة من قبل المختصين لتحقيق الأهداف المنشودة منها، متمثلة بالتوزيع العادل للاختصاصات التربوية بين المدارس، بالشكل الذي يخدم العملية التربوية، ويقلل من الفيض في بعض المدارس، فضلاً عن معالجة الشواغر في الأخرى. 

وفتحت وزارة التربية في تشرين الأول الماضي، باب التعيين لنحو 50 ألف درجة بصفة عقد، الأمر الذي سيحل النقص في الملاكات التربوية عند إعلان أسماء المقبولين منهم ومباشرتهم بالمدارس، إلا أنه لغاية الآن لم يتم التعيين، رغم ان امتحانات نصف

السنة ستبدأ الأسبوع 

المقبل. 

إعارة مدرسين 

وتقول والدة الطالب مصطفى وهو في الأول المتوسط: “مدرسة الكيمياء في مدرسة ابني مضى على غيابها نحو شهر، وعندما سألنا أبلغونا انها كانت مُعارة وذهبت إلى مدرستها، لإعطاء حصص دراسية”.

وتابعت: “فور عودتها، بدأت بإعطاء الدروس بشكل مكثف، وقامت بإدخال فصل كامل من الكتاب من دون تدريس وافي بامتحانات نصف السنة”، مشيرة إلى أهمية الإسراع في حل هذه المسألة.

بدورها قالت والدة الطالبة فاطمة في المراحل الابتدائية في مدرسة بأطراف بغداد: إن “مدرسة ابنتها تعاني من عدم وجود العدد الكافي من المعلمين والمعلمات، خاصة اللغة الانكليزية، وعندما تواصلنا مع مديرة المدرسة أبلغتنا بأنها فاتحت الجهات المعنية لتوفير الملاكات التدريسية الكافية”.

وأضافت ان “ذلك أثَّر في إيصال المنهج، خاصة أن المدرسة تضطر لتوزيع الحصص ودمج بعض الصفوف لمعالجة هذا 

الأمر”.