سعد العبيدي
قصفت إيران فجر الثلاثاء يوم السادس عشر من هذا الشهر، بيتاً في أربيل بعدة صواريخ بالستية وطائرات مسيرة، تبنى الحرس الثوري الإيراني القصف، مشيراً إلى أنه هجوم على مراكز تجسس إسرائيلية،
وتجمعات لتنظيمات إرهابية معادية لإيران، وبرر السيد وزير الخارجية الإيراني الضربة، مؤكداً شرعيتها التي جاءت على وفق الاتفاق الأمني المبرم بين البلدين، احتج العراق من جانبه على الفعل المخل بالسيادة، واكتفي باستدعاء السفير الإيراني، وتقديم شكوى، وبين قادته الكبار للرأي العام العراقي والعالمي أن البيت المقصوف ليس مقراً للموساد ولا وكراً للتجسس.
وقصفت إيران في الوقت ذاته أهدافاً في إقليم بلوشستان الباكستاني بصواريخ وطائرات مسيرة، كذلك تبنى الحرس الثوري القصف، مشيراً إلى أنه استهداف لقواعد جيش العدل المعادي لإيران، وأشار السيد وزير الخارجية الإيراني أن الحرس الثوري لم يعلمه بالقصف.
رد الباكستانيون على الفور، قصفاً بالصواريخ أكثر شدة وتدميراً لمناطق في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني، وضعوا قواتهم المسلحة في حالة الاستعداد القصوى، سحبوا سفيرهم من طهران، ومنعوا السفير الإيراني من العودة، رسالة ردع أراد الباكستانيون إيصالها إلى الإيرانيين، الذين يرتبطون كذلك واياهم باتفاقات وتفاهمات أمنية، مفادها بأنهم لا يتهاونون ولا يقبلون مس السيادة، وإن قدراتهم الصاروخية وامكاناتهم العسكرية لا يستهان بها، وقد أثمرت الرسالة سريعاً بتحرك ايراني لتبريد حمى التوتر، وتفعيل الاتفاقات الأمنية على أعلى المستويات، ما يعني أن الإيرانيين قد تلقفوا سريعاً معنى الرسالة، عرفوا ردود فعل الباكستانيون وقوتهم التدميرية.. موقف الدولتين وبغض النظر عن الرسائل والأهداف التي أرادت إيران تعبيرها إلى العراقيين والباكستانيين والعالم فإن ردهما أي الدولتين الباكستانية والعراقية، وطبيعة الرد تؤشر ثغرة نفسية في جدار الردع العراقي قوامها قيود تفرضها جهات السياسة تحول دون القيام بفعل رادع، وامكانيات عسكرية محدودة لا تقوى على الرد، ثغرة تتطلب من أهل السياسة العمل على إعادة النظر في مفهوم الردع، والتوجه صوب الكسر المحتوم لقيود الأمن القومي سياسياً من جهة، وتقوية القدرات العسكرية الدفاعية من جهة أخرى.